مشكلتي باختصار شديد إن جوزي كذاب وملاوع
وما بيحترمش حد لا من أهلي ولا من أهله غير لما بيكون عايز حاجة.. ودايماً
فيه مشاكل معايا، ومع الناس.
وأنا إنسانة متعلمة، وهو كمان المفروض
إنه متعلم؛ بس للأسف من اللي اتحسبوا على التعليم خطأ.. هاملني في كل شيء،
ومش غيور عليّ ولا على بيته.
باحاول أبني وأكبّر في البيت وهو ما
بيتغيرش، شغلت نفسي بالعمل والدراسة والسفر عشان أتحمل حياتي معاه وأنسى
إهماله لي وما فيش فايدة.
أنا تعبت من الحياة في ظل حيطة لأنه كان
دايماً يقول (معلش ظل راجل ولا ظل حيطة)، بيسرقني وبينصب عليّ، وعندي منه
طفلان كانوا ثمرة لزواج صوري على مدار 11 عام.
قرار الانفصال صعب؛ خاصة لما تكون في مركز احترام من الجميع وفي نفس الوقت الحاقدين اللي هيقولوا اتكبّرت عليه.
هل
أحتمل العيشة في ظل أكاذيب وترقب دائم للغدر من أقرب الناس وأسيب أولادي
يتربوا في الجو ده؟ ولا أسيبه، وربنا موجود وأتحمل أنا وأولادي لقب مطلّقة.
m.sسيدتي، لقد قرأت رسالتك عدة مرات، وفي كل مرة كنت أشعر بشيء من الحيرة من أين أبدأ الحديث معك في مشكلتك هذه.
أأبدأ
من مفاهيمك المغلوطة عن الحياة؟ أم من تعليق استمرارك في حياتك الشخصية
ليس على إحساسك بالمسئولية تجاه أولادك وتجاه ربك الذي سيحاسبك عليها ولكن
على أقاويل الناس؟
أتدرين يا عزيزتي، ربما يكون زوجك بهذا السوء بل وأكثر من ذلك، ولكن
يتبقى السؤال الآن: ماذا فعلت أنت لتصلحي من شأنه؟ ماذا قدّمت له من عطف
ورعاية واهتمام ولو على سبيل المحاولة من أجل أن يكبر أبناؤك ولهم أب صالح
يفتخرون به، وركن شديد يأوون إليه من مصاعب الحياة ومشاقها؟
أقول: ليس من أجله بل من أجل أولادك الذين ينتسبون إليه رغم كل ما تقولين.. ماذا فعلت؟
أنت
دائماً تنظرين للجانب السلبي في شخصيته، ومن المؤكد أنك تواجهينه دائماً
بما يكره، ودليل ذلك من كلامك هو قولك "لا بيغير عليّ ولا على بيته".
في
الأولى هو في نظرك رجل ديوث لا يغار على عرضه.. وفي الثانية هو رجل خامل
مهمل ليس لديه طموح لتكبير البيت على حد قولك.. وطبعاً تكبير البيت من وجهة
نظرك هو زيادة عدد الغرف وجودة الطلاء على الجدران.. والأثاث الخشبي
الفاخر.. أليس هذا هو البيت الذي تسعيْن لتكبيرة وزخرفته؟
نعم يا
سيدتي لقد تذكرت كل هذا ولكنك أغفلت ما هو أهم من الجدران والأثات ودواعي
الزينة والتفاخر.. نسيت أن تكبّري الحب في أسرتك، وتنمّي العواطف بينك وبين
زوجك وبين الأولاد.
ثم تتركينه وتسافرين وتعتقدين أنك تهتمين بعملك
ومكاسبك التي في النهاية لن تهبك الراحة في الحياة؛ مكتفية بتحميله الجزء
الأكبر من الهدم الذي يحيط بأسرتك في الوقت الذي تهتمين فيه بالبناء
الأسمنتي والزخرفة الخشبية.
كم مرة قلت له فيها إنه ما لهوش لازمة؟
تذكّري معي كم مرة.. من الواضح أنك لا تستطيعين إحصاء ذلك؛ بدليل رده عليك
"أهو ظل راجل ولا ظل حيطة".
يا سيدتي..
أنت تحتقرين هذا
الرجل وتحتقرين حياتك معه وتنعتينه بأقبح الصفات، وربما من الأوْلى بك
الانفصال احتراماً للبقية الباقية من إنسانيتك وإنسانيته.. ولكن تذكّري أنك
لم تقدمي شيئاً أمام أولادك وأمام الله للحفاظ على هذا البيت.. البيت
بمعناه الحقيقي الذي يحيطه المودة والرحمة.
ويكفيك من خطأ في حق نفسك وزوجك وأولادك خوفك من الناس أكثر من خوفك من الله ومن سؤاله.
أما
إذا شعرت بشيء مما قلت لك وجلست جلسة صدق مع نفسك وقررت أن تصححي أخطاءك
فأرى أن تصلحي إصلاحاً حقيقياً ينفعك وينفعه وينفع أولادك.. افعلي ما بوسعك
للحفاظ على هذا البيت.. قدمي الحب، واجلسي معه، وحاولي أن تغيّري من
طريقتك ونظرتك، وكفّي عن الحديث عنه بشكل غير لائق كزوجة صالحة أمام أهلك
وأهله وأمام الناس حتى وصل للدرجة التي لا يحترم فيها أحداً لأنه ببساطة لا
يرى احتراماً من أحد.
قدّمي الحب وانتصري على أنانيتك، وستجدين منه
الحب إن كان فيه بذرة من صلاح فقد جُبلت النفوس على حب من أحسن إليها..
فأحسني إليه في المعاملة واصبري عليها ولتجرّبي كيف يصلح الحب ما لا تصلحه
المواجهات والكراهية.
حاولي يا عزيزتي.. وستنجحين إن أردت بصدق؛ فالله يوفّق الصادقين.. حاولي من أجلكم جميعاً.. والله الموفق