[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أنا بنت عندي 20 سنة، بادرس في الجامعة، كنت
معجبة بزميل أكبر مني بسنة؛ لكن هو كان معتبرني أخت ليه مش أكتر، وفضلت سنة
معجبة بيه في صمت برغم علمه.. وفي نفس السنة اتعرفت على زميل تاني كان
معجب بي؛ لكن أنا كنت معجبة بالآخر.
وفي بداية السنة الجديدة اتفاجأت إن الاتنين
بيعرضوا عليّ الارتباط الرسمي؛ لكن أنا محتارة أوافق على مين؛ علماً بأني
كنت معجبة بـالأول لمدة سنة؛ بس بعد السنة ماخلصت حسيت إن مافيش أمل،
وخصوصاً إنه صارحني بإنه كان بيحاول يحبني لما عرف إني بحبه؛ بس ماعرفش؛
لكن مرة واحدة حسّ بقيمة حبي له، وبقيمتي عنده.. هو إنسان كويس ومستواه
الاجتماعي والمادي كويس جداً، وأنا كبنت لي أحلام كتير هو عنده القدرة إنه
يحققها لي؛ لكنه مش بيميل ليها، ومعتبرها أحلام مالهاش لازمة.. بس هو جاهز
من كل حاجة؛ يعني لو جه اتقدم لي، أهلي هيوافقوا.
المشكلة إن مشاعري ناحيته اتغيرت تماماً،
ومابقيتش قادرة حتى أتقبله غير كصديق، وده حصل لما عرفت العريس التاني، هو
طالب؛ بس بلده وجامعته بعيدة جداً عننا.. اتعرفنا بالصدفة؛ بس باعتبرها
أجمل صدفة؛ إنسان جميل أوي وبيحبني جداً، وبيخاف عليّ، وأنا بابقى مبسوطة
لما باكون معاه، وحاسة بيه أكتر، ونفسي إن هو فعلاً يكون شريك حياتي برغم
إمكانياته البسيطة؛ لأن أحلامي بالنسبة له هدف بيحاول على قد ما يقدر
يحققها لي.. الفارق الاجتماعي والمادي اللي بينّا مش كبير أوي، هو بيعتمد
على نفسه وبيشتغل؛ لأن والده متوفى، وده عطّله فترة عن الدراسة وأخّره..
ولو اتقدم لي مش عارفة موقف أهلي هيكون إيه ناحيته؛ بس حاسة إنه هيبقي فيه
صعوبة إنهم يوافقوا عليه.
أنا محتارة جداً، مين فيهم المناسب؟ أوقات باميل
للمستوى الأعلى والحياة الأفضل، وباقول إن المشاعر ممكن تكبر مع الوقت من
تاني لما يكون فيه ارتباط؛ بس باخاف برضه أوافق على ظروف وماديات مش أكتر،
وتفضل مشاعري زي ما هي.
wa3d el7ob الصديقة العزيزة.. في البداية أشكرك على ثقتك العالية في الموقع، ودعيني أدخل مباشرة في صلب الموضوع.
أرى من طريقة سردك للأحداث أنكٍ بالفعل تعلمين ما تريدين.. وسأحاول معكِ
أن نستوضح الأمور، ولنبدأ من وقت ما كنتِ بالجامعة، وكنتِ تُكنّين للشاب
الأول الإعجاب والحب؛ ولكن أتعلمين أنه من الصعب أن تحبي شخصاً لا يحبك،
ومن الأصعب أن تستمري في حبه برغم عدم إحساسه بك.. انتظرتِ سنة كاملة
تتألمين لمشاعر الحب من طرف واحد؛ ومع أني في الغالب لا ألوم الشخص الآخر
لأنه لا يكون على علم بذلك الحب؛ ولكن في حالتك هو يعلم أنك تحبينه وتركك
لأنه لا يُكنّ لكِ أي مشاعر.
