محمود السبع اوسمتى
عدد المساهمات : 782 تاريخ التسجيل : 08/06/2011 العمر : 58 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001676606043
| موضوع: تغلّبي على مشكلتك بالنسيان والاعتماد على الله الثلاثاء يونيو 28, 2011 6:02 pm | |
|
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أنا عمري 25 سنة، واتعرفت على شاب في مكان مشهور بإن كل الناس اللي بتيجي فيه بتكون جاية تعمل خير وبس دون مقابل, والشاب ده كان أكبر مني بـ10 سنين.
اتعرفنا وكنا بنتكلم عادي جداً زي أي اتنين أصحاب، وكان كلامنا مافيهوش حاجة مخجلة، وكنت متحفّظة في علاقتي بيه لأبعد الحدود لحدّ ما بدأ يلمّح بإنه عاوز يرتبط بيّ، وبعدين قالها صريحة.. رُحت قلت لأهلي، وكانوا مستنين إنه ييجي، وفي خلال فترة الانتظار دي غلطت أنا وهو غصب عني؛ لأنه كان داخل عليّ من البداية بوصلة الدين والصلاة وقيام الليل وقراءة القرآن وعمل الخير، ومواقف حصلت قدام عيني أكّدت لي إن الإنسان ده استحالة يكون مش كويس أو فيه شر جواه، والناس كلها اللي تعرفه بتشكر فيه وفي أدبه وأخلاقه.
المهم إني ضعفت عشان باحبه أوي؛ بس الحمد لله أنا لسه بنت.. وبعد اللي حصل بدأ يتهرب مني وطلب نفضل أصحاب وبس؛ عشان عنده ظروف تمنعه من إنه يكمل الموضوع.. طبعاً الرد ده جنني وقلت له: إزاي تقول كده بعد اللي حصل بينّا؟! إنت عبيط؟! قال لي: خلاص موضوع وخلص، الناس بتتجوز وبيحصل بينهم أكتر من كده وبيتطلقوا وبيفضلوا أصحاب.
المهم فضل على كده أكتر من شهر ونص، ورافض يعمل أي حاجة رسمي, وبيكلمني عادي جداً، وعايز يهزر ويضحك وخلاص ونتكلم عادي.. كل مرة باحاول أفهّمه إن اللي عملناه ده حرام، وإنه ماينفعش يسيبني كده، وكمان عشان أنا كنت بحبه أوي لأنه كان له كاريزما عالية وشخصية مالهاش حل.. أي نعم أنا اتأكدت بعد كده إنه حقير؛ بس أنا باتكلم عن اللي كنت شايفاه بعيني وأنا لسه في الغيبوبة.
لحد ما جه في يوم وفاجأته عند شغله، وفضل واقف معايا نتكلم في كل حاجة إلا موضوعنا، وقال لي: طيب أنا هأحدد ميعاد لما أفضى ونتقابل نتكلم وهأقنعك برأيي لآخر مرة.. تاني يوم كلمني وشتمني وبهدلني وهانني كتير، وقال لي: أنا ماقلتلكيش قولي لأهلك.
رحت أنا قدّمت شكوى في المكان اللي إحنا كنا بنتطوع فيه, وقدمت شكوى في شغله عشان مايؤذيش بنات تانية، وكلمت أهله وقلت لهم: خلوا ابنكم يتقي الله في بنات الناس، وكان ردّهم مستفزّ جداً، قالوا: إحنا مانقدرش نعمل له حاجة، هو مش صغير، ومسئول عن اللي بيعمله.
