محتار؛ أبعد ولا أفضل مكمّل؟ أنا بحب بنت
جداً، ومعاها بقالي أكتر من سنة، وفي البداية ماكانش فيه حد بيعرف اللي
بينّا، وشوية شوية الناس القريبة أوي ليّ وليها عرفوا كلهم.
المشكلة
بقى إن أنا فعلاً بحب الإنسانة اللي مرتبط بيها؛ بس بنت خالتها قريبة مني
جداً؛ لدرجة إني وصلت لمرحلة إني بقيت أكلّمها أكتر من حبيبتي.. كتير باحسّ
إن هي فاهماني أوي وإحنا قريبين من بعض؛ بس باكون خايف أوي، وباحس إن
حبيبتي حاسة.
ساعات أقول يمكن يكون مجرد إحساس؛ بس ساعات أكتر باحس
إن نفسي أكون معاها على طول، وبالذات لما بيكون فيه حاجة بيني وبين حبيبتي،
وهي اللي بتحاول تهدّيني.
أنا فعلاً حاسس إني في مشكلة.. هل
المفروض إني أبعد عنها؟ ولا أخلّيني زي ما أنا؟ ولا أتأكد من اللي أنا
حاسه؟ طيب ولو طلع اللي أنا حاسه صح، ممكن إيه اللي يحصل؟ بجد مش عارف.
araqyالصديق
العزيز.. هل تعلم يا عزيزي أنك لو تحدّثت لعشر فتيات في وقت واحد وحاولت
التحدث معهن؛ ستخرج على الأقل بـ7 منهن، تُكِنّ لهنّ نفس المشاعر، لو ظللت
على تلك الحالة.. فنحن البشر بطبعنا متحابون، ونتعلق وقت الشدة بمن يقف
بجوارنا.
وهذا ما حدث لك، واعذرني إن كنت سألقي باللوم عليك.. فمن
الطبيعي يا عزيزي -وفي حالة العلاقات الناضجة- أن يكون المتحابون عوناً
لبعضهم؛ بمعنى أننا حينما نختار شريكنا في الحياة؛ فنحن لا نختاره لكي نلجأ
للآخرين حينما نريد أن نشكو منه؛ بل من الأفضل أن نشكو منه إليه؛ بمعنى
أنك حينما تتعرض لمشكلات مع حبيبتك؛ فهي أولى أن تصارحها بما يضايقك منها،
وليس أن تشكو لغيرها.
ودعني أسألك سؤالاً: هل تعلم حبيبتك بكل هذه
المكالمات التي تُجرى بينكما؟ وإن كنت أعتقد أن هذا لا يتمّ؛ لذا فأنا
أعتبرها خيانة؛ فمن يحبّ لا يرغب أن يُخفي حبيبه عنه الأسرار، وأنت بالطبع
لا تُعلمها بكثرة اتصالاتك بتلك الفتاة أو ارتياحك لها، وإن كنت أتخوف من
اختيارك من البداية، واقتناعك بحبيبتك من البداية.
وأتساءل: هل
تحبها بالفعل وترتاح معها، وقبل أن تردّ على نفسك دعني أُعلّمك شيئاً، وكما
يقول المثل الشعبي "اللي إيده في المية مش زي اللي إيده في النار"؛ بمعنى
أنك لم تعاشر هذه الفتاة وتضعها في نفس المشكلات التي تحدث بينك وبين
خطيبتك، ولا تدري ماذا سيكون ردّ فعلها وقتها؛ فأحياناً حينما لا تتعلق
المشكلات بنا، نتحول لأطباء في علم النفس والحياة، وحينما تكون المشكلة
متعلقة بنا قد نقف أمامها عاجزين؛ بل الأسوأ من ذلك أننا قد نختار لها أسوأ
الحلول، وهذا ما فعلتَه؛ فبدلاً من أن تصارح حبيبتك بضيقك من المشاكل أو
تحكي لها ما يحدث لجأت لأخرى لا تقوم سوى بالتحدّث معك من وراء بنت خالتها
أيضاً.
ونصيحتي لك أن تعاود التفكير جيداً في حبك لحبيبتك؛ فأنا لا
أريد لها أن تُظلم معك، وإن كنت لا تزال تراها تلك الشريكة التي لا يمكنك
التخلي عنها لأي سبب؛ فاذهب لها وصارحها، واطلب منها أن تسامحك؛ خوفاً من
أن تبتعد عن بنت خالتها، وتكون هي القشّة التي قسمت ظهر البعير في تلك
العلاقة؛ لتحكي لها ما يحدث بينكما.
وتوقّع منها أن تغضب؛ ولكن هذا
أفضل من ألا تصارحها؛ فالعاقبة ستكون أقوى بكثير، وإن كنت لا تراها تلك
الشريكة؛ فلتبتعد عنها ولتُعطِ نفسك فرصة للتفكير في رغبتك بتلك الفتاة
الأخرى، التي لا أعلم مدى مشاعرها؛ فربما كانت تتعامل معك دون أي مشاعر حب
تجاهك، وربما اتخذت دور الحكيمة الناصحة فقط معك.
ومن هنا فأنت صاحب
القرار، وعليك أن تختار وتتحمل النتائج جيداً؛ مع العلم أن تلك الفتاة
بالطبع ستخسر قريبتها إن دخلت في علاقة معك.. وفكّر جيداً هل هي من
القادرات على مواجهة تلك المشكلات مع أقاربها وأهلها.
عزيزي احسب
حساباتك، وفكّر فيها جيداً؛ حتى إن اقتضى الأمر إن تترك حبيبتك لأنك غير
مقتنع بها، وتبتعد عن الأخرى؛ خوفاً من النتائج التي لن تكون في صالحك.. أو
لتغامر بكل ما لديك، وخُض التجربة، وعليك وحدك أن تتحمل نتيجة أفعالك،
ولتتخذ القرار الذي لن يجعلك تندم فيما بعد.. وتابعنا بأخبارك، وأتمنى لك
التوفيق.