السلام عليكم.. أنا بجد أكتر إنسانة في الدنيا محتاجة إن حد حتى يسمعني، أنا في مصيبة كبيرة أوي، وأوحش حاجة فيها إني أستاهلها فعلا.
مش
هاقدم لنفسي أعذار؛ بس لازم اللي يسمعني يعرف أني تعبت في حياتي وعشت ظروف
صعبة؛ أنا عمري ما حسيت بمعنى حنان الأب ولا حضن الأم، ولما كبرت وابتديت
أتعرف على أولاد في سن المراهقة كان كل اللي باتمناه هو الحضن، وابتديت
أكبر ويبقى الحضن جنس، والله دون ما أكون قاصدة.
المهم إني اتجوزت
إنسان طيب جدا، وربنا أكرمني وخلفت ولد، حقيقي أنا عارفة إنه خسارة فيّ بس
هو كل حياتي.. وعشت معاهم سعيدة وحاسة إن ربنا عوضني عن كل شيء اتحرمت منه،
وإن كان في كل الأوقات إحساسي بالذنب منغّص علي السعادة دي.
واضطر
زوجي إنه يسافر تبع شغله، وبيجي إجازات كل 25 يوما يقعد معانا أسبوع، وفي
الفترة دي فيه واحد من قرايبي -وهو من المحارم المؤقتين لي وفي سن أبويا-
ابتدى يتقرب مني جدا، وأنا ماعرفش إن نواياه قذرة من جهتي، وعشان ماطولش
عليكم ضعفت لأني من البداية كنت بحبه جدا بس زي أبويا، وكنت بحب أفضفض معاه
وأكلمه، بس هو منه لله جرفني وبقى بدل ما هو حضن أب بقى حضن قذر.
أنا
عمري ما كنت أتخيل إني هاعمل كده في حياتي؛ خاصة أن زوجي مايستاهلش مني
إلا كل تقدير، وأنا فعلا كنت سعيدة معاه، وكنت وما زلت باعامله إنه تاج
راسي، وهو بيقول لي: "إنتي من الستات اللي خلصوا خلاص، ومش موجودة في
الدنيا واحدة تقدر جوزها زيك".
طبعا أنا ماستمريتش كتير في السفالة
دي، وابتديت أواجه الحيوان ده وإني مش ممكن أعمل كدة تاني، وإني خايفة أوي
من ربنا؛ لكن هو سمّعني على الموبايل مكالمات مسجلها لي، وكمان مصورني في
البيت من غير ما آخد بالي، وبالطريقة دي ممكن يخرب بيتي اللي ماعملتوش
بالساهل.
أقسم بالله أنا مش إنسانة وحشة ومش عارفة إزاي كل ده حصل!!
بس هو دخل حياتي زي الشيطان الرجيم وقلبها؛ لدرجة إني حاسة إنه ممكن يكون
عمل لي عمل؛ لأني أكيد وأنا باعمل كده كنت مغيبة ومش في وعيي.
أنا
مش هارجع للي كنت فيه ده تاني مهما حصل، ومهما هددني، اللي باطلبه منكم
تقولوا لي لو صدق في تهديده لي والحاجات دي وراها لزوجي أو أمي أو أخواتي
إزاي أواجه المصيبة دي؟؟!! ومحتاجة إنكم تدعوا لي إن ربنا يغفر لي؛ لأني
باموت من إحساس تأنيب الضمير
لست بحاجة لتقديم أعذار لنفسك، فنحن لسنا جهة تصدر الأحكام، فالخالق وحده
عز وجل هو الحكم وسبحانه العادل والرحيم وهو أيضا المنتقم والجبار.
لذا
أهمس لك بكل الصدق والرغبة في مساعدتك: لا بد من مراجعة تفكيرك وألا تكتفي
بالتوبة الصادقة، ومن أهم شروطها الندم البالغ على ما فعلتِه، والعزم
الأكيد على عدم تكرارها، وكراهية المعصية، ومواصلة الاغتسال منها والإكثار
من الأعمال والاستغفار دائما، وأود منك الاغتسال بنية التوبة وصلاة ركعتي
التوبة وتكرار ذلك ما استطعت مع صلاة ركعتي الحاجة ليتقبل منك الخالق توبتك
ولييسر لك الخلاص من سيطرة التفكير الخاطئ، فلا يكفي تغيير التصرفات فلا
بد من تغير التفكير؛ لأنه الذي يقود تصرفاتنا.
وأطمئنك أن هذا الشخص
لم يقم بالسحر لك أو ما أطلقت عليه عملا، واستغفري الخالق عز وجل،
فالتفكير أن أحدا يمكن أن يسيطر عليك بالأعمال محرم شرعا ولا بد من تذكر
ذلك.
