أنا قصتي غريبة جدا؛ فأنا تزوجت عن قصة حب دامت سبع سنوات قبل
الزواج وتمسكنا ببعض إلى أقصى حد، وتحملنا في سبيل ذلك المتاعب الجسام
وتزوجنا وعشنا في منتهى السعادة والهنا طيلة تسع سنوات، وبعد التسع سنوات
صحيت على مصيبة بل كارثة من العيار الثقيل جدااااااااااااااااا.
أنا كنت فاتح سايبر وكنت باكلم فتيات من مصر ومن خارج مصر،
وزوجتي عرفت ده وكذا مرة نتشاجر مع بعض بسبب هذا الكلام، وأنا كنت فعلا
باحاول أقصر في الأمور لأني لا أحب المشاكل، وجاء عليّ لحظة كرهت النت وما
يتعلق به؛ لدرجة أني لم أعد أكلم حتى إخواتي أو أصحابي المقربين على النت.
وفي يوم من الأيام فوجئت بأن زوجتي تتكلم مع الشباب على
النت، والمصيبة الأكبر إنها بقت تعطيهم نمرة الموبايل بتاعها وتكلمهم وأنا
مش موجود، ولما أرجع تقول لي فلانة بتسلم عليك فهي قد سجلت نمر الذين
تحدثهم بأسماء بنات أنا أعرفهم، وهم بالنسبة لي قدام الناس كلها إخواتي ولو
في حاجة أقدر أخدمهم فيها مش بتأخر وأتاريها بتكلم....
المهم عندما عرفت استشطت غضباً ولم أدرِ غير أني أسبها
بأقذر الشتائم، ويا ريت الدنيا انتهت على ذلك فقد أقسمت لي أنها لن تفعل
هذا مرة ثانية.
حيث إنني اكتشفت أنها كانت تتحدث معهم في الجنس وضربتها،
ومنذ ذلك الحين والمشاكل لا تنتهي فكل يوم فضائح وغيره، وللأسف الأولاد
اتعقدوا من المشاكل وللأسف الأكبر بعد كثرة المشاكل لقيت أبوها اللي كنت
باحترمه بيقول لي: وإيه يعني يا أخي لما تتكلم على النت ولا في التليفون؟!!
فنزل من نظري وشتمته وسبّينا بعض.
المهم أنا منذ ذلك الحين لا أستطيع أن أثق بها واحد في
المليار، وعدت فترة ونحن على هذه الحالة من مشاكل وقلة أدب وكل يوم الرجالة
مجتمعين بين مؤيد للطلاق وبين معارض وأنا لا أثق.. كيف أثق؟! وبعد إحدى
المشاكل مباشرة لقيت شريحة موبايل غير اللي معاها قلت لها ما هذا؟ أتاريها
كانت برضه جايبة شرائح أخرى كي تتحدث مع.... في الجنس وغيره وضربتها وقالت
"والله أنا مش باكلم حد من زمان ودي كانت متشالة وأنا نسياها".
المهم بعد الضرب وقلة الأدب هي كانت تطلب الممارسة الجنسية
كل يوم ولو ما عملتش تزعل أوي وإزاي ولما نكبر هنعمل إيه؟! الآن يا سيدتي
يمر بالستة أشهر وهي ترفض ممارسة الحب فجن عقلي.. لماذا؟؟ وللعلم فهي تذهب
للشغل قبل الميعاد تنزل من البيت بعشرة دقائق أو ربع ساعة على ما توصل
بالتاكسي وبترجع بعد ميعاد الشغل بعشرة دقائق ومش بتروح لا هنا ولا هنا
كلمتها كذا مرة "كده ما ينفعش إحنا لسه 33 سنة" تقول "إحنا كبرنا علي
الكلام ده خلاص".
وقدام زميلها في الشغل تعمل إنها بنت اتكيت وإنها شابة ومن
حقها تجري وتلعب في حدود الأدب، أعمل معاها إيه؟؟ فكرت في الطلاق مليار
مرة بس الأولاد ذنبهم إيه! فكرت في الزواج.. أولا مش معايا فلوس علشان
أتزوج من أخرى وكمان لو تزوجت هتطلب الطلاق وهتاخد الأولاد وأنا عاوز
الأولاد مرتبطين جدا ببعض وكمان إزاي أجيب لأولادي زوجة أب، أنا مش مرجح
الفكرة بس أنا شاب وليّ متطلبات وبلجأ لأمور العادة السرية حتى لا أقع في
الزنا، حيث إنه أمامي من أزني بها بس بارجع علشان ما غضبش ربنا أعمل إيه؟
دليني من فضلك.. Mقرأت رسالتك عدة مرات، وقمت بتأجيل الرد عليها، على غير عادتي،
لإفساح المزيد من الوقت لنفسي لمساعدتك على حل التناقضات الكثيرة التي تفكر
فيها.