المهم أنا دلوقتي عاوزة أعرف، هو عدم رده على كل اللي أنا عملته فيه ده معناه إيه؟ معناه تجاهل؟ ولا عشان موقفه ضعيف؟ ولا معنى كده إنه زي ما بيقولوا بيجهّز لي حاجة مش كويسة؟
هو إنسان بيكره الشوشرة، ومابيحبش حدّ يعرف عنه حاجة واللي أنا عملته فيه ده أكبر أذية له؛ عشان كده أنا مستغربة إنه حتى ماخدش موقف، وعاوزة أعرف السبب؛ هل هو خايف مني وعرف إني مش سهلة ولا إيه؟
تاني حاجة، عاوزة أعرف هو بيعمل كده ليه؟ وليه بيؤذي بنات الناس ويكسر قلوبهم؛ مع العلم إني اكتشفت إني مش أول بنت يكسر قلبها؛ بس الله أعلم الموضوع اتطور معاهم ولا لأ.
ثالث حاجة، عاوزة أقول لكم: إن الموضوع ده فرَق معايا كتير جداً في علاقتي بربنا، وفوّقني والحمد لله، ورجعت لربنا.. ودي الحاجة الوحيدة اللي كسبتها من تجربة مريرة زي دي.
بس أوقات بييجي عليّ وقت باحن له ويصعب عليّ حاله، ونفسي يفوق عشان بطش ربنا شديد، وربنا في القرآن توعّد الظالمين بعذاب أليم.. صعب عليّ أوي لما شفته مذلول كده في كل مكان؛ مع إنه ظالمني.
مش عارفة الصح إني أعفو عنه وأقول إني سامحته، ولا أفضل أقول: حسبي الله ونعم الوكيل؟ نفسي أعفو عشان ربنا يعفو عني، وأنا واثقة إن ربنا هيردّ لي حقي.
S.M.I
كثيراً ما يُعمينا ما نظنه حباً عن حقائق كثيرة جداً، نغفل عنها أو نتغافل عنها؛ ظناً منا أن في هذا راحة كبيرة لنا؛ ولكن غالباً ما ندرك حقيقة الأمور بعد فوات الأوان.
صديقتي العزيزة.. لقد أخطأتِ في حق نفسك أكثر من مرة:
المرة الأولى بالطبع تعرفينها، وهي عندما سمحتِ لهذا الشخص غير المحترم أن يستغلّ سذاجتك وانبهارك بشخصيته وحضوره الطاغي وكلامه في الدين والعمل الخيري، والذي مع الأسف أصبح وسيلة لكثير من الناس لاستغلال الآخرين بكل الطرق.
والثانية عندما نسيتِ هدفك النبيل الذي تواجدتِ في هذا المكان من أجله، واستسلمتِ لأغراض هذا الشخص غير النبيلة بالمرة؛ لمجرد أنه أوهمك بقصة الارتباط والزواج.
والثالثة عندما تخيّلتِ أن الطريقة الوحيدة لإصلاح الخطأ الذي وقعتِ فيه هي بزواجك من هذا الشخص؛ لأنك بذلك كنتِ ستُصلحين خطأ بمصيبة أكبر منه.
صديقتي العزيزة، لا يوجد إنسان في هذه الدنيا لا يخطئ؛ ولكن المهم أن نعرف كيف نتعامل مع أخطائنا بحكمة وذكاء؛ فالله هو التواب الغفور الذي يغفر الذنوب مهما عظُمت، ما دامت نيتك في التوبة خالصة، ولا نية للعودة للخطأ مرة أخرى.
وتلك هي الطريقة الوحيدة لإصلاح خطئك؛ أن تتوبي لله، وأن تنسي تماماً هذا الشخص وما حدث بينك وبينه؛ بدلاً من أن تلاحقنه لكي يُكمل ما بدأه من خطأ.
فأمثال هذا الشخص لا يمكنهم أن يؤسسوا بيتاً ويقيموا علاقات محترمة وفي النور؛ لأنه تعوّد دائماً على المراوغة واللف والدوران.
وبالنسبة لسؤالك: لماذا يفعل هذا الشخص هكذا ببنات الناس؟ فهناك أسباب كثيرة؛ منها: تربيته ونشأته، واعذريني إذا قلت لك إن من ضمن هذه الأسباب أنه وجد مَن تسمح له بأن يستغلّها ويلعب بمشاعرها؛ فالحب والمشاعر أشياء أسمى بكثير من أن نلوّثها بهذه الطريقة.
