[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المشكلة الأولى أنني فقدت الأمل في أي نجاح
فإني كلما أفعل شيئا تكون نهايته الفشل، فأنا إنسان يائس، حتى دراستي أنا
فاشل بها، ولا أعلم من أين أبدأ أو من أين أنتهي، أنا تعبت جدا فأنا شاب
تخرّجت من الثانوية الأزهرية والتحقت بكلية الشريعة والقانون بجامعة
الأزهر، وأنا الآن في الفرقة الثانية مع العلم أنني متأخر في الدراسة،
والله لا أعلم لماذا.. هل التقصير مني أم ممن؟ وهذا التأخر الدراسي قد تسبب
لي في الكثير من المتاعب والحالة النفسية المزمنة، وأنا الآن عمري 25 عاما
وأخاف أن يتقدم سني أكثر من ذلك، ولا أعرف أن آخذ هذه الشهادة، والله أودّ
أن أعلم سادتكم أن التعليم في هذه الكلية أسهل مما يتصوره أحد وأني كنت
أحلّ كل الامتحانات، ومن كثرة دهشتي في رسوبي في الدراسة والأعوام الدراسية
كنت أريد أن أصوّر ورقة الإجابة بكاميرا التليفون المحمول، ولكن خشيت
المراقب أن يتلكك لي ويقول لي إنت بتغشّ..
خلاصة القول أن هذه الكلية بها ظلم كثير، ولكن
أنا أعترف أني مقصر في حفظ القرآن الكريم، ومن كثرة التفكير في هذه المشكلة
وبعض المشاكل الأخرى الشخصية لي لم أقدر على حفظ آية واحدة من القرآن.. مع
العلم أني متعطش جدا لقراءة القرآن وأريد أن أحفظه..
المشكلة الثانية وآسف على الإطالة ولكن لم أجد
أحدا يسمعني أو يحل مشكلتي فكما أوضحت عاليا أني أبلغ من العمر 25 عاما وقد
رشح لي أبي ابنة عمي للخطوبة، وأن تكون هي شريكة حياتي، وهي تبلغ من العمر
18 عاما، وفي كلية التجارة جامعة الإسكندرية، وتقيم في الإسكندرية، وأنا
مقيم في محافظة مرسى مطروح.. المشكلة أنني غير متفق مع عمي على الإطلاق، مع
العلم أن أبي هو الأخ الكبر لعمي والد خطيبتي، فأبي يريدني أن أدخل بزوجتي
في مرسى مطروح، بجانب أبي وأعيش بجانبه، ولكن عمي وابنة عمي (خطيبتي)
يريدان أن أدخل بالإسكندرية وأعيش هناك؛ بحجة أن هناك العيش أسهل والحياة
متوفرة بشكل أكبر وأن هناك فرص العمل أكبر وهكذا... وأنا أريد أن أرضي عمي
وأبي وأنا أحب خطيبتي جدا وأنا أعلم أنها تحبني جدا، ولكن لا أعرف ماذا
أفعل.. أبي لا يريد أن أبتعد عنه، وعمي يريدني أن أعيش معه وأنا أخاف أن
يغضب عليّ أبي فأدخل النار.. ولا أريد أن أبتعد عن خطيبتي، ولو قلت لا لعمي
سوف يبعدني عن خطيبتي وأنا أحبها، فماذا أفعل؟؟ أفيدوني جزاكم الله خير.
love my heart صديقنا العزيز..
أشكرك باسم الموقع على كلماتك الرقيقة، كما أعجبني التفصيل السلس
والأسلوب الجميل الذي قصصت به قصتك، كما لم تفتني الدقة اللغوية التي تدل
على معرفة قوية من جانبك باللغة العربية، وهذا أكد لي منذ البداية أنك تملك
جوانب كثيرة للنجاح والتميز، ولديك مهارات ولكن يبدو أنك لا ترى إلا نقاط
الضعف من حياتك، ولهذا تلغي كل ما يميز شخصيتك وما تستطيع ببساطة أن تبرع
فيه، فتتهم نفسك بالفشل التام، وهذا شعور سيئ جدا يا صديقي، ويدفع بمن
يتملكه إلى التحول بالفعل إلى إثبات هذا الشعور، فتتناقص فرص تميزه ويتحول
إلى شخص فاشل؛ لأنه فرض لنفسه هذه الفرضية وتعامل معها كواقع لا مفر منه.