ولا أعلم ما الذي تغيّر ليُفاجئك بطلبه للزواج منك بدافع أنه شعر
باهتمامك وحبك له؟ ولكن من الوارد أن يحدث في هذه الحياة كل شيء؛ فربما شعر
تجاهك بالحب والاهتمام وشعر أنك فتاة مميزة، أعطيته حباً دون أن تنتظري
منه المقابل.
ولكننا هنا نتحدث عنه كشخص من المفترض أن توافقي عليه وانتهى الأمر
بالزواج؛ فهو من سيكون زوجك ووالد أطفالك، وأنتِ تقولين إنك الآن لا
تُكنّين له تلك المشاعر القديمة التي عرفتِها منذ أحببته.. وهذه هي
المشكلة؛ فتغير مشاعرك قد يكون بسبب المقارنة التي تقيمينها داخل نفسك
حالياً بين ذلك الشاب، والآخر الذي لا يزال يدرس، أو ربما بدأتِ تُكنّين
لذلك الآخر مشاعر حب لأنه يستحقها.
ثم إني أرى فكرة تسيطر على تفكيرك، وهي أحلامك.. وأقول لكِ: ليست
أحلامنا أحلاماً والسلام؛ وإنما هي جزء لا يتجزأ منا، وإن اكتشف أي من طرفي
الارتباط أن هذه الأحلام لا قيمة لها أو أنه لا داعي منها؛ فيمكنك أن
تردّي وقتها قائلة في نفسك: إن هذه الأحلام جزء مني، وإن كان مَن أمامي لا
يرى أنها مهمة؛ فأنا كلي لست مهمة لديه.
وهنا أرى الفرق بين ذلك الذي لا يراها مهمة، والآخر الذي يسعى لتحقيقها وأنها هدف له يسعى إليه.
أعلم جيداً أن الحياة ليست وردية؛ فأحياناً تظلّ على الألوان القاتمة
فترة طويلة، وقد يكون ذلك الشاب الجامعي غير قادر حالياً على الإيفاء
بطلبات الزواج؛ ولكن هل تساءلتِ بداخلك: إن توفّرت الإمكانيات وكانت قليلة،
ولن تحقق أحلامك؛ فهل أنتِ قادرة على تركها من أجل العيش مع ذلك الشاب؟
سؤال اطرحيه على نفسك، وإن كنتِ قادرة أن تتركي كل شيء لتكافحي مع ذلك
الشاب، وتنتظري أن يرزقكما الله كل خير بإذنه؛ فلتنتظري يا عزيزتي، ولا
تجعلي نفسك سلعة تُباع وتشترى؛ لمجرد أنّ من تقدّم هو من معه المال الأكثر
والإمكانات المتوفرة بصورة أكبر؛ بل اجعلي الفكرة أفضل من ذلك؛ فأنتِ فتاة
تتميزين بشخصية طيّبة، وتستحقين الأفضل، وعليكِ أن تختاري مَن ترتاحين له
وترغبين في العيش معه ما تبقى من عمرك، ومن سيصونك ويحترم رغباتك وآراءك
مدى العمر.
ونصيحتي لكِ إن كنتِ ترغبين فيمن كنتِ معجبة به، أن تشرحي له أحلامك
ورغباتك، وأنها جزء منك، ولْتتوصلي معه إلى طريقة في التعامل تُريح كل
منكما.. ويجب أن تصارحي الآخر بعلاقتك بذلك الشاب حتى لا يتعلق بك أكثر.
أما إن كنت تميلين للآخر ذي القدرات البسيطة؛ فعليك مصارحة والدتك
بإمكاناته وأنكِ تريدينه؛ فأنتِ مَن ستتزوجينه وليس أحدٌ آخر، وأنتِ صاحبة
القرار.
نعم رضا الأهل مطلوب، ولا يمكنك الزواج دونه؛ ولكنك أنتِ من ستتزوجين،
وعليكِ أنت تقرري مصيرك بِيَدك، وأنا هنا أطلب منكِ أن تستخيري الله تعالى
وتفكّري جيداً قبل اتخاذ القرار.
وفّقكِ الله تعالى.