أنا مكتوب كتابي من سنة تقريباً، وأنا وخطيبي المفروض
كنا بنحب بعض أوي كنت باثق فيه أوي، وعمري ما اتخيّلت إنه يهني أو يجرحني،
بس من حوالي أربعة شهور بقى واحد تاني، على طول متنرفز عليّ وعلى طول
خِناق، ووصل في الآخر إنه كل مشكلة تحصل بين أخويا وخطيبته يطلع عليّ،
وأخته بتحكي له مواقف عني عمرها ما حصلت، وهو ما بقاش بيصدّقني.
ومن
فترة حصلت مشكلة قال لي إنتِ بتغيري من أختي؟!! مع إني والله أنا مش كده
خااااالص، بالعكس كنت بحبها وبعدها حصلت مشكلة تانية، والمشكلة دي كانت
كلام مع ماما وبابا، واتكلّم مع أمي بطريقة وحشة، وقفل التليفون في وشها،
وبعدين قال لا أنا ما قفلتش التليفون، ولا اتكلّمت وحش، وأنا مش غلطان في
اللي عملته قعدت معاه عشان نتفق على حاجات نعملها، وتكون دي أساسيات في
حياتنا اللي جاية، قلت له تتصل ببابا وماما وتتأسف لهم أو تراضيهم دول ناس
كبار وعيب تعمل كده معاهم!! قال لي: حاضر.
أنا ما بقاش عندي ثقه
فيه، أنا مش عارفة أكمل مع حد كده كل ما اتكلّم معاه ما يصدّقنيش، وأنا
كمان ما بقتش باصدّقه باحس إنه بيضحك عليّ وبيسجدني وخلاص، وكل أهلي دلوقتي
ما بيحبهوش، وده مأثر أكتر عليّ إزاي هكمّل كده؟!! أنا تعبانة جدا، وباقول
أنا اللي عملت كده في نفسي؛ لأني كنت طيبة أوي معاه، وباعدّي كل مشكلة ومش
باحكي لأي حد حاجة، أنا خلاص آخر قرار أخدته إني أقوله إحنا مش هننفع
لبعض، وقلت أستحمل شوية، وبعدين أبقى كويسة أحسن ما فضل على طول في خناق
وتوتر وحالتي النفسيه بقت زفت، أرجوكم ردّوا عليّ بسرعة أوي؛ لأني بجد لازم
آخد قرار بسرعة بسرعة أوي؛ لأني خلاص ما بقتش قادرة أستحمل أكتر من كده.
moromoroصديقتنا العزيزة...
بدا
لي من رسالتك أنك توجهين الرد إلى مؤازرتك في قرار معين اتخذتيه بالفعل،
وكم كنت أودّ لو استفضتِ أكثر في توضيح أمثلة محددة لما تقوله أخته له وما
سبب حديثه مع أمك بصورة غير لائقة.. كنت أودّ لو ذكرتِ الكثير عن زوجك..
نعم
إنه زوجكِ.. وقد قصدت وصفه بهذا لتنبيهك إلى هذه الحقيقة التي لم أجد في
رسالتك أي إشارة لها.. لم أجد من حديثك عنه أنكِ تتحدّثين عن زوجك بحكم
الشرع والقانون.. لم أشعر أنكِ تعاملينه على أساس هذه الحقيقة.. كل ما شعرت
به أنك تذكرين لنا بعض ما لفت نظرك لنقول لك اتركيه فإنه لا يستحق..
لا
يا صديقتنا.. الأمر لا يتم تقييمه هكذا، والناقص من الصورة لا يمكن
الاستغناء عنه، والنتيجة لا تبنى على معطيات ناقصة.. فإذا فتحت قلبك وعقلك
من جديد واستغنيت عن قرار اتخذته سلفاً، وقبلتِ أن تسمعي لتعيدي النظر فأرى
أن هذا هو الصواب..
هذا زوجكِ فهل تعاملينه بما يستحق من معاملة؟
ما مدى تقاربكما؟ وما مستوى صراحتكما وانكشاف كل منكما على قلب الآخر؟ ومَن
السبب في هذا الفصل الذي ما زال موجودا بينكما رغم أنكما زوجان منذ عام
كامل؟
أرى أن عليك قدرا من المسئولية تجاه الحل، فأنت القادرة على
إعادة حب زوجك لك من جديد، وأنت القادرة على إذابة هذا الفارق النفسي
والحاجز القوي بينكما، أنت من أهديته طواعية لأمه وأخته، وأنت من أفقدت
حديثكما حرارة الحب ورغبة القرب فاستبدل بحديث المشاكل والخناقات في بيتهم
أو بيتكم..
