خطيبك شخص استغلالي انتهازي يريد أن ينال منكِ غرضًا غير شريف

أنا عندي 21 سنة، مخطوبة من شهر تقريبا خطوبة
عادية.. صالونات بمعنى أصح. بمجرد أخته شافتني عجبتها وصفتني له طلع عارفني
شكلاً من 4 سنين، وشافني 5 مرات وفاكرهم بالتفصيل! جه البيت وأنا صليت
كتير وارتحت ووافقت.. قرينا الفاتحة وبمجرد ما قريناها وهو بيقول لي إنتِ
مراتي.. عايز بوسة.. حضن.. يلمس كل حتة في جسمي.. يتكلم بصراحة مش عادية في
السكس بألفاظ صريحة جداااااا! قال لي: "أنا بحب الجنس.. أنا جنسي"، وأنا
أصلا كل ده لسه مش عارفاه ومش عارفة أي حاجة.





أنا خجولة جدا، حتى كنت باتكسف أتكلم مع صحباتي
في حاجة زي كده! المهم قفلته أوي وقلت له إحنا لازم نتعرف على بعض وكده،
وأنا مش باعرف وباتكسف وكده.. هو حد خجول أوي مع الناس بيتكسف أوي لكن
معايَ أنا لأ.



المهم من بعد الشبكة والدبلة وكده وهو
متغير أوي من ناحيتي مش بيكلمني خالص.. ممكن يعدي أيام وهو مايعرفش عني
حاجة، لو ماكلمتهوش أنا مايبقاش عايز ييجي البيت زي الأول.. مش يعرف عني أي
حاجة ولا بيهتم ولا بيسأل عليَّ، وخلاص مابَقاش حتى بيفكر يمسك إيدي..

لما اتكلمت معاه وقلت له إنك متغير وعايزاك تهتم بيَّ واسأل عليَّ؛ جيتي
من الكلية إمتى وهاتروحي إمتى وكده.. قال لي: "بصي، كل حاجة على البنت..
إنتِ في ايدك تحببيني فيكِ وتخليني أصحى من النوم أدوّر عليكِ وتخليني
أجيلك طاير". قلت له: "بس لازم أحس منك باهتمام حتى لو بسيط". قال لي: "لأ،
كل حاجة عليكِ إنتِ".





بدأت أفكر أجذبه ليَّ، قررت أكلمه في التليفون
كتير، وأتابعه وأتطمن عليه.. وأصلا مكالمتنا مش بتتعدى الدقيقة، بس كرامتي
مش سامحة لي إني آجي على نفسي وأتصل كل شوية، وهو مش مبين لي أي رد فعل
حلو..




هو ولد واحد على 3 بنات ومتدلع..
بدأت أنا أحاول أمسك إيده وأقول له: "امسك إيدي شوية". يقول لي: "لأ، شوية
كده لما نتعرف على بعض، علشان كل حاجة تبقى عادي". مع إنه كان هايتجنن
عليَّ في الأول!..





أنا بجد تعبت من كتر التفكير أنا حاسة إني مش
مخطوبة! لا بيسأل ولا بيهتم، أنا مازادش عليَّ غير دبلة في إيدي.. دلوقتي
بافكر أتقل أنا بقى عليه وما أتصلش به غير لما هو يتصل وأشوف إيه آخره، بس
مش عارفة شخصية زي دي إزاي أتعامل معاها؟! هو طيب أوي وحنين وفيه صفات
كتييير حلوة، وأنا فرحانة به أوي بس علاقته بيَّ تعبتني!





Love isallineed








صديقتا العزيزة..


سنصدقك في كل الصفات الطيبة التي ذكرتها عن خطيبك في رسالتك، وهذا يعني
أنه "حد" خجول جدا وطيب جدا وحنين جدا، حتى نستبعد عنه أنه شخص استغلالي
انتهازي يريد أن ينال منكِ غرضًا غير شريف ثم يتركك، وما أكثر هؤلاء!





