الحب الحقيقي هو ذلك الذي يصون كرامتنا لا يهدرها

أنا كنت مخطوبة وخطيبي سابني؛ لأنه كانت
فيه مشاكل بيننا، ورجعت كلمته، وحاولت إننا نرجع تاني حتى لو أصحاب لحد ما
أثبت له إني اتغيرت، كلمني وكنت حاسة إنه بيحبني، ولما قلت له إننا نرجع زي
الأول، ونشوف، وبعد كده نرجع رسمي، رفض وقال لي أنا حاليا شغلي واخد كل
وقتي، وعندي مشاكل في شغلي، ومش عارف رايح على فين، ومش عاوز أظلمك معايا
إنتي سنك بقى 27 سنة، ومش عاوز أربطك جنبي أنا بادعي لك إنك تكوني لي، أو
مع حد تاني غيري، قال لي أنا عارف إنك كويسة واتغيرتي، وأنا بحبك بس مش
هاقدر أرتبط بيكي ولا بغيرك حاليا، أنا مش عارفة دلوقتي أعمل إيه؟ اتعودت
عليه ومش قادرة أشوف نفسي مع حد تاني، هل هو ممكن يرجع لي تاني ولّا خلاص
كده أنساه؟؟

Nona.moon

عزيزتي، ثمة شعرة رقيقة جدًا بين الصبر تمسّكًا بالحبيب وإهدار الكرامة لأجله.. فحذار أن تقطعيها.

قد تقولين "لا كرامة بين الحبيبين"، ولكن صدّقيني هذا القول غير صحيح،
فالكرامة جزء من الإنسان، لا تزول حتى بموته، فكيف تزول بالحب؟ والحب
الحقيقي هو ذلك الذي يصون كرامتنا لا يهدرها.

أنتِ الآن تريدين تحقيق المعادلة الصعبة بين الحفاظ على بصيص أمل في
إحياء علاقتكما، وبين حفاظك على كرامتك كأنثى لا تريد فرض نفسها. وهذا
يتطلب منكِ تفكيرًا جيدًا في الأمر من عدة جوانب، وتقليب كل الاحتمالات بما
فيها أن يكون حب فتاكِ لكِ قد انطفأ.. صحيح أنه احتمال مؤلم ولكنه قائم،
والتفكير السليم يقتضي مراجعة كل الاحتمالات بما فيها المؤلم غير المحبب
إلى النفس.

دعينا ننظر هذا الاحتمال أولاً أن يكون فتاكِ لا يحبك كما كان، وأن تكون
إجابته على اقتراحك بالعودة مجرد رد دبلوماسي مهذب؛ رغبة منه في ألا يجرح
مشاعرك بمصارحتك أنه لم يعد يحمل لك شعورًا كما قبل. المشكلة أنه لا وسيلة
للتأكد من هذا حاليًا، اللهم إلا واحدة هي الابتعاد عنه وترك مساحة من
الوقت له لتري تصرفه، فإن عاد للسؤال والتقرب فهذا يعني أنه ما زال يحمل لك
الشعور بالحب، وأما استمراره في الابتعاد عنك فهذه علامة على أن ما كان
كان.. وكان فعل ماضٍ.. وكل لبيب بالإشارة يفهم..

وأما إن عاد للتقرب إليكِ فهذا يعني أن مشاعره كما هي، وأن ثمة أملا في الأفق.

أما الاحتمال الآخر فهو صدق قوله بأنه ليس مستعدًا نفسيًا وعمليًا
للارتباط الآن بكِ أو بغيرك، ففي تلك الحالة عليكِ التأكد من تقبله وجود
علاقة صداقة بينكما، على أمل أن تكوني أول من يفكر بالارتباط به إذا زالت
موانعه لعدم الارتباط.

ولكن في كل الأحوال عليكِ ترك مساحة له للتفكير بحرية في أمر علاقتكما
ومستواها (صداقة.. حب.. لا علاقة.. إلخ). ومصارحته بذلك بشكل مباشر،
لتتجنبي أية احتمالات لإساءته فهم انسحابك الجزئي أو الكلي من حياته.

وخلال تلك الفترة لا تستعجليه بالتصريح أو التلميح أو الضغط بأي شكل
كان، اتركيه لحرية قراره ودعي له مساحة التفكير، وأعطيه مهلة كاملة حدديها
مسبقًا بينك وبين نفسك دون مصارحته بها؛ كي لا يشعر بالضغط عليه، فإما أن
يبدر منه ما ينم بالفعل -دون أن توهمي نفسك- بصدق رغبته العودة، أو أن
تعتبري امتناعه عن إصدار هذا الفعل علامة على أن ما كان قد انتهى.

ولاحظي أمرًا مهمًا: لو بدر منه ما يشير لرغبته الحفاظ على العلاقة في
حدود الصداقة فهنا فكّري جيدًا، هل ترغبين في نفس الشيء من باب ترك الباب
مفتوحا للعودة يوما ما، أم إنكِ ترغبين في ارتباط كامل أو قطيعة كاملة؟ هذا
أمر مرهون برغبتك، ولكن عليكِ عندئذ ألا تعلّقي نفسك بأمل أكيد، فصداقتكما
لن تعني بالضرورة تطور العلاقة لعودته لكِ، وقد تجدينه يومًا مرتبطًا
بغيرك.

هذا رأيي في الأمر، وهو حسب ما أرى السبيل الوحيد لحفظ كرامتك وعدم تحول
العلاقة لـ"فرض نفسك" على شاب قد لا يكون حاملاً لكِ نفس الشعور الذي
تحملينه له.

هداكِ الله لما فيه الخير يا عزيزتي.

شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

» أغلى من الحب!
» دوامة الحب
» كيف تكتشف أن الذي يخاطبك كاذب؟
» كلام الحب...........
» هذا وقت الحب بلا حساب