السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا
مشكلتي إني مخطوبة، وخطيبي ماعندهوش شخصية، ومش معايا في أي حاجة، باحس إنه
بيخاف مني، ومش بيفهمني، وكل اللي يهمه إنه يلمسني أو يحضني، مش شرط
المكان أو الوقت؛ باحس إنه مش بيخاف على مشاعري؛ المهم إحساسه.
من فترة طلبت إن إحنا نبعد؛ لأني بقيت شايفاه إنسان شهواني، ومع إني قلت له إن ده بيضايقني؛ بس مافيش فايدة..
من
فترة غصب عني دوّرت على حد بيحبني، ويقرّب مني ومن مشاعري، ولقيت فعلا
اللي بادور عليه، وحبيته جدا، عارفة إني غلطت وإن هو كمان غلطان؛ بس ده غصب
عني.. المهم حبينا بعض، وكان دايما بيحفّزني إني أسيب خطيبي علشان نتخطب؛
بس دايما محاولاتي كانت بتفشل..
المهم هو أثبت لي حبه ده أكتر من مليون مرة، وبعدين لما لقى مافيش فايدة، بِعِد عني وكان بيقول إنه هيخطب.
مش
عارفة أعمل إيه؛ مع العلم إن فيه ناس وصّلت له إني بالعب بيه ومش بحبه؛ مع
إن ده مش صحيح، وهو مصدقهم لأني ماسبتش خطيبي؛ بس في الوقت ده أنا مش
قادرة أنساه.. أنا بحبه أوي أوي، وموضوع خطيبي ده خلاص بينتهي
من الأحرف الأولى لفضفضتك، استشففت أنك أصلا لا تحملين أي مشاعر حب
لخطيبتك، من بداية كلامك استشعرت أنها كانت خطوبة تقليدية جافة لا تحملين
فيها تجاه خطيبك أي مشاعر حب أو أحاسيس.
ربما كان فيما أقوله قليل
أو بعض أو كثير من المغالطة، وقد يكون خطيبك بالفعل شخصا شهواني التصرفات
أو المشاعر، قد يكون بالفعل مهمش الشخصية، ولا تخرج كلماته من رأسه؛ وإنما
تحركه نصائح أو أوامر الآخرين، وكما يقول المثل البلدي: "تقول له يمين
يمين.. تقول له شمال شمال".. كل هذا وارد؛ ولكنها كلها كانت مجرد محفّزات
تُزكي الرغبة الكامنة بداخلك في التخلص منه، ليس لأنه شهواني؛ بل لأنك لا
تحبينه.
عيوبه التي خطّتها أناملك على سطح الكيبورد يا أختي العزيزة
-وإن كانت حقيقية- لم تكن سوى مبررات منطقية تريحين بها ضميرك تجاه ما
فعلتِه بحقك.
هو شهواني ولكن يمكن كبح جماح شهوته، هو هوائي ولكن كان يمكن توجيهه؛ فقط لو كان لديك الرغبة في الإصلاح وليس التكسير.
لا
يوجد في قاموس الحب شيء اسمه البحث عن الحب، البحث عن الحب في حالتك كان
بحثا عن الخلاص من خطيبك.. المهم أنك في طريقك لإيجاد هذه الطريقة وقعتِ في
حالة حب حقيقية؛ ولكن في الوقت والظروف ومع الشخص الخطأ؛ إنه حب -وسامحيني
في التعبير- "زفر"؛ لمبررات أسوقها إليك تباعا، وآمل أن تتحملي ثِقَل
عباراتي:
1- أنك اتخذت قرارا بالخيانة المصغرة، وحاولتِ أن تجعليها
من خلال مبرراتك "خيانة مشروعة" على طريقة الأخ خالد يوسف، والمغفور له
هاني سلامة، وكان من الأسلم لك أن تعترفي -وبكل صدق- أنك لا تحبينه؛ هكذا
ببساطة، وأنكِ لا تحملك تجاهه أي مشاعر حقيقية، وكفى المخطوبين شر الخيانة؛
ولكنك عملتِ اعتبارا لشكلك أمام أهلك وأهل خطيبك الذين حتما كانوا
سينعتونك وقتها بالمتعالية والمستكبرة على النعمة.
2- لقد قمتِ
بالارتباط بشخص -آسف أن أنعته بتجرده من صفات الرجولة- قَبِل إقامة حبه من
الأساس على أنقاض مشاعر غيره، ولو أنه تخيل ولو للحظة واحدة أنه قد يكون في
نفس مكان خطيبك لما أقدم على ما فَعَل، إنه قَبِل وبكل أريحية في الضمير
مشروع الخيانة غير المشروعة الذي عرضتِه عليه.
من جديد أكرر أسفي
لما يُحدثه كلامي من وقع سيئ؛ ولكنها الحقيقة؛ أو هكذا أراها أنا.. وحتى لا
تتوحل قدماكِ أكثر وأكثر في بِركة الحب المزيف التي تعيشين فيها حاليا،
عليك بالتالي:
أنقذي ما تبقّى لك من احترامك لنفسك من خلال إنهاء
علاقتك تماما بهذا الشخص لأسباب عدة؛ منها ما يتعلق بخطيبك المسكين، ومنها
ما يتعلق بأمان ضائع لن تجديه بالتأكيد مع شخص لم يمانع في اغتيال مشاعر
غيره في أول فرصة، ثم عاد أدراجه بسرعة الصاروخ عن حتى عن تحمل المسئولية؛
إلا إذا كنتِ تؤمنين بتلك القصة الساذجة الخاصة بمن أقنعوه وبأنك تلعبين
به.
ثانيا فيما يتعلق بخطيبك؛ فأمامك طريقان لا ثالث لهما:
1- إذا كان شخصا يستحق فعلا الإصلاح؛ فلتعملي على إصلاح عيوبه، وحاولي أن تبدئي معه صفحة جديدة ظاهرة، وبنية سليمة.
2- أو اتخاذ القرار الصعب والشجاع بإنهاء خطبتك له، وليذهب كل في طريقه في هدوء.
3- صدّقيني، لن تتحملي إحساس الخيانة حتى في البداية؛ فسيتحول مع الوقت لنار تأكل مشاعرك الجميلة، وذكرى قبيحة تطاردك في كل حين.
"البر لا يبلى والذنب لا يُنسى والديان لا يموت"