أنا شاب عندي 29 سنة، سافرت الكويت من 6
سنوات لكي أكوّن نفسي، فأنا من عائلة فقيرة ولله الحمد، المهم بعد مرور
أربع سنوات اتصل بي الأهل، وقالوا لي: إحنا شوفنا لك عروسة كويسة، وكلّمنا
أهلها وقرأنا الفاتحة، اندهشت وشاورت أصدقائي!! فقالوا لي: إنت مش واثق في
أهلك؟! المهم وافقت عليها وكلّمتها، وبصراحة وجدتها إنسانة مؤدّبة لدرجة
كبيرة وجميلة أيضاً مع إني لم أرَ سوى وجهها، واستمرت الخطوبة لمدة عام
ونصف، حتى نزلت لكي أُتمم الزواج، وإذ بي أفاجأ بها "طخينة" جداً مش مشكلة،
وقلت ده نصيبي، جمال الجسم مش كل حاجة، المهم تزوّجنا، وبعد مرور أسبوع
وجدت أنها امرأة أخرى، فهي عصبيّة جداً جداً، وتمنعني من الخروج من البيت،
بل إنها تريد أن تفرّق بيني وبين أهلي كل يوم مشاكل وكل يوم خناق، كنت
أتمنّى أن تنتهي الإجازة وأسافر إلى الكويت، وأنا أريد أن أطلّقها بس مش
عارف إزاي!!
r1من
جديد تتكرر مأساة الزواج الدليفري، عروسة مصرية صميمة، عريس مصري تقفيل
خليجي (وكويتي في حالتنا هنا)، لنكتشف في النهاية أن العلبة فيها إيه؟!!
فيها فيييييييييييل!!
وما العجب، فبعد أن مرّ بك قطار العمر في
الكويت، وأوشكت محطة الزواج أن تحل، فشعرت بالخطر بضرورة الاستعداد للنزول
في هذه المحطة لوهلة، ولكنه لا وقت لديك كي تتم هذه التفاصيل بنفسك، فأنبت
عنك أهلك في اختيار عروس مثالية (من وجهة نظرهم).. وقد كان.
ولكن مع
كامل احترامي لصديقك الذي اتهمك بأنك لا تثق في اختيارات أهلك إلا أنه
مخطئ تماماً؛ لأن المسألة لا تتعلّق بالثقة أو عدم الثقة، ولكنها تتعلّق
بأهليتهم للاختيار وأعني...
معايير الوالدين في الاختيار تكون على أساس الشكل المظهري، وعلى
أساس الأخلاق الظاهرة (ورجاء وضع ألْف شرطة تحت كلمة الظاهرة)، بالإضافة
إلى سمعة العائلة أكانت كريمة أم مهينة؟!! ولكن ماذا عن صفات هذه الفتاة
"الإنسانية"؟!! هل هي عنيدة أم لا؟!! سريعة الغضب أم لا؟!! مسيطرة ومتحكمة
أم لا؟!! مسرفة أم لا؟!! وبالتالي كل هذه الأمور لا يمكن لأحد أن يتعرّف
عليها عن كثب سوى العريس بنفسه وليس بالواسطة.
وربما تقول لي إنك
فعلت وخطبت لمدة عام ونصف، ولكني أكاد أجزم أنك لم تستمر معها فعلياً خلال
هذه الفترة إلا أياماً معدودات كنت تقضيها في القاهرة، وبالتالي كان
الادّعاء من قِبل الطرف الآخر بالبراءة والهدوء أمراً في غاية السهولة
طالما أن الزبون مش "مبلّط في الخط"، وبالتالي افتقرت الخطوبة للمعنى
والهدف الفعلي لها.
ولكن ليس فيما سبق دعوة خاصة من أجل اليأس
والتراجع، فعلى الرغم من كل العيوب التي أسلفت في الحديث عنها فيما يتعلّق
بالزواج الدليفري للمغتربين؛ فإنه يبقى هناك أمل قوي أن يكون هناك في نفس
هذه الفتاة التي تزوجتها ركناً صالحاً بعد لم نتعرّف عليه، ويجب عليك أن
تتعرّف عليه وتجده، ولكن وقبل أن تتعرّف على هذا الركن الصالح المضيء يجب
أن تتعامل أولاً مع الأركان الأخرى المظلمة.
ليس مطلوباً منكِ سوى
أن تمارس دورك كزوج معها، لا أعني الضرب، ولا أعني الشتم، ولا أعني
الإهانة... ولكن الرجولة، السيطرة الذكورية المطلوبة لإنقاذ البيت عندما
تصل الزوجة لمرحلة من التملّك والسيطرة يتهدد معها بقاء واستقرار هذا
البيت، ولا يمكننا لومها في هذا على أية حال؛ لأنني أتصوّر أنك من سمحت لها
أن تصل إلى هذا الحد من البداية الأولى بتساهلك مع طريقة الكلام غير
العادية والصوت العالي والعصبية والنرفزة على مواقف واضح أنها أتفه مِن أن
ينشأ حولها عراك، وبالتالي أصبحت تصرّفاتها طبيعية مادام رد الفعل غير
موجود.
يجب عليكَ أن تتصدّى وبعنف لأي محاولة للهيمنة عليها، وتسترد
منها سيطرتك على زمام الأمور داخل البيت، وبحق الله لا أريد أن أسمع منك
كلمة "منعتك من الخروج من المنزل"؛ لأنها تشعرني إلى أي مدى انحدر الوضع
ودرجة السوء، اصمد أمامها، قف وقفة رجل محب ولكن حاسم، متفاهم ولكن كلماته
نافذة، ديمقراطي وإن كان له الكلمة الأخيرة، لا تسمح لها بالتدخل فيما يخص
أهلك، واجعل الحديث في هذا الأمر من المحرّمات الزوجية التي يحال عليها أن
تتطرّق إليها أو تتعدّاها.
وإذا لامست منها رفضاً وعناداً لهذا
الوضع الجديد، وقتها فقط يمكنك أن تلعب بورقة الطلاق، ومعاذ الله أن تفهم
من كلامي أن في ذلك دعوة مني لانفصالكما، وإنما أقول بأن تستخدم ورقة
الطلاق كمجرد تهديد يردعها ويثنيها ويكبح جماحها، فما من شيء يخيف المرأة
ويردعها سوى شعورها بأن بيتها سوف ينهدم بسبب تصرّفاتها هي وعِندها، حتى
وإن بدت غير مكترثة بتهديد الطلاق، فصدّقني ستفكّر بينها وبين نفسها ألف
مرة فيما بعد قبل أن تعيد الكرة من جديد.
وتذكّر جيّداً أن الطلاق
حل الضعفاء تماماً كالهروب من المعركة، وبيتك وامرأتك هما معركتك فاربحهما،
وليست زوجتك هي عدوّتك بالمناسبة، ولكن نَفْسها التي بداخلها هي التي
تعادي كلا منكما.
وفقكما الله إلى ما يُحبّه ويرضاه،،،