محمود السبع اوسمتى
عدد المساهمات : 782 تاريخ التسجيل : 08/06/2011 العمر : 58 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001676606043
| موضوع: أنا..وأنتى..والقمــــــر الثلاثاء يونيو 21, 2011 12:20 pm | |
| كان القمر.... شاهدا على حبنا ... كما كان يحفظ سرنا...ما أصعب الحب بلا وسيلة اتصال...كان القمر وسيلتنا...ينقل رسائلنا..ويبلغ أشواقنا..كان يولد كل شهر يحيى الأمل فى نفوسنا ..ويكبر ..ويكبر..ومعه يكبر الحلم باللقاء والارتباط...كنا نخاف أن يصير بدرا!!!..نعم...فبعد التمام يأتى النقصان...وسوف يغادرنا القمر..ويخبو شيئا فشيئا حتى ينقطع ضياؤه وتنقطع أخبارنا ..!!!..
....أتذكرين حين كان ينقل القمر رسائلنا...كان يستقبلها..ثم يشفرها بشفرة المحبين...ويعيد إرسالها كى لا يفهمها البشر....حينها لم يكن هناك انترنت ولا محمول...لم يكن باستطاعتنا أن نتبادل الرسائل القصيرة..ولا الصور...أو أتابع يومياتك على "الفيس بوك " ...كنت أحمل لكى صورة صغيرة قديمة فى محفظتى...هل تعلمين أننى أنا من مزقها بعد أن انتهت حكايتنا...؟؟!!
خاطبته يوما فى ليله صافيه..أن أبلغها السلام... أتذكرين ..حين أبلغتنى بعدها أنك أحسست أن القمر ( يغمز ) لكى..تلك كانت غمزتى..!!!...قلت له يا قمر..بحق الحب والنور..وسطوعك وسط الليل والغيوم...بلا يأس ولا ملل...أبلغها سلامى..أبلغها أنى أسهر معك...تدلى على شرفتها ..أرسل شعاع نورك على جبهتها ...أعرف أنك سوف تتبسمين حين ترين ضوء القمر..يغازلك ويداعبك من خلف الستارة..
....حين أعطيتنى صورتك...لم أستطع أن أقبلها أمامك...ربما ابتسمت...ربما فرحت أنى سأراك دائما....لمستها أصابعى بحنان بالغ.....وضعتها فى جيبى بالقرب من قلبى...... أحسسته ينبض..وينبض...ها أنت أخيرا بالقرب منه..يحس دفء أحضانك..ورائحة أنفاسك المكتومة داخل صورتك.
أتعلمين....كنت لا أستطيع أن أنظر إلى عينيك طويلا..كنت أخشى بريقهما..كنت أضعف أمام الحنين الهائل المنبعث من مقلتيك ...وما أن أرفع عينى عنك...حتى أشتاق لهما...فأعاود..النظر وأندم أشد الندم..عما فرطت من ثوانى لم أرك فيها....كنت كلما رأيتك... أحزن..!!!..فأنت تذكرينى بالحلم الضائع ...وتذكرينى بعجزى على أن يجمعنا بيت وكيان...فبرغم أن قلبى يرقص.. .وتبتسم عيني.. لرؤياك...فالحزن ليس فى القلب ..وإنما فى الوجدان والضمير....!!؟؟
أخيرا أنا وأنتِ وحدنا ...بعيدا عن كل البشر..أضمك بين يدى...أحس نبضك المتسارع.... لم تكونى يوما قريبه منى مثلما أنت الآن...وبرغم القرب...لا أشم لكى رائحة عطر...فرائحة أشواقك الممتزجة بحنينى إليك تعبق المكان ...!!! ومن يحتاج عطرا فى حضرة جسد بض..تلهى تفاصيله عن الإحساس بأبعاد الزمان والمكان...!!
الآن أستطيع أن آخذ قبلتى...ليست قبلة واحدة...بل قبلة عن كل مرة رغبت فيها فى تقبيلك..!! وكم كانت كثيرة ...حين كنت أرغب فى تقبيلك...لم أكن أطلق قبلاتى فى الهواء..وإنما كنت أضم شفاهى ...فكل قبلاتك محبوسة فى صدرى...تنتظر يوما تنطلق لتغمرك حبا وحنانا...
حين ضممتك إلى صدرى...نسيت العوازل والحاسدين ..نسيت كل أحزان الحب...نسيت اليأس نسيت كل لحظة فراق...غفوت قليلا...ومازلت معى فى أحلامى...ننسج معا خيوط حكاية لم تكتمل...نحاول أن نكتب نهايتها...أو على الأقل نعيشها فى الأحلام
....لم أفق إلا وصورتك تنسل من بين يدى...تغادر أحضانى..تتهاوى كالريشة السابحة فى الفضاء..ومازلت تبتسمين.....!!!؟؟؟
| |
|