واسمح لي أن أبدأ عند قولك إنك توقفت عن الحديث مع البنات عبر
الإنترنت؛ لأنك لا تحب المشاكل، وكنت أتمنى أن تتوقف عن ذلك لأنك "تصون"
نفسك ومشاعرك عن العبث مع الفتيات وتخاف عليهن أيضا.
وقد توقفت طويلا عند قولك إن الرجال اختلفوا حول قيامك بتطليق زوجتك
التي "تأكدت" من خيانتها لك مع "عدد" من الرجال، والتي ترفض اللقاء الزوجي
معك منذ ستة أشهر رغم إصرارها السابق على تكراره يوميا، كما توقفت أكثر عند
قولك أن باستطاعتك ارتكاب الفاحشة لكنك لا تريد ذلك، وأتمنى "صيانة" نفسك
من مجرد التفكير في الفاحشة.. وأمامك خياران لا ثالث لهما.
الأول: الاستمرار في هذه الحياة غير السوية والتي ستترك بالتأكيد
آثارا بالغة السوء على أولادك، فلا شك أن عيش الأبناء مع الوالدين وسط
خلافات زوجية مستمرة ومشاكل لا تنتهي واتهامات مخلة بالشرف ستؤذيهم بشدة،
حماهم ربي.
كما أنك لن تضمن عدم لجوئك للفاحشة لامتناع زوجتك عنك، وأيضا لا
أطمئن لما ذكرته من الشكوك التي تحاصرك حول زوجتك، ولم أسترح لحديثك عن
زميلها التي تتعمد الحديث معه بلطف، وبالطبع لا أحرضك عليها؛ ولكن أحب أن
ألفت نظرك إلى أن تجاهل المشاكل لا يجعلها تختفي من تلقاء نفسها، بل
سيجعلها تتضخم في غفلة من سيطرتك عليها.. كما أن الضرب ليس علاجا للزوجة
الخائنة، وسامحني لأمانتي، فلا بد من تسمية الأمور بأسمائها الحقيقية..
أما الخيار الثاني، فهو التأكد من توقفها نهائيا عن الخيانة، ومن
أنها لا تغادر عملها أثناء مواعيد العمل لتلتقي بأحد من الرجال الذين تتكلم
معهم عبر الهاتف أو ما شابه ذلك، وأن تثق من "ندمها" الحقيقي ومن إقلاعها
التام عن مجرد التفكير في الخيانات، فإذا حدث ذلك فلابد من إفهامها أنه ليس
سهلا عليك تجاوز "كل" ما حدث.
أما إذا رفضت الاخلاص فلا أرى بديلا عن الطلاق حتى تحمي نفسك
وأولادك من كل هذا الأذى البالغ، ولا تخبرهم أبدا بالسبب الحقيقي للطلاق
واكتف بالتأكيد بأن المشاكل زادت ولا مجال للاصلاح وأن الطلاق في صالح
الجميع، وبالطبع لا تخبر الآخرين بسبب الطلاق فديننا يأمر بالستر، كما أن
أولادك سيدفعون ثمن فضحك لوالدتهم ولن يسامحونك على ذلك.
وبامكانك الانتظار لفترة حتى تحسن اختيار زوجة صالحة تجيد التعامل
مع أولادك وتنتبه لذلك وتوضح لها بلطف وحزم انك لن تقبل أيه إساءة لهم،
وبإمكانك تسجيل حديث مع زوجتك، دون علمها بالطبع، تعترف فيه بعلاقاتها
الشائنة حتى تتنازل عن حضانة أولادها لأنني لا أطمئن على الأولاد معها،
وهذا بالطبع لا ينفي حقها وحقهم أيضا في الرؤية والاتصال الهاتفي.
أتمنى قراءة الرد عدة مرات بهدوء واختيار ما تراه مناسبا لك
ولأولادك على المدى البعيد ولا تهرب من مواجهة مشاكلك وتذكر أن لكل اختيار
مزاياه وعيوبه، ومن الذكاء حماية النفس والأولاد من الأذى والخسائر.