تحدّثنا مرارا وتكرارا في العادة السرية وما زال
قراؤنا يراسلوننا على الموقع يطالبون بنصائح خاصة تساعدهم على التوقف عن
ممارستها أو التعرّف على أضرارها قبل وبعد الزواج، ولذلك نعاود فتح الملف
مرة أخرى في محاولة منا للكشف عن أضرار تلك العادة الذميمة، ومحاولة التخلص
منها:
"زوجتي صارحتني بأنها
اعتادت ممارسة العادة السرية، وتطلب مني تأجيل الجماع بل وتطلب عدم
الاقتراب منها في كثير من الأحيان؛ لأنها لا تستمتع بالعلاقة الجنسية فهل
هذا لأنها باردة جنسيا".
"أنا متزوجة منذ 9سنوات وكنت ممن يمارسون
العادة السرية بإفراط قبل الزواج، ولا أستمتع بالجماع الفعلي مع زوجي حتى
الآن، وحينما ينام زوجي أقوم بهذه العادة الذميمة من أجل أن أستمتع.. أنا
أشعر بالتعاسة ولا أعلم ما العمل".
آثرت أن أجمع بين هاتين المشكلتين؛ لتقاربهما الشديد، فبالنسبة للحالة الأولى يجب أن يعرف الزوج أن المشكلة الرئيسية لديه ولدى زوجته تكمن في شيئين رئيسين:
الأول:
قيام
الزوجة بالعادة السرية باستمرار قبل الزواج جعل ممارستها هي طريقتها
المثلى والوحيدة للشعور بالمتعة، وربما هذا يدقّ ناقوس الخطر لدى قارئاتنا
من الصديقات العزيزات، وتحديداً اللاتي يمارسن هذه العادة المذمومة
المكروهة، مما يؤثر سلباً على استمتاعهن الأبدي مع من سيشاركونهن رحلة
الحياة بعد الزواج إن شاء الله، وهكذا هن يحرمن أنفسهن من متعة ناتجة عن
علاقة إن صلحت وسعدت صلحت الحياة بأسرها، وإن لم تصلح أو شابتها شائبة فسدت
العلاقة وفسد التواصل العاطفي، وانقلبت الحالة النفسية وارتبكت الحالة
المزاجية وغير ذلك من نتاج سلبي غير مستحسن في عواقبه..
وكذلك فإن
الزوجة قد شكّلت قالبها بحيث تستمتع بالخطأ على حساب الصحيح، وتعجّلت متعة
وقتية مؤقتة وعارضة على حساب متعة مستمرة ومثمرة، فيا ليتها قد ادّخرت جميع
المتعة إلى ما بعد الزواج، فما كانت آنذاك قد عانت ما تعانيه اليوم..
الثاني:
جهل
كل من الزوجين ببعض الحقائق التي يجب أن يعلمها كل من هو على أبواب الزواج
سواء الشباب أو الفتيات، تلك الحقائق هي الفارق بين استمتاع الرجل والمرأة
من حيث مراحل الدورة الجنسية والوصول إلى الشبق، وأصول المداعبة التي تسبق
الجماع الفعلي والتي تتضمن مداعبة منطقة البظر تلك المداعبة التي يظنها
الكثيرون ضرباً من ضروب الشذوذ حيث لا تجب بين الأزواج وأنها فقط خاصة
بالفتيات حال ممارستهن للعادة السرية، بل إنه أحياناً تأتيني بعض الزوجات
في العيادة يشكون من أنهن "يستمتعن بطريقة غير طبيعية، ويقصدن بذلك أن
أزواجهن يوصلونهن للذة أو للنشوة الجنسية عن طريق المداعبة البظرية
الخارجية، وأنهن لا يستطعن الوصول للنشوة أو لنفس هذا الإحساس عن طريق
الجماع الفعلي، وهذا لا يعدو أن يكون جهلاً بمعلومات أساسية في العلاقة
الجنسية سألخصها هنا في نقطتين:
1- المداعبة البظرية هي جزء أساسي من المداعبة
السابقة للجماع، ووصول الزوجة لذروة النشوة خارجياً هو خطوة أساسية ومهمة
لاكتمال استمتاعها واستمتاع زوجها بها.
2- إن النشوة
التي تحسها المرأة داخلياً عن طريق الجماع الفعلي تختلف جملة وتفصيلاً عن
النشوة البظرية الخارجية، ولذلك فأحياناً ما تقل للزوجة المتعة الداخلية
فعلياً دون علم منها بذلك أصلاً؛ حيث إنها تعتقد أن الشبق الداخلي يساوي إن
لم يربو على الشبق الخارجي من حيث نوعية وكمية المتعة التي تشعر بها
الزوجة حال اجتماعها مع زوجها في لقائهما الحميم.