أنا لا أعفيه من المسئولية بل أرى أنه يتحمّل جزءا كبيرا
من الخطأ، ولكنني أركّز على الحل وأنت بيدك الحل وبإشارة من إصبعك
تستطيعين أن تعدلي المسار، وأن تجذبيه إليك من جديد؛ فالحب بينكما لا يلمع
لأن طبقة من تراب المشاكل والخلافات العائلية قد تكاثفت عليه، وما أهون مسح
هذه الطبقة الترابية لو رغب أيكما في ذلك، وأريدك أن تكوني أنت من تبدئين
ليكون لك دور مهم في حياتكما الأسرية وسعادتكما ليرضى عنكما الله..
إن
الله يوصينا بالحب، ويحب الهين اللين الإلف المألوف، ويسعى الدين لإقامة
علاقة مودة بين الزوج وزوجته، فهو سبحانه جعل من آياته أن خلق لنا أزواجا
لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمة.. فالمودة والرحمة مقصد رباني وآية من
آيات الله؛ لأن بها تنصلح الأسر فتفرغ القلوب من البغض والكره والسوء وهي
صفات شيطانية لعينة..
لذا أنصحك بأن تعودي للحب، وأن تتعاملي مع
زوجك بالحب فهذا ما تستحقانه سويا؛ وأؤكد لك أنك لن تحصلي بالمقابل إلا على
الحب، فالجزاء من جنس العمل، وبضاعة الحب راجعة إلى صاحبها ما بذلها..
ولنكون عمليين يا صديقتنا فإن طلبك الآن بخطوات عملية لتحقيق هذا الذي قلته
لك تكون الإجابة عنه كالتالي:
• قولي له إنك تحبينه، وإنه زوجك وحبيبك بصدق ومن كل قلبك وهذا لا حرج فيه شرعا ولا عرفا..
• تجاوزي عن عيوبه ولا تنظري لعناده أو معارضته لك، بل تصبري عليه وتعاملينه بالحسنى دائما حتى ينصلح مع الوقت.
• اسأليه عن عمله وتابعي أخباره باستمرار، ولا تفوتي كبيرة ولا صغيرة إلا شاركته فيها وأشعرتيه باهتمامك به وبكل ما يحيط به.
• حدّثيه فيما يحب، واهتمي بما تجدين منه اهتماما به، وتواصلي مع هواياته واجعليه يسعد بقربك منه دائما.
•
تواصلي مع أسرته، وقدّمي الهدية لأمه وأخته ما أمكن، وابذلي لهم الحب فهم
أسرتك الثانية، حتى وإن كنت ترينهم مخطئين في حقك فكوني أنت الأكرم، فطبع
هذه الأيام هو العداء فكوني أفضل من ذلك..
• ادعي ربك باستمرار
وألحّي عليه في الدعاء أن يهدي خطيبك لحبك وأن يعود كما كان، وأن يرزقكما
بالزواج الصالح والبيت السعيد، والحياة الهنيئة.
• خففي عنه الضغوط
والمتطلبات وتكاليف الزواج قدر استطاعتك، ولا ترهقيه ولا تدعي أحدا من
أسرتك يرهقه؛ فالزواج بدايةً حب وسكينة ومودة ورحمة..
• حسّني صورته
في بيت أهلك وقولي عنه كل خير لأبيك وأمك، وكوني سببا في عودة المودة
بينهم وبينه، وأمامه لا تكوني متحيّزة لهما حتى وإن كنت ترين هذا هو الصواب
فهذا يبعده عنك إذ إنه بالتأكيد له قناعاته وأسبابه فلا تهمليها فيشعر أنك
معهم ضده.
• اجعلي من أخيك بوابة لقلب أسرة زوجك، وتقربي إليهم من خلاله، ولا تفوتي مناسبة إلا وتشاركيهم فيها.
هذه
وصايا سريعة وأنت بالتأكيد تستطيعين أن تجدي العديد والعديد فوق هذا لو
فقط قررت بذل الحب، وأن تكوني صاحبة قرار في إعادة العلاقة واستعادة حبيبك
من جديد وكنت تفكرين بإيجابية لا تفكرين فقط في الهروب..
أدعو الله
لك من كل قلبي أن يتم عليك نعمة الزواج وأن يجمعك بحبيبك على خير وأن ينهي
ما بينكما من خلاف وأن يلهمك الرشاد، وأن يهديك إلى الخير آمين.