أنا عندي مشكلة كبيرة أوي.. أنا اتجوزت من 3 شهور جواز صالونات؛ بس كنت مقتنعة أوي لأني عقلانية على قد رومانسيتي.
المهم
إنه من أول يوم جواز، ماكانش فيه بيني وبين جوزي علاقة كاملة، ماعرفش هو
بيقول إنه علشان يكمّل الموضوع صعب أوي، مش فاهمة إزاي.
وفضل يحاول
يبقى فيه بينّا علاقة كاملة لمدة شهر، وأنا لسه بنت، وبرضه مش قادر، وطبعاً
أنا تعبت جداً لأنه إحساس فظيع.. المهم إنه بعدها ولحد دلوقتي؛ يعني من
شهرين وهو مابقاش يقرب لي أصلاً، وعايشين كأننا إخوات، وده اترتّب عليه إنه
جالي اكتئاب وكرهت نفسي والدنيا كلها، والأكتر من كده إنه حاول في الأيام
الأخيرة يقرّب مني تاني، مابقيتش متقبّلاه أصلاً.
أنا كنت بحب واحد
حب بجنون لمدة 6 سنين قبل ما أتخطب، وانفصلنا لأن فيه ظروف تمنع ارتباطنا..
والله لقيت نفسي باحنّ للحبيب الأولاني؛ مع إني من وقت ما انفصلت عنه،
وأنا مش في بالي خالص.
أنا عايزة أعرف رأيكم، أنا عايزة أتطلق
وأبتدي حياة جديدة، وأشتغل، وأستقلّ بحياتي، وأختار بعد كده شريك حياتي في
أي وقت.. ولا أستنى مع جوزي اللي راح لتلات دكاترة؛ منهم اتنين عضوي وواحد
نفسي، والتلاتة مش لاقيين له علاج؟ وبصراحة بقيت حاسة إني مش متقبّلاه حتى
لو بقى طبيعي، أنا قفلت منه خالص.
أنا كل اللي في بالي إني خايفة ربنا يحاسبني لو سيبته.. أنا عايزة أعرف الصح منكم ومتشكرة أوي.
dodyأوجعتني رسالتك كثيراً؛ فلا شك أنك تعرّضت لتجربة مؤلمة أدعو الله أن يعوضك خيراً عنها.
وقد
توقّفت طويلاً عند قولك إنك كنت تحبّين شاباً بجنون لمدة 6 أعوام،
وانفصلتما لوجود ظروف تمنع ارتباطكما، وكنت أتمنى أن تتأكدي قبل الارتباط
من وجود فُرَص حقيقية للزواج، أو المسارعة بالانفصال وعدم الاستمرار طوال
هذه السنوات.. ولا شك أنك شعرت أنك اضطررت للزواج التقليدي.
وأطمئنك
أن المشكلة لا تكمن في زواج الصالونات؛ ولكن تكمن في النظرة إليه؛ فالثابت
واقعياً ومن الأبحاث أنه أكثر نجاحاً من الزواج المبنيّ على ارتباط سابق؛
أي زواج الحب؛ بشرط توافر الانجذاب العاطفي والتفاهم العقلي.. لذا كنت أودّ
ألا تتزوجي بعقلك فقط.
ولا أعرف كيف تعامَلْت مع زوجك في اللقاء الزوجي، هل تجاوبْت معه؟ أم شعر بنفورك منه؟ ولماذا فشل في هذا اللقاء؟ وكيف كان ردّ فعلك؟
صدقيني،
أحترم ألمك؛ لكنني أذكّرك فقط بالحساسية البالغة لهذا الموقف بالنسبة
لزوجك؛ فلا شك أنك تألمت وأصبت بالإحباط؛ ولكنني كنت أتمنى ألا تسارعي
بالتفكير فيمن أحببت سابقاً؛ فلا فائدة منه، وأيضاً لأنه لم يكن أميناً
عليك؛ فلا شكّ أن استمراره 6 أعوام معك وهو يعلم أنه لن يستطيع الزواج، لا
تُثبت حبه بقدر ما توضّح أنانيته؛ فمن المؤكد أنه لن يقبل أن يسرق أحد من
أخته عواطفها وسنوات عمرها، وهو يعلم أنه لن يتزوجها، وقد قَبِل ذلك لك.
أقول
ذلك لتتوقفي عن التعامل معه كحبيب؛ لأنه لم يكن كذلك.. وحتى لا تزيدي من
تحريض نفسك على زوجك.. ومن حقّك بالطبع طلب الطلاق؛ ولكن لا بد أن تكوني
واقعية؛ فقد خِفتُ عليك لقولك إنك تريدين الطلاق وبدء حياة جديدة تعملين
وتستقلّين فيها، وتختارين شريكاً للحياة.
ويبدو أنك لا تعرفين واقع
الحياة جيداً، وأن هناك صعوبات شديدة في العثور على عمل مناسب وسط تزايد
نِسَب البطالة.. وقد اخترتِ بالفعل زوجك بعقلك، وكنت أتمنى أن يشترك قلبك
في الاختيار، وأودّ الاطمئنان على أن زوجك سيقوم بدوره كزوج قبل الاستمرار
معه، وأن تتأكدي أن ما يعاني منه أمر طارئ بسبب شدة توتره مثلاً، أو لعدم
تجاوبك معه، أو لنفورك الزائد منه، أو ما شابه ذلك.
أما إذا كانت
حالته ميئوس منها، وتأكّدت من ذلك بعد إعطاء نفسك وإعطائه الفرصة؛ ولكي
تفعلي ذلك لا بد من التوقّف عن شحن نفسك ضده، وعن التفكير في غيره،
والتعامل معه بلطف خلال تفاصيل الحياة اليومية، وتذكّر مزاياه التي قبِلت
الزواج منه بسببها؛ مع ملاحظة أنه يعاني أكثر منه، وأتمنى ألا تُشعريه
بالعجز حتى لا يزداد الأمر سوءاً.
ولا بد من تهدئة نفسك أولاً؛ فمن
حقّك على نفسك طرد الشعور بالضغط النفسي، وتذكّر أية تصرفات لطيفة منه
أثناء الخطبة، والسماح له بالتودّد إليك لتبدئي حياتك الزوجية، ليس خوفاً
من عقاب الخالق -كما ذكرت- حتى لا تزيدي من إحساسك بالضغط النفسي؛ ولكن حتى
لا تشعري بالندم إذا ما تسرّعت بطلب الطلاق.
أما إذا تكرّر الفشل،
وثبت أنه لن يستطيع إتمام الزواج؛ فلا مفرّ من طلب الطلاق مع تجنّب إخبار
الناس بالسبب؛ منعاً للتشهير به، وحتى لا تكوني حكاية تتناقلها الألسن؛ ففي
مثل هذه الحالات قد يتظاهر الناس بالتعاطف أو بالحديث عن سوء حظك، وما إن
تغادري المكان حتى يسارعوا بانتقادك لفضح زوجك.
ويمكنك الاكتفاء
بأنه لم يحدث نصيب، مع عدم التسرع بزواج جديد، وبالطبع ستخبرين من يتقدم
لخطبتك بأنك لا تزالين فتاة؛ مع إعطاء نفسك وقتاً كافياً للتخلّص من آثار
هذه التجرية المؤلمة والفرح بأنك خرجت منها. وفّقك ربي وأسعدك.