[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]يمكن
لو قريت كلامي ده في يوم تاني هاستغرب إني أنا اللي بتكتب، ويمكن مش هاعرف
نفسي؛ لأني فعلاً متلخبطة في حاجات كتير في الموت والحياة في الفرح والحزن
وفي الصداقة والعلاقات الاجتماعية..
حاجات كتير نفسي أتكلم وأسأل
فيها، ويمكن بسبب الإحباط الشديد اللي أنا فيه والتوهان وعدم التركيز
والتشتت مخليني مش قادرة أتكلم وأقول اللي جوايا.
بييجي لي إحساس بلا مبالاة؛ يعني أقول على إيه هاتكلم، خلاص مش هتفرق ولا هتقدم ولا هتأخر.
أنا بقيت أعيش يومي وكل هدفي إن اليوم يعدي على خير ويخلص ولو مكتوب لي أموت يبقى أتشاهد قبل الموت وربنا يكون راضي عني.
ما
عنديش حاجة مستنياها تتحقق ولا فيه هدف متلهفة عليه، خلاص ما فيش أي حاجة
فارقة معايا غير طبعاً إن ربنا يكون راضي عني وأموت وهو سبحانه وتعالى راضي
عني.
الحاله دي على قد ما هي الحمد لله ما فيهاش مشاكل أو أزمة
اجتماعية؛ لكنها كاسراني أوي من جوايا.. حاسة إن ما فيش فرق بيني وبين
الأموات.. أنا شخص ميت بيتحرك وبيتنفس من غير روح.
صعبان عليّ إن
حياتي تكون كده.. اتمنيت أشتغل، واتمنيت أتجوز، واتمنيت أحقق حاجات جميلة
ومفيدة في حياتي؛ لكن من كتر الأماني وتأخيرها.. جالي حالة إحباط قاتلاني
وقتلت كل روح جوايا.. الحمد لله رب العالمين.
متشكرة على الفرصة اللي قدمتوها للفضفضة في الموقع.
very sadأحزنتني
وأتعبتني أيضاً رسالتك؛ ولكني شعرت أيضاً بنور خافت يضيء من خلالها، يُعلن
رفضه التام لحياة الأموات التي ألقيت بنفسك فيها، ويقاتل لتنضمّي بأسرع ما
يمكن إلى عالم الأحياء والناجحين والسعداء، وألا تكتفي بالحركة والتنفّس
بدون روح؛ فالحياة لم تمنح أحداً السعادة والنجاح بدون جهود متواصلة؛ فلا
شيء حقيقي وله قيمة يمكن الحصول عليه بدون مثابرة.
وكما يقال؛ فإن الفشل الحقيقي يكمن في التوقّف عن المحاولات، وأن الإحباط يمكن أن يولّد التحدّي للأزمات إذا قررنا عدم الاستسلام.
ومن
الواضح أنك سمحت لرصيدك من الحماس بالتسرّب من عقلك وقلبك، وتدخّل إبليس
اللعين ليوهمك بأن المهم أن يرضى الخالق عنك، وأن تذكري الشهادتين عند
موتك، رزقك ربي حياة رائعة مثمرة وطويلة أيضاً.
واسمحي لي -بكل
التعاطف مع ألمك وبالودّ والاحترام البالغين لك- أن أهمس لك بأن الرحمن لن
يرضى عنا جميعاً؛ إلا إذا احترمنا نعمة الحياة، وأنه عز وجل سيسألنا يوم
القيامة عن عمرنا فيما أفنيناه، وشبابنا كيف قضيناه وصحتنا كيف تعاملنا
معها.
وأدعو لك من كل قلبي أن تُسارعي بحماية نفسك من الردود البشعة
عندئذ؛ فلا أرضى لك بأن تردّي على هذه الأسئلة -لا قدر الله- بأنك قضيت
عمرك في الحزن والإحباط، وشبابك في الألم، وصحتك في التحسّر لأنك لم تعملي
ولم تتزوجي.
وأكاد أسمعك تقولين: وماذا أفعل؛ فقد سُدّت أمامي كل السبل للسعادة؟
وأردّ
بحب وإخلاص: قومي بفتح ثغرات ذكية في حوائط الإحباط اللعين، وسارعي
بالانضمام لأي عمل تطوعيّ، ومارسي الرياضة البدنية، وحسّني علاقتك بالخالق
ليرضى عنك فعلاً، واحترمي نعمة الحياة وتذكّري أنها فرصة لن تعوّض، وأن من
الأدب مع الخالق أن نستفيد من حياتنا، وألا نسمح بضياعها في الأحزان.
وانفردي
بنفسك واكتبي كل أحزانك ومشاكلك على الورق، مهما كانت كثيرة حتى تقومي
بالتخلّص من قدر من الشحنة النفسية الهائلة التي تسرق حبك للحياة، ثم قومي
بقراءتها بصوتك حتى تسمعيه وقومي بطرد قدر آخر من الألم النفسي، ثم مزّقي
الورق ببطء لإخراج شحنات أخرى من الألم.
وإذا شعرت بالرغبة في
البكاء لا تقاوميها؛ فالبكاء رحمة من الخالق، شريطة ألا تكتفي به، وأن يكون
هو والكتابة وسيلة لتخفيف الاحتقان الهائل الذي تحتضنينه بداخلك؛ حتى
يمكنك علاج باقي مشاكلك وبإمكاننا مساعدتك بمشيئة الرحمن إن رغبت بالطبع.
فقد تألمت بشدة لقولك بأنك مكسورة من الداخل، وصدقيني هذا كلام إبليس اللعين ليغتال فرصك التي تستحقينها في النجاح.
قولي
لنفسك يومياً: أنا غالية جداً والجميع يتعرّضون لأزمات في العمل أو
العلاقات الاجتماعية، ولست وحدي، وإطالة البقاء في وضع السقوط على الأرض
يجعلني أبالغ في التخوّف من النهوض، والحياة بالانبطاح على الأرض مؤلمة
وكئيبة؛ بينما بعد النهوض سأستمتع بحياتي وأصنع نجاحي، وبذا فقط سيرضى عن
الرحمن.
وتذكري الحديث الشريف: "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة؛ فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها".
وأيضاً الحديث الشريف: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف".
وقولي
بصوت عال: أختار القوة والتعلّم من تجاربي السيئة لأكتسب الخبرات، وسأهتم
بمظهري، وسأنفتح على الحياة تدريجياً ودون توقعات مبالغ فيها، وسأفرح بأي
تقدم ولو كان بسيطاً وسأحتفل به، وأعتبره مقدمة رائعة لنجاح أكبر قادم،
وإذا تعثّرت سأتجاوزه سريعاً وأتعامل معه؛ على أنه أمر طبيعي بعد أن أتعلم
منه.
وتابعي قسم التنمية البشرية في موقعنا لتستفيدي منه، وتابعينا
بأخبارك لنطمئن عليك واقرئي هذا الرد يومياً لإعادة شحن بطاريات حماسك وحبك
للحياة، وتذكّري أن لديك مواهب وطاقات غالية وجميلة جداً ومن الظلم الفادح
لنفسك إضاعتها أليس كذلك؟
وفّقك ربي وأعانك على قهر ظلام اليأس
والاستمتاع بأنوار الآمال والتفاؤل وتذكّري الحديث القدسي: أنا عند ظنّ
عبدي بي؛ فليظن بي ما يشاء.
فأحسني الظن بالرحمن وابتسمي للحياة واستمتعي بالنجاح والسعادة في كل جوانبها.