أنا عايزة أتجوز!

. نفسي
أتجوز بجد لأني تعبت من الحياة لوحدي! واللي هاتجوزه ده هادّي له كل حاجة؛
حب وحنان وأسرة وكل حاجة إن شاء الله..

أنا كنت متزوجة قبل كده،
وباحسّ من بعد انفصالي إن كل اللي بيعرفني بيعرفني علشان غرض معين وبس..
وكلهم كل الشباب هو ده الغرض بس اللي بيكونوا عاوزين ياخدوه تحت اسم الحب.

بجد أنا نفسي أتجوز! أنا والدتي مُتَوَفّاة وعايشة مع والدي ومراته، ومحتاجة بجد أبعد عن البيت لأن بجد جالي توترعصبي!

بجد أنا محتاجة ردكم أوي أوي..

yasoohekal

عزيزتي،
لم تخبرينا إن كنتِ تعملين أم إنكِ ربة منزل أم طالبة..؟ كما لم تخبرينا
بعمرك، وكل هذه الأمور تساعد في دراسة المشكلة ومن ثم الرد، فأرجو من قراء
الباب الكرام أن يراعوا ذكر هذه المعلومات عند إرسالهم فضفضاتهم..

بدايةً أسأل الله أن يعوض عليكِ بالزوج الصالح الذي يعينك على أمر دينك ودنياكِ، ويكون رفيق الدنيا والجنة إن شاء الله.

ثم
-في ضوء المعلومات المفقودة عنكِ- أقول لكِ إن الزواج رزق من الله، هو
وحده تعالى الذي يسوقه إلينا في التوقيت المناسب، لذلك عليكِ أن تصبري حتى
يأتيك رزق الله.

وحتى ذلك الحين -الذي يمكنكِ تقصيره بالدعاء وأنتِ
على يقين بإجابة الله عز وجل- أريدكِ أن تشغلي وقتكِ بما يفيد، سواء كنتِ
طالبة أو تعملين، وإذا كنتِ لا تعملين فابحثي عن عمل ولو حتى من المنزل،
فالفراغ هو العدو الأول في مثل هذه الأزمات..

وإلى جانب العