أنا مخطوبة
لواحد جمعتني بيه قصة حب جميلة أوي، وهو ده الإنسان اللي اختاره قلبي،
ونفسي أكمل معاه الباقي من حياتي؛ بس المشكلة إنه لسه في بداية حياته،
وفترة خطوبتنا هتطوّل على ما يقدر يجيب شقة وبقية مطالب الزواج.
أهلي
كانوا عارفين الكلام ده من الأول؛ بس هو كان عنده مشروع بتاعه، عمل
المشروع ده قبل الظروف اللي حصلت في البلد دي والثورة. ومع الأسف فشل
مشروعه لأنه قائم على رفاهية الناس، وماحدش دلوقتي بقى عنده وقت للرفاهية.
المشكلة
دلوقتي إن بسبب كده فترة خطوبتنا هتطول، على ما يقدر يجهّز نفسه.. أنا لو
عليّ هاستناه عمري كله؛ بس أنا خايفة أهلي مايصبروش، وسمعت ناس بتقول إن كل
ما فترة الخطوبة بتطوّل المشاكل بتزيد، وأنا مش هاقدر أبعد عنه حقيقي، وفي
نفس الوقت مش عارفة أقنع أهلي إزاي إنهم يصبروا عليه معايا.
roretaالصديقة
العزيزة.. دعيني أستهلّ حديثي معك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا مرّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعث الله إليها ملكاً؛ فصوّرها،
وخلق سمعها وبصرها، وجلدها ولحمها وعظامها. ثم يقول: يا رب، أذكر أم
أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب، رزقه؟ فيقضي
ربك ما شاء ويكتب الملك؛ ثم يقول: يا رب، أجله؟ فيقضي ربك ما شاء،
ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده؛ فلا يزيد على ما أمر ولا
ينقص".
صدقت يا رسول الله.. صديقتي هل نسيتِ أن الله تعالى هو
مقسّم الأرزاق!! لا أقصد أن أقول إنكِ لا تعلمين هذا؛ ولكن ربما كان هذا
اختباراً من الله تعالى وقياساً لمدى تمسّك خطيبك بك ومكافحته من أجل أن
تكونا معاً في بيت واحد، وربما كان هذا سبباً كافياً أن يجعل أهلك واثقين
أنهم قد اختاروا الرجل الصحيح، الذي سيحافظ عليكِ مهما حدث وتحت أي ظرف.
كما
أنكِ يا صديقتي قد ذكرتِ أنه قد جمعتكما قصة حب قوية، وبينكما مشاعر طيبة؛
وعلى الرغم من أنكِ لم تذكري طبيعة الترفيه التي يقدمها خطيبك للناس؛ فما
دامت رزقها حلالاً طيباً؛ فلينتظر بعض الوقت حتى تتحسن الأمور، وإن لم يكن؛
فإن كان هناك إمكانية أن يغير طبيعة العمل ويقوم باستخدام موارد تساعده
على تغيير المشروع؛ فلمَ لا؟ حتى وإن تطلب ذلك مشاركة أحد الأصدقاء معه
بالمجهود أو مادياً، هذا إن استمرّ الأمر لفترة طويلة.
كل ما أطلبه
من خطيبك هو السعي على رزقه وأن يتوكل على الله، وعليكِ أن تكوني يا صديقتي
من الصابرين، وأن تكوني عوناً له وتحمّسيه وتحفّزيه على السعي بالصورة
التي تتناسب وإمكانياته البدنية والعقلية والمادية أيضاً.
وبالنسبة
لأهلك فأنا لم أجد في رسالتك ما يمنعك أن تشاركيهم الرأي والمشورة فيما
يحدث، وهذا كفيل بأن يوصل لهم رسالة بأنك لن تتنازلي عن خطيبك ما دام يسعى
من أجلك ومن أجل مستقبلكما معاً، وبإذن الله لن يحدث ما تخشينه؛ فلن يكون
هدف أهلك أبداً أن يقفا في طريق سعادتك مهما حدث.
وأخيراً وفيما
يتعلق بمسألة ارتباط زيادة المشكلات بطول فترة الخطوبة؛ فهذا كلام لا صحة
له، ولا أساس على الإطلاق، وما دام أن بينكما حواراً دائماً حول ما يحدث
بعلاقتكما؛ فما المانع أن تأخذا الوقت المناسب؛ حتى يكتمل الحلم، وتكونا
معاً في بيت الزوجية بإذن الله تعالى