والحقيقة غير ذلك، حيث إنك تملك مقومات تعينك على التفوق والتميز لو أنك
نظرت من هذا الجانب، تقول إنك ينقصك حفظ القرآن الكريم لتستكمل جانبا مهما
من شخصيتك ودراستك، والحقيقة أن حفظ القرآن الكريم له تأثير ممتاز على
شخصية الإنسان حيث يربطه بالله برباط وثيق، وأهل القرآن هم أهل الله
وخاصته، والقرآن يستحق يا صديقي أن تبذل كل جهودك لحفظه، وقد أعطاك الله
فرصة الدراسة في كلية أزهرية لتكون أقرب إلى القرآن من غيرك ممن يدرس أو
يعمل في مجالات أخرى، كما أنك بالتأكيد لديك أساسيات علوم القرآن ولديك
كمية مناسبة تحفظها أو تستطيع استعادتها من خلال دراستك الأزهرية خلال
السنوات الماضية يمكن لك أن تبني عليها وتكمل مع أحد الحفاظ، ونصيحتي هنا
ألا تحفظ وحدك بل تنتظم في الحفظ على يد شيخ يلزمك ويحافظ على تقدمك في
الحفظ ويمنعك من النسيان.
وبخصوص النتيجة السلبية التي تحصل عليها كل عام مع تأكيدك أنك تجيب بشكل
جيد، فيمكنك أن تقدم تظلما للكلية وتطالب بإعادة تصحيح ورقتك، وتتبين
المشكلة نابعة من أين.
كما يمكنك أن تصنع لنفسك امتحانا شبيها بامتحان الكلية وتجيب عنه بنفس
الطريقة ثم تعرضه على أحد الخبراء أو الأستاذة أو أحد المتفوقين بالكلية
ممن يهمه مصلحتك، وهو يدلك على مواطن القوة والضعف ويقدم لك نصائح حول ما
يمكن أن يساعدك في تحسين الإجابة.
وبالنسبة للموضوع الآخر وهو علاقتك بخطيبتك والخلاف الناشئ حول مكان
الإقامة بعد الزواج، فأنا أرى أن الأمر لن يصل إلى حد مخالفتك لوالدك، وإذا
توقفت هذه الخطوة على عصيانك لأمر أبيك فأنصحك ألا تتمها؛ لأن طاعة
الوالدين من طاعة الله كما تعلم بالتأكيد، ولكن الأمر عائلي، ولهذا ففرصة
الإقناع والتشاور مفتوحة بينك وبين عمك وبين والدك، احسب أنت الأفضل
لمستقبلك، ولن تجد بإذن الله معارضا لك؛ لأن الجميع أهلك، ويحبون لك الخير
ويتمنون لك الأفضل بالتأكيد.
انظر إلى أين يتجه قلبك، وبإمكانك وقتها أن تجد ما تريد، ولن تعدم عملا
في أي مكان بشرط أن تتحقق لك الراحة النفسية فيه، المهم أن يكون مكان
الإقامة هو المكان الذي تنجح فيه فعلا لا الذي تتمنى فيه النجاح، وأظنك
تفهم كلامي حيث إن الإنسان قد يختار شيئا تبعا لهواه، مع أن الواقع يؤكد أن
الأفضل له شيء آخر، المهم أن تكون هناك مؤكدات فعلية ونجاحات حقيقية تبرهن
بها على قدرتك على تحمل المسئولية.
الحقيقة أن عليك يا صديقي مهمة ثقيلة لا بد أن تكون أهلا لها، وجديرا
بها، عليك أن تنجح وأن تتفوق في دراستك، وأن تبحث عن عمل مناسب يحقق لك
الكفاية المادية، ويضع قدميك على طريق النجاح، لا يهم المكان بل يهم النجاح
في أي مكان.
ادرس الخطوة القادمة جيدا، ثم توكل على الله واستعن به سبحانه وتعالى، واسأله أن يهديك سواء السبيل.
ونحن ندعو الله لك أن يوفقك وأن يرشدك إلى الخير وأن يكفيك هم الحيرة.. آمين.