لكن كونه أتى من الباب وتقدم لك منذ بداية تعارفكما؛ فهذا دليل على أنه
شاب جاد يبحث عن علاقة محترمة، ولكن يبدو أن لديه بعض التشويش في طبيعة
مراحل علاقتكما، بحكم ما يسمعه من أصحابه أو ما يراه في الإعلام؛ فتخيل أنه
بعد قراءة الفاتحة تصبحين "مراته"، وهذا خطأ فادح، وربما سيؤدي إلى فساد
هذه العلاقة كلها رغم ما فيها من حب وحرص؛ لأن المعصية تُذهب النعمة فـ"إن
الذنوب تذهب النعم" و"قد يحرم المرء الرزق بالذنب يصيبه".





ولهذا فأنا أحييكِ على تصرفك السليم معه في البداية؛ عندما رفضتِ هذا
التمادي من طرفه بحجة أنكما لم تتعرفا بالشكل الكافي، وكان أوْلى أن تقولي
له إن هذا حرام ولا يجوز.. وقتها كنت ستكبرين في عينه أكثر، ويفكر بصورة
أعقل في تصرفاته، وعندها أيضا لن تتنازلي بعد ذلك فتضطرين إلى جذبه لكِ بأن
تحاولي أن ترضيه على حساب الدين والشرع..





أما الآن فالفتى يضغط عليكِ ويحاول أن يدفعك إلى موافقته في تصرفاته حتى
تحتفظي به، ويؤكد لك أنك مَن بيدك أن تجذبيه إليك وتجعليه يفكر فيك ليل
نهار، وهو محق في هذا بلا شك، فأنت في يدك المفتاح ولكن أي مفتاح؟ هل
تفتحين له بابًا للمعاصي وإغضاب الله وتعطينه ما لا يجوز له ولا لكِ.. أم
تشغلين قلبه وعقله وكل حواسه بحب عظيم يملك عليه نفسه؟





يجب أن تكوني أكثر إيجابية حقا، ولكن من خلال وسائل لا تفضي إلى معصية
الله، وبإمكانك إذا أحسنت التفكير أن تجدي العشرات من هذه الوسائل؛ لترويضه
وتعقيله وتعريفه بأن في الحياة أشياء أخرى كثيرة جميلة، وأن الدنيا لا
تدور كلها فقط حول محور الجنس..





هناك فهم خطأ بسيط في عقلية خطيبك، وبإمكانكِ أنت أن تعدليه، أدخلي إلى
قاموس الحب لديه معاني جديدة، شجعيه على أن يمارس هواية يحبها، اجعليه يلعب
رياضة ما وتابعي درجة تقدمه فيها، اعرضي عليه نشاطا ما تقومان به معًا؛
بشرط أن يوافق ميولاً لديه.




تقاربي مع أسرته وأخواته البنات بصورة عائلية حميمة، بحيث يجد أنهُن
يتحدثن عنك بكل خير فيزداد حبًّا لك، وادمجيه مع عائلتك بشكل لطيف واجعلي
العلاقة بينه وبين إخوتك ووالدك علاقة صداقة ومودة، فكل هذا من شأنه أن
يسمو به قليلا عن فلك الجنس الذي يدور فيه فلا يفرغ منه أبدًا..





اربطي قلبه بالله تعالى وذكّريه بالطاعة بالأسلوب الذي يريحه ولا
يستفزه، واقترحي أن تصوما معا يومًا أو يومين ويدعو كل منكما للآخر في وقت
الإفطار فهو وقت تستجاب فيه الدعوة.. احفظا معًا سورة من القرآن يصلي بها
كل منكما فيكون جوٌّ مغلف بالحب في رضا الله..





كل هذا كفيل بأن يهدي قلبه وأن يوسع فهمه؛ فيرى دنيا جديدة جميلة على
يديكِ فيزداد حبه لك وهيامه بك، وينصرف عما كان يشغل عقله من متطلبات صغيرة
حصر نفسه فيها فتخيّلها كل الدنيا..





أدعو الله لك أن يوفقكِ ويهديك إلى الخير وأن يهديه على يديك، وأن يتمّ عليكما نعمته إنه ولي ذلك والقادر عليه، آمين.