وبالنسبة لزوجتك
فنصيحتي لها هي الكفّ عن اعتبار المتعة لصيقة بالعادة السرية، ويجب أن تدير
دفة الاستمتاع ناحية علاقتها الزوجية وتستمع بها قدر المستطاع، وأنصح
الزوج بالحرص على إمتاع زوجته بالطريقة التي ترضيها، ولا يضع في رأسه مسألة
أن هذا الإمتاع هو العادة السرية، ولكنه طريقة إمتاع للمرأة لا يجب
الاستغناء عنها، فهي المتعة الأصلية الأكبر والأحسن وقعاً على نفسها، أما
الداخلية فهي تكميلية ولا ترضيها هذا الكم من الرضا الذي تحصل عليه
خارجياً..
أما بالنسبة للحالة الثانية فالمشكلة
الحقيقية هي عدم الإلمام الكامل بطرق الاستمتاع الطبيعية الحلال، حيث تعتقد
الكثيرات أن المداعبة اليدوية الموضعية بين الزوجين حرام وممنوعة وأنها
ليست الطريقة المثلى أو الصحيحة للاستثارة، وحالتك هي أبلغ مثل على ذلك،
وهي فرصة جيدة لك ولجميع القراء لطرق باب هذا الموضوع الذي يعتبره الكثير
موضوعاً شائكاً..
فيا عزيزتي هناك حلّ سهل لهذه المسألة، هذا الحل
يا سيدتي وصديقتي هو أن تعلّمي زوجك كيفية المداعبة اليدوية لهذه المنطقة،
وبذات الطريقة التي كنت تستمتعين بها بالعادة السرية، والتي كنت تصلين بها
لمرحلة هزة الجماع التي أشرت إليها، وهي حق مطلق لك بعد الزواج، وليس له من
سبيل سوى علاقتك الجنسية مع زوجك، وعلى ذلك فلا بد لك أن تسعي لهذا الحق
وليس هناك ما يسوء أو ما يعيب في هذا الأمر أبداً، بل ما يعيب هو السكوت
عنه والاستسلام لعدم تحقيق الرضا الشعوري منها، وبذلك تعاود الإنسان وساوس
الشيطان والحنين إلى تصرف خاطئ قد يزداد في الإلحاح حتى يضعف الإنسان أمام
الخطأ، ثم قد تندرج الأمور سوءاً حتى تأخذ الأمور أشكالا أسوأ وأسوأ، لأن
اتّباع خطوات الشيطان لا ينتهي أبداً إلى خير..
وأحب أن أشير هنا
إلى أن هذا الشكل من المداعبة هو من صميم فترة التحضير للجماع (المرحلة
الثانية من الدورة الجنسية)، وبالرغم من أن الدورة الجنسية لدى المرأة بشكل
عام تستغرق وقتاً أطول، والمرحلة الثانية بشكل خاص، حيث إنها مرحلة تدفّق
الهرمونات الجنسية والغازات السائلة المسئولة عن الاستجابة الجنسية للزوج،
وبداية التفاعل الذي يوصل إلى مرحلة قمة الإشباع الجنسي والتي سميتها
بــ"هزة الجماع"، بالرغم من كل ذلك فإن هذه المرحلة المطوّلة تزيد من
استمتاع الرجل "الزوج" ولا يأخذ أو ينتقص منه كما قد يعتقد البعض.
أقول
ذلك لأنني أسمع هذا الأمر كثيراً من السيدات اللاتي يترددن عليّ، فما
يمنعهن من الوصول إلى قمة الاستمتاع في معظم الأحيان هو الخوف من طلب هذه
الطريقة من الزوج؛ اعتقاداً منهن أن ذلك يثقل على الزوج ويمنعه من
الاستمتاع الكامل، أو أن ذلك يخرجه من الحالة المزاجية التلقائية التي
تتصاعد معه حتى الوصول للقمة، ولذلك أحببت أن أشير هنا إلى أن هذا النشاط
يكمن في المرحلة الثانية من الدورة الجنسية للرجل ويؤثر عليه إيجاباً على
طول الخط.
وأخيراً.. يا سيدتي وصديقتي العزيزة، طلب المتعة من حقك
تماماً، والطريقة التي تنشدينها بها طريقة مشروعة ما دامت عن طريق الزوج،
أياً كانت هذه الطريقة فهي من حقك إذا ابتعدنا عن نواهي الله في هذه
العلاقة.. فاسعي يا صديقتي إلى كمال متعتك بطلب الطريقة المفضلة لديك
للاستمتاع من زوجك ولا تترددي في ذلك، فإن ذلك يقرب بينكما نفسياً
وعاطفياً، وستصلان معاً إلى مقدار أكبر من الاستمتاع الطيب الحلال.