أما بخصوص انتقامك منه بالطريقة التي فعلتِها؛ فأنتِ أيضاً قد تسرّعتِ في هذه الخطوة؛ فالله كان أوْلى بعقابه.
ولكن دعينا نتغاضى عن كل هذا، ونهتمّ بأهم شيء، وهو أن تلك التجربة القاسية جعلتك تقتربين من الله أكثر، وهذا هو أهم شيء.
فأكثر التجارب قسوة هي ما تجعلنا نقف مرة أخرى أقوى من ذي قبل، بعد أن تعلمنا من الحياة الكثير؛ ولكن أهم شيء هو أن نحافظ على طهارة ونقاء قلوبنا.
وبالنسبة لسؤالك: هل أعفو عنه أم لا؟ فأحب أن أقول لك: إن هذا ليس بالشيء المهم؛ فكل ما عليكِ هو أن تنسيه تماماً، وتنسي أنه قد مرّ بحياتك أصلاً، أو أنك قابلتِه في يوم من الأيام، وابدئي صفحة جديدة من حياتك، وعودي مرة أخرى لأعمالك النبيلة التي كنتِ تقومين بها من قبل، واسمحي لي في النهاية أن أقصّ عليكِ قصة صغيرة؛ ولكن معناها قوي وعميق.
عندما اشتكت ابنة لأبيها مصاعب الحياة، وقالت: إنها لا تعرف ماذا تفعل لمواجهتها؛ فهي ما إن تحلّ مشكلة تظهر مشكلة أخرى، فاصطَحَبها أبوها إلى المطبخ وملأ ثلاث أوان بالماء، ووضعها على نار ساخنة، ووضع الأب في الإناء الأول جزراً، وفي الثاني بيضة، ووضع بعض البنّ في الإناء الثالث، وأخذ ينتظر أن تنضج وهو صامت تماماً؛ حتى نفد صبر الفتاة، وهي حائرة لا تدري ماذا يريد أبوها.. أطفأ الأب النار، ثم أخذ الجزر والبيضة والقهوة المغلية، ووضعها في أوانٍ مختلفة، ثم نظر إلى ابنته، وطلب منها أن تتحسس الجزر؛ فلاحظت أنه صار ناضجاً وطرياً، ثم طلب منها أن تنزع قشرة البيضة؛ فلاحظت أن البيضة أصبحت صلبة، ثم طلب منها أن تشرب بعض القهوة، ثم سألت الفتاة: ولكن ماذا يعني هذا يا أبي؟ فقال: اعلمي يا ابنتي أن كلاً من الجزر والبيضة والبنّ واجه الخصم نفسه، وهو المياه المغلية؛ لكن كلاً منها تفاعل معها على نحو مختلف.
لقد كان الجزر قوياً وصلباً؛ ولكنه ما لبث أن تراخى وضعُف بعد تعرّضه للمياه المغلية، أما البيضة فقد كانت قشرتها الخارجية تحمي سائلها الداخلي؛ لكن هذا الداخل ما لبث أن تصلّب عند تعرضه لحرارة المياه المغلية، أما القهوة المطحونة؛ فقد كان ردّ فعلها فريداً؛ إذ إنها تمكنت من تغيير الماء نفسه.
وأنتِ صديقتي عليك أن تختاري؛ إما أن تكوني كالجزرة التي تبدو صلبة؛ ولكنها عندما تتعرض للألم والصعوبات تصبح رخوة طرية وتفقد قوتها، أو كالبيضة ذات القلب الرقيق؛ ولكنه إذا ما واجه المشاكل يصبح قوياً وصلباً ويتغير من الداخل؛ فيصبح قلبك قاسياً، أو مثل البنّ المطحون الذي يغيّر الماء الساخن (وهو مصدر للألم) ويجعله ذا طعم أفضل؟!
| |
|