طريق الحب وطريق الوهم

أنا بجد عندي مشكلة، مش عارفة أكتبها فين،
ومحتاجة حلها، يا ريت تساعدوني.. أنا بحب واحد من 3 سنين عرفته من النت،
وهو كمان بيحبني أوي، هو من محافظة وأنا من محافظة، وهو أصغر مني بـ10
شهور.. اتقدم لي دكتور في الجامعة بتاعتي، وتحت ضغط من أهلي وشوية مشاكل
بيني وبين اللي بحبه، وافقت على الخطوبة.

ودلوقتي أنا بقالي 3 أسابيع مخطوبة؛ بس لسه بحب
الأولاني، ومش عارفة أنساه، وهو كلّمني وعايز يرجع لي بأي طريقة، وبقى
بيعاملني أحسن من الأول بألف مرة، وقال لي إني أول ما أسيب خطيبي هيكلم
بابا..

بس المشكلة إنه لسه بيدرس في آخر سنة، قدامه مش
أقل من سنتين عشان يخطبني رسمي، وبابا مش هيرضى بالوضع ده، وكلمت ماما وهي
أقنعت بابا إني لو مش عايزة خطيبي هاسيبه؛ بس أفكر لغاية ما ييجي الصيف..

مع العلم إن خطيبي ده حد ممتاز من كل حاجة، بجد
مش هيتعوض؛ بس بيغير أوي وهيتجوزني السنة الجاية، وأنا لسه في الكلية ومش
عارفة أعمل إيه: أختار قلبي ولا عقلي؟ بجد محتارة ومش عارفة أتصرف.

baby.green.eyes

أنا حاسة بيكي ومقدّرة جداً الاختيار الصعب اللي إنتِ واقعة دلوقتي تحت
ضغطه، بس عاوزاكِ تتخيلي معايا نفسك واقفة في مفترق طرق، وقدامك طريقين؛ كل
طريق واقف في آخره شخص من اللي حكيتِ عنهم:

الأول: تعرفيه من النت وعلاقتك بيه عمرها 3 سنين، أرواحكم متقاربة حتى
لو بِعد المكان، أصغر منك بعشر شهور، ولسه بيدرس، وكان فيه مشاكل وبُعاد
بينكم؛ بسبب عدم تأكدك من حبه.

والثاني: شخص دخل بيتك وتقدم لأهلك ودكتور في الجامعة؛ يعني سنّه
ومستواه العلمي والأدبي أعلى منك، وزي ما بتقولي حد ممتاز من كل حاجة ومش
هيتعوض.

طبيعي إن عقلك يقول الثاني؛ بس الغريب إن قلبك بيقول الأول..

أنا عاوزاكِ تسألي نفسك سؤال: هو أنت دلوقتي اتأكدتِ من حب الأول؛ يعني
في 3 سنين ماقدرتيش تطمني، ولا هو عمل حاجة عشان علاقتك به، وفي 3 أسابيع
لما اتخطبتِ بقى عاوز يرجع لك، وبقى يعاملك أحسن من الأول ألف مرة، وبيطلب
منك تسيبي خطيبك، وعاوز يكلم باباكِ وهو لسه بيدرس وقدامه سنين عشان يكون
جاهز؟

وبالتأكيد سيرفضه أهلك؛ فيقول لك: شُفتِ أهلك هم اللي رفضوا.. وتِفضلوا
في العلاقة والعذاب ده سنين لغاية لما يبقى جاهز ويرضى أهلك عنه.

كل ده في ثلاث أسابيع!! وأين كان من ثلاث سنوات؟! وكيف قبلتِ بعلاقة طول
هذه المدة دون علم أهلك أو دون خطوة إيجابية واحدة منه؟! وهل رأيتِه أم هي
مجرد علاقة على الإنترنت؟

أرجوكِ راجعي نفسك في مصداقية هذه العلاقة قبل أن تتخذي أي قرار أو تختاري أي طريق.

بالنسبة للطريق الثاني؛ فأي شخص سيقول لك: إنه الاختيار الصحيح والرجل المناسب لك، والذي يستحقك فعلاً؛ ولكن هل تستحقينه أنت؟!

تقولين: إنه "بيغير أوي"، وهل للغيرة أي معنى سوى الحب؟ ألا يقولون إن
الغيرة مِلح الحب؟ أم في رأيك أن غيرته لأسباب أخرى غير الحب مثل حب التملك
والسيطرة؟ كما أنك يجب أن تفكري جيداً؛ فربما كانت غيرته هذه نابعة من
إحساسه أن بحياتك شخصاً آخر وأنت مشغولة به، ولا أريدك أن تستهيني بمشاعره؛
فبعض الناس لديهم حساسية شديدة لما يحدث حولهم؛ فربما غيرته هذه نابعة من
إحساسه بتورط مشاعرك مع آخر، أو إحساسه أنك لا ترغبين به وتبحثين عن شخص
آخر؛ مما يثير غيرته.

كما أن ثلاثة أسابيع ليست بالمدة الكافية لتحديد ما هي عيوب ومميزات خطيبك.

والآن أمامك طريقان:
نصيحتي أن تمنحي نفسك فرصة لتتخذي هذا القرار، وكما منحت الأول ثلاث
سنوات لم يستغلها ولم يضِف جديداً لحياتك أو حياته، امنحي الثاني ثلاث شهور
حتى نهاية الصيف كما طلب أهلك؛ ولكن اجعلي منها فرصة شريفة ولا تجمعي بين
الاثنين، أخلصي لخطيبك الذي وافقتِ على خطبته، وحاولي الابتعاد عن الآخر؛
اطلبي منه أن ينتظر دون أي اتصال، ثلاث شهور لحين فسخ خطبتك، وليمنحك فرصة
لاتخاذ قرار، وأنا متأكدة أنه لن ينتظرك ثلاثة أيام في نفس الوقت الذي
انتظرتِه فيه 3 سنوات، وتريدين أن تنتظري 3 سنوات أخرى ليكون جاهزاً
للزواج.

صديقتي لن أقول لكِ: اتركي الأول من أجل الثاني أو العكس؛ فقط أقول لك
القرارات الهامة، التي قد تؤثر على مستقبل وحياة كاملة لا يمكن أن نأخذها
في لحظة ولا لحساب العقل دون القلب أو العكس..

يجب أن تكوني مقتنعة -بشكل كامل- بقراراتك لكي لا تندمي عليها، واسألي
نفسك سؤالي المفضل دائماً عندما تسألني إحدى صديقاتي عن رأيي بعريس معين:
من منهما سيكون أباً مثالياً لأطفالك؟ من منهما يمكنه أن يكون أفضل الرجال
من وجهة نظرك؟ وأن تتباهي به رجلاً ومكانة ومظهراً وعقلاً؟ وصدقيني أنك لم
تعرفي الحب بعد؛ فالحب له درجات كثيرة تختلف؛ خاصة بعد الزواج والعِشرة.