كل ما حدث أنك زرعت أفكارا في عقلك وقلبك منذ صغرك وسمحت لها
بالسيطرة على تصرفاتك، وطبعا قام إبليس اللعين بتزيين هذه الأفكار في ذهنك
وهو دوره الحقيقي، فهو لا يملك سيطرة علينا، وكل دوره يتلخص في تزيين
المعصية، وتجاوبت معه النفس الأمارة بالسوء، وكلنا لدينا هذه النفس، وعلينا
التنبه لها حتى لا تقودنا للنفس المهلكة التي تسرق منا الدين والدنيا.
فقد زيّن لك إبليس اللعين منذ المراهقة طريق المعاصي؛ بأنك ضحية وتعيشين ظروفا صعبة لافتقادك لحنان الأب ولحرمانك من حضن الأم.
وتناسيتِ أن هناك الملايين الذين يفتقدون ذلك ولا ينحرفون، أو يبررون لأنفسهم الانجراف للخطيئة.
ولا
أدافع بالطبع عن جفاء الأهل مع الأبناء وأرفضه بالتأكيد، ولكني أؤكد أن
الأبناء يستطيعون دائما استدراج الآباء والأمهات للفوز بأفضل ما يمكنهم من
الحب والحنان؛ متى تمتعوا بالذكاء الذي يقودهم للاعتراف بأن الأهل يعيشون
ضغوطا قاسية ومنها الغلاء البشع، والإحباطات المتراكمة بين الأزواج، وعدم
حصول غالبيتهم على احتياجاتهم العاطفية والحسية، ووجود خلافات بل وصراعات
بينهم، فضلا عن عدم رضاهم عن أحوال أولادهم.
لذا فالأبناء الأذكياء
وحدهم الذين لا يطالبون الأهل بأن يقوموا بإغراقهم في بحور الحب والحنان
فهذا غير واقعي، ويسارعون بإظهار الحب والاحترام للأهل، وبالتأكيد لن يردوا
عليهم بالصفعات والركلات.
وهو ما لم تفعليه؛ لأنك كنت تريدين
العلاقات مع الشباب في السن المبكر بدعوى الحصول على الحضن، وتناسيت
بإرادتك أن هذا الحضن ملوث وغير شرعي، وكان من الطبيعي أن يوصلك إلى
الخطيئة.
وأصدق أنك تقسمين أنك لم تقصدي ذلك، فقد بالغت في خداع
نفسك وتزيين الخطيئة وهو أسوأ ما يمكن أن نفعله بأنفسنا، فنحن ستتراجع عن
الخطيئة إذا اعترفنا أنها كذلك، أما إذا قمنا بتزيينها، بل وبالغنا في
الشعور باحتياجنا الشديد لها؛ فإننا سنستدرج أنفسنا إلى الفواحش، وهو ما
حدث لك قبل الزواج، وبعده أيضا؛ لأنك لم تنزعي هذه الأفكار الخبيثة من عقلك
وقلبك.
لذا فبمجرد سفر زوجك اشتعلت الأفكار التي كانت هدأت بعد
زواجك وحصولك على احتياجاتك العاطفية والحسية من زوجك، ورحت تشعرين
بالحرمان لابتعاد زوجك، وبدلا من الاستمتاع بأن الخالق سترك ولم يفضحك بعد
كل ما ارتكبته من خطايا قبل الزواج؛ بل وأكرمك أيضا بزوج رائع، ولكنك لم
تفكري بهذا الأسلوب، فبكل جرأة على الخالق عز وجل ذكرت أن الخالق عوّضك
بهذا الزوج عن كل الحرمان الذي مررت به.
ولا أتفق معك فيما ذكرته
بأن إحساسك بالذنب كان ينغص عليك سعادتك؛ لأنه لو كان حقيقيا لما اخترت
الفاحشة مجددا وسامحيني لأمانتي فهذا دورنا.
فلا يمكن لمن أصيب بمرض
خطير أن يختار العودة إليه بإرادته، إلا إذا لم يعترف لا بأنه كان مرضا
خطيرا ولا بمسئوليته عن التعرض إليه، فضلا عن الشكر الحقيقي للخالق الذي
كتب له النجاة من الهلاك بسببه.
فأنت لم تشكري الخالق لا على نعمة
الستر ولا على الزواج ولا على الإنجاب، واعتبرت ذلك تعويضا وكأنه حق، ولا
بد من مراجعة نفسك قبل فوات الأوان.
وصدقيني أنا أتألم وأنا أكتب هذا الرد لأنني أخاف عليك كثيرا من مصير بشع في الدين والدنيا.
فقد
قيل عن حق: "لا تطمئن إذا أعطاك الرحمن ما تحبه وأنت مصر على المعصية، فقد
يكون ذلك استدراجا من الخالق عز وجل لتكون العقوبة أعظم".
فقد سترك
الخالق قبل الزواج، وإذ بك تختارين الفاحشة وأنت متزوجة وتعرفين أنها من
الكبائر وأن العقوبة تتضاعف مع المتزوجين ومع الإصرار عليها بل وتبريرها
سواء بالاحتياج للفضفضة أو بعدم سيطرتك على نفسك وكأنك كنت مسلوبة الإرادة.
ويقول الخالق عز وجل:
{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}.
أي أن هناك مقدمات للفاحشة، اخترت اقتحامها بكامل إرادتك؛ فقد انتهزت فرصة غياب زوجك للفضفضة مع هذا الـ"..."
ولا
يكفي شتمه لكي تقنعي نفسك بأنك ضحية؛ فهو لم يجبرك لا على الفضفضة ولا على
المكالمات التي سجلها لك، وبالتأكيد كنت تقولين له كلاما "...." ولا
بممارسة الفاحشة في منزلك.
فقد كنت بكامل وعيك؛ لأنك كنت تبررين
لنفسك بأنك تبحثين عن حضن أب، وكأن ما فعلته في مراهقتك لم يثبت لك بالقول
وبالفعل أن هذه الأحضان مدنّسة وتقود إلى الفاحشة.
وقد توقفت طويلا
عند قولك إنه من المحارم المؤقتين، وكأنك تريدين تخفيف عقوبة زنا المحارم
وهو ما يجعلني أطالبك -رحمة بك- بالتوقف عن خداع نفسك، وبمواجهتها
بمسئوليتك الكاملة عن كل الخطايا منذ صغرك وحتى الآن، حتى لا تكرريها ولو
بعد حين، ففي المراهقة حاولت تحميل مسئولية الفاحشة على والدتك، والآن
تلقينها كاملة على هذا الـ"..." وكأنك ريشة في الهواء بلا رأي أو إرادة.
لا
بد أن تعترفي لنفسك ببشاعة الفاحشة التي استهترت بها طويلا؛ لكي يتعمق
الإحساس بالندم بداخلك، ولتبكي بصدق أمام الخالق عز وجل الذي اختبأت من
الناس كثيرا وجعلته عز وجل أهون الناظرين وصبر عليك كثيرا، وأذكرك بأنه
سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل فأنقذي نفسك قبل فوات الأوان.
أما عن
تهديده لك فلن ينفذه بمشيئة الرحمن؛ ليس لحسن أخلاقه بالطبع، ولكن حتى لا
يفضح نفسه، ولا تردّي على مكالماته أبدا، وإذا تكلّم من رقم مختلف فبمجرد
سماع صوته أغلقي الهاتف دون أية كلمة؛ لأن محاولاتك إقناعه بأنك ستتوقفين
عن الفاحشة لخوفك من الخالق أو من الفضائح لن تقنعه، وسيتصرف معك بأنك
تحتاجين للمزيد من الضغوط وهو ما يفعله، بينما تجاهل الرد نهائيا والإصرار
على ذلك سيقوده إلى اليأس ولو بعد فترة.
ولا بد ألا تكتفي بأن زوجك
لا يستحق منك الخيانة، وأن تبدئي في معاملة نفسك بما ترين أنك تستحقينه في
الدين والدنيا وألا تفعلي أبدا ما تخافين أن يعرفه زوجك وابنك.
ولا
يكفي أن تقسمي بالخالق أنك لست إنسانة سيئة، فلا بد أن يتحول هذا القسم إلى
حقائق تنير حياتك وقبرك أيضا حتى لا يتحول إلى ظلام فيهما سويا لا قدر
الله بالطبع.
وأتمنى قراءة هذا الرد كثيرا وتذكري أن الخالق لا يغلق
أبدا أبواب التوبة؛ ولكن من الحياء مع الله بل ومن الذكاء أيضا ألا تتأخر
في التوبة.. أليس كذلك؟
وتذكري أنه لا توجد زوجة ذكية تلجأ إلى
الفضفضة مع رجل غير زوجها؛ حتى لو كان من المحارم أو أكبر منها أو أصغر أو
من دين آخر بدعوى أنه لن يؤذيها، فالشيطان يدخل دائما، ولا يوجد رجل يحترم
زوجة تخبره بتفاصيل حياتها الشخصية، وإذا كنا نترك حافظات نقودنا مفتوحة،
فهل يمكن أن نلوم اللصوص إذا سرقوها، أم نتذكر أننا الذين شجّعناهم على ذلك
وساعدنهم أيضا، ولا يحق لنا أن نعيش أبدا في دور الضحايا.
.