أنا فتاة عندي 19 سنة، نِفسي ألاقي حد يحبّني
ويهتم بيّ، أنا عندي أسرة كبيرة بس مفككة، كل واحد فيها عايش في دنيا
لوحده، بابا وماما بيحبونا بس مع الأسف مافيش أي تعبير عن الحب ده.
لدرجة إني شكّيت في الحب ده، ما تقولوش حاولي
معاهم خلاص ما عدشي ينفع، وإخواتي عندي اتنين أكبر مني واتنين أصغر مني؛
الكبار مجوّزين وكل اللي يهمهم بيتهم وبس، والصغار لسه مش فاهمين حاجة،
وأنا الوسطانية.
نِفسي ألاقي حد يطبطب عليّ، نِفسي ألاقي حد أفضفض
له، وأحكي له همومي ومشاكلي، كان ليّ أصحاب كتير علاقتي بيهم في حدود
الدراسة وبس، هما كانوا بيعتبروني صديقة، بس أنا كنت باعتبرهم مجرّد زمايل،
دلوقتي قطعت علاقتي بيهم كلهم.
وكنت عارفة واحدة من أيام الثانوي كنت بحبها أوي،
وكنت باعمل عشانها حاجات كتير، بس مع الأسف لقيتها ما تستاهلش إني حتى
أعرفها، وعلى أد ما كنت بحبها كرهتها، ودلوقتي قابلت زميلة في الجامعة
حبيتها أوي، ونفسي نبقى أصحاب، وهي إنسانة كويسة أوي ومتديّنة وطيّبة
وهادية، بس مع الأسف بعدت عنها؛ لأني مش عايزة أكرّر نفس الغلطة، مش عايزة
أتصدم تاني.
دي مشكلتي.. أرجوكم قولوا لي أعمل إيه، خلاص بدأت أفكّر في الانتحار أعيش ليه ولمين!!
sorsa.bebo صديقتي الجميلة.. إن الظروف الصعبة والمشكلات أو التواجد في بيت يفتقد
للحب والتفاهم، ليس مبررا لكراهيتك للدنيا وكل اللي فيها، وتفكيرك في
الانتحار؛ فللحياة أسباب كثيرة، وفي الحقيقة نحن نحيا مع الناس وليس مِن
أجلهم، وإن لم تجدي مَن تعيشي لأجله فتعيشي من أجل نِفسك ومن أجل أحلامك.
يقول كاتب برازيلي: "لا يغرق الإنسان بسبب سقوطه في النهر، ولكن لبقائه مغمورا تحت سطح الماء".
لذلك أقول لكِ: قاومي الغرق، ولا تجعلي الظروف تغمركِ، وتغرقك في هذه
الصراعات، ما زال هناك بداخلك حب، بدليل حبّك لصديقتك، ولكنني لا أظنّ أن
الأصدقاء فقط هم من يستحقون كل حبّك وحدهم، فيجب أن تحبي عائلتك وإخوتك
أيضا.
أظنّ أن حُكمك على أهلك في غير محلّه، حتى وإن كانوا لا يتكلّمون معكِ،
وتشعرين أنهم لا يشعرون بكِ أو بما يدور بداخلك؛ فحاولي أنت أن تمدي جسرا
بينك وبينهم، وتقرّبي المسافات، وتعامليهم معاملةً جيّدة، وتخلقي جوا من
البهجة داخل البيت حتى ولو مع إخوتك الصغار.
واعلمي أن أصدقاءك غير دائمين وقد تفرقكم السبل، وفي الحياة عموما
بنقابل ناس، وبنبعد عن ناس، وبنقرّب من ناس تانية وده طبيعي، فلا تعطي أي
شيء أكبر من حجمه، واعرفي أن كل علاقة مختلفة، وبُعد صديقة عنكِ ليس معناه
أن تبعد عنك كل صديقاتك، كوني دائما قادرة على فتح صفحة جديدة؛ فالأصدقاء
في حياتنا يظهرون ويختفون بحكم ظروف المكان والزمان، ولكن أهلك سيظلّون
أهلك إلى الأبد؛ فحاولي أن تُحبّيهم، وأن تقتربي منهم، وأن تحترميهم،
وستجدين منهم الحب والاحترام بإذن الله.
وإن لم تجدي الحب والاحترام الذي تحلمين به في بيتك، فقاومي مجددا،
وحاولي شغل نفسك بأشياء تحبّيها، واقضي المزيد من الأوقات وحدك في هدوء
لسماع بعض الموسيقى أو لقراءة كتاب، وحاولي تجنّب الخلافات قدر استطاعتك،
ولا تسمحي للجو المتوتر حولك أن يُؤثّر على حياتك ونجاحك، وتعهدي أمام
نَفسكِ أن يكون لك عائلة مختلفة في المستقبل، يجمع الودّ والحب بين
أفرادها؛ وقتها فقط ستُعوّضين كل ما فاتك من حُب وحنان، ولكن لا تُفكّري في
الانتحار، ولا تتركي نفسك فريسة للظروف الصعبة.