ماذا أفعل مع زوجة باردة جنسياً تعتبر أن العلاقة الزوجية عيب.. والتزيّن
للزوج عيب.. وملاطفة الزوج عيب.. وكلامها مع زوجها على طول مثل "الدبش"؟
سيدي الكريم.. إنها ليست شكواك وحدك، بل إنها شكوى منتشرة، لا أقول لك
عامة ولكنها منتشرة وخاصة بين الأوساط الاجتماعية الوسطى إلى الشعبية، مع
بعض الاستثناءات بالطبع بالسلب في الأوساط الاجتماعية العليا وبالإيجاب في
الأوساط السالف ذكرها..
إن المسألة ببساطة يا سيدي أن هذه الزوجة قد تم تلقينها "خطأ" أنها إذا
امتنعت عن زوجها وأظهرت له عدم الإقبال على العلاقة الحميمة، كان ذلك علامة
على عفتها وسموّ أخلاقها، فتعلو في نظره ويزداد مقدارها عنده، ويحلف
بأخلاقها العالية وبعفتها، ويشعر أنه فاز بأحسن زوجة على وجه الأرض..
وأحيانا ما يزداد الطين بلة، فيرسخ هذا الكلام في ذهن الفتاة فعلاً
ويتحوّل من مجرد نصيحة أو إرشاد إلى ارتباط شرطي بين العفة وبين عدم
الإقبال على العلاقة الجنسية، وهنا يفقد العقل التمييز بين العلاقة مع
الزوج وبين الجنس بشكله المجرد كشيء مستهجن، وتختفي من الساحة بقية الجملة
القائلة بأن الجنس مستهجن قبل الزواج أو خارج عن إطاره ولكنه العكس تماما
إذا ما عُقد القران.
وحسب وصفك -يا سيدي العزيز- فإن زوجتك المصونة هي من النوع الثاني الذي
فرض الارتباط الشرطي نفسه على قناعاتها وسلوكها معك فأصبح مذهبا لها في
الحياة.. لقد قابلني الكثير من هذه الحالات في عيادتي وكان الحل أسهل وأسرع
من التوقع، ألا وهو التثقيف، تعريفها ببواطن الأمور، وتعليمها أن هذه
العلاقة هي مكافأة مجانية من الله لبني البشر وأنها ممتعة جدا.. بل إنها
أمتع المتع الدنيوية على الإطلاق، وأن العيب فيها إذا لم ترَ ذلك..
وانطلاقاً من هذه النقطة يكون العلاج في صورة بضع زيارات متتالية نعطي
فيها إرشادات لكلا الطرفين عن كيفية فهم الآخر واستيعاب احتياجاته وفي نفس
الوقت عن كيفية الحصول على أكبر قدر من الاستمتاع من هذه العلاقة، وهنا
تتحقق المعادلة المنطقية، فإذا أدرك أي إنسان أهمية الشيء وتعلّم كيفية
الاستمتاع به سعى هو إليه وطلبه، أما إذا ظل خارج الملعب طوال الوقت فلا
يمكنه أبدا أن يشعر بمتعة اللاعب الذي يجري في المضمار، بل أحيانا ما
يستنكر المتفرج سلوك اللاعبين الساعين إلى الإرهاق والجري المستمر؛ لأنه لا
يرى الوجه الآخر ألا وهو.... المتعة.