أنا طالبة، عندي 17 سنة، ومخطوبة لابن خالي
وهو عنده 20 سنة، بحبه أوي، وهو بيحبني أوي والحمد لله؛ بس مشكلتي معاه
الخناق.. كل يوم خناق وأنا اللي باصالح عشان ما باقدرش أشوفه زعلان؛ حتى لو
هو اللي غلطان، مش باحاول أشوف مين اللي غلطان؛ سواء أنا أو هو.
هو
طيب أوي؛ بس مشكلته إنه يقدر ياخد موقف مني برغم إني ما اقدرش خالص، ومش
باتردد في إني أصالحه؛ حتى لو الكل قالوا لي إنه غلطان، وباخاف أزعل أو
أخاصمه يوم أو يومين، يقول عليّ إني بِعته أو مش عايزاه، باخاف من كده أوي
أوي.
والمشكلة اللي بتتعبني أوي إنه في كل خناقة يقول لي إنتِ مش عايزاني إنتِ عايزة تبعدي.. إلخ.
وبيغير
من أصحابي أوي؛ برغم إنه عارف إن أصحابي شيء وهو شيء تاني خالص؛ بالعكس
دايماً بيتهمني إني مش مهتمة بيه وإني باهتم بأصحابي أكتر، وسبب إنه يقول
كده حاجات تافة أوي.
أنا بحبه أوي وخايفة في خناقة من خناقتنا يبعد عني، بجد أنا عمري ما هاقدر على بعده عشان هو بالنسبة لي كل حاجة.
yasooصديقتي
إنتم لسه في بداية الطريق، ومع القرب من مرحلة النضج ومع الوقت، علاقتكم
هتتحسن، وهتفهموا بعض أكتر، والخناق هيقلّ؛ لكن مش هيبطل؛ لأن الخناقات هي
توابل الحب، وظاهرة صحيّة للتفاهم والتقارب والحب بين أي اثنين.
كل
الحكاية إن الخناق له أصول لازم تفهميها كويس جداً؛ لأن الصلح والمداديّة
برضه طاقة وبتخلص، ومش هينفع كل مشكلة تخلّصيها بإنك تصالحيه سواء إنتِ
الغلطانة أو هو.
كل بنت لازم تجيد أصول لعبة الخناق، ولازم تفكّر
كويس إزاي تحوّل الخناقة إلى لعبة أو موقف عادي، وده من خلال إنها تتخانق
مع حبيبها بمودّة.
اعرفي إن حبيبك هيكون مستعدّ للحديث عن سبب
الخناقة وعن وجهة نظره منها لما هيحسّ إنك فعلاً على استعداد للاستماع له..
خلّي دايماً للخناقة هدف وهو الوصول لنقطة لقاء بينكم، حسّسيه إنك عاوزة
تسمعي رأيه، واستخدمي جُمل تهدّي الموقف.. أحياناً كلمة طيبة قد تُشعر
حبيبك بالهدوء؛ فتنتهي الخناقة بسرعة.
وأتذكر جزءاً قرأته من كتاب
حول الخلافات في العلاقات العاطفية يقول د."جون جوتمان" -أستاذ الطب النفسي
بجامعة واشنطن: "إن بعض الزوجات يشتعلن غضباً عندما يحاول الزوج أثناء
المشادة استخدام الفكاهة في المناقشة لتخفيف حدّة التوتر، وإعطاء كل طرف من
الأطراف مساحة يتنفس فيها بحرّية، والزوجة الذكية تستطيع إيجاد المخرج
لزوجها أثناء الخلاف أو الشجار ليشعر بالارتياح، وتستطيع الزوجة الذكية أن
تتوقف عن الشجار مع ذلك إذا أحسّت بشدة عصبيته؛ فتتوقف عن الكلام وتفضّل أن
تعود للنقاش مرة أخرى عندما تهدأ الأعصاب لتكون المناقشة أكثر فائدة،
وتكون مثمرة وبنّاءة، كما أن المرأة الذكية لا تتصيد لزوجها الأخطاء على كل
صغيرة وكبيرة؛ بل تعطي لزوجها حيّزاً معقولاً من الأخطاء، وتثور على
الأخطاء الكبيرة ولكن بمنطقية؛ حتى لا تفقد احترامه لها.. وعلى الزوجة
الذكية البارعة في أصول لعبة الخلافات أن تتجنب الهجوم الشخصي؛ بل عليها أن
تعرض سبب ضيقها بطريقة عاقلة؛ حتى يشعر الزوج بالندم داخله، ويحاول تفادي
ما يُزعجها في المرات القادمة، وعليها أن تتعلم النضوج والتعقّل والمنطق
أثناء الخلافات".
تأكّدي يا صديقتي أنه بتنفيذك للطرق والنصائح
السابقة ستتجنبين خسارة خطيبك، وستخرجين من خلافاتك وخناقاتك معه بنتائج
مثمرة، وقد تكون الخناقات فرصة حقيقية ليعرف كل طرف منكما على ما يغضب
الآخر ويزعجه في مرحلة الخطوبة؛ وبذلك ستنعمين بحياة زوجية هادئة ومستقرة
في المستقبل.
صديقتي خلّي عندك ثقة بنفسك وبه، ولا تخافي الفراق..
ويجب أن تفهمي ويفهم هو كذلك أن الخناقات ليس نهايتها الفراق والبعد؛
ولكنها مجرد عواصف تمرّ بكما معاً، وما تلبث إلا أن تذهب وتنتهي.. ويبقى
الحب