محمود السبع اوسمتى
عدد المساهمات : 782 تاريخ التسجيل : 08/06/2011 العمر : 58 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001676606043
| موضوع: نهاية...البداية الخميس يونيو 09, 2011 10:36 am | |
| نظرت إليه وعيناها المجهدتان تبكيان.. أنظر ماذا فعلوا بى.. خرطوم يخترق أنفى..و آخر أوردة رقبتى... وآخر يؤلمنى كثيرا...ملعونة تلك ما يسمونها قسطرة بولية.. أصبح جسدى عبئا لا أحتمله... ما أصعب أن يصبح جسد الإنسان عبئا عليه... يرى الآخرون يعبثون به ولا يستطع منعهم.. ما أغلى جسد الإنسان عليه...وأصعب أن تراه لم يعد ملكك... ملأوه ثقوبا.. لم يعد هناك وريد لم يخترقوه... لم يعد هذا جسدا يرضيك...فاعف نفسك ...وانطلق...وابحث عن امرأة...تستطيع أن تسعدك... تحركت يداها الواهيتان.. خلعت بيسراها خاتم خطبتها من يدها اليمنى...و مدت يدها نحوه ...باكية..
النهاية الأولى: تململ وقال...لا أعلم ماذا أقول يا حبيبتى... أنت تعلمين كم أحبك...وأعشقك ...وأهواك....الخ الخ من تلك الكلمات التى تستطيع أن تحفظها بسهوله إذا شاهدت فيلما عربيا ساذجا... بحق شفاك الله يا حبيبتى...سوف لا أنساك واطمئن أيضا عليك...قالها وهو يدس الخاتم فى جيبه... وانطلق...سعيدا .. أن الاقتراح جاء منها..
النهاية الثانية: لم يقل شيئا.... لمعت عيناه...ثم ملأتهما الدموع...كان يبدو عليه علامات الإرهاق الشديد.. أمسك بيدها التى تمسك الخاتم وقبلها...فبللتها دموعه التى انهمرت.. تناول منها الخاتم ... ليضعه ثانيا فى يمناها... نظرت إليه ولم تقل شيئا هى أيضا...لم تستطع أن تحول عينيها عنه.. ظل بجانبها إلى أن غفلت عيناها.. فغفلت عيناه أيضا...ونام وهو جالس على كرسى بجوارها... استيقظت ليلا...رأت وجهه...يشبه الملائكة وهو نائم.. مازالت عاجزة عن الكلام... لقد أدركت معنى الحب .. تلك الكلمة التى لم ينطقها لسانه لها أدبا وحرصا... لكنه قالها .. بدمه .. و كيانه ... أنه أحبها. نادت عليه...لم تسمع ردا.. رفعت صوتها...لم يرد أيضا.. مدت يديها لتوقظه...وجدت جسده باردا جدا.. صرخت.... حضر الطبيب ... فحصه سريعا.. وقال عجبا لهذا الشخص .. لقد نبهناه كثيرا أنه لا يمكن لإنسان أن يتبرع بثلاثة لترات من دمه... لكن يبدو أنه أصر وفعلها من أجل العملية التى ستجرينها... يؤسفنى أن أخبرك أنه قد .... مات .. مات....لأجلك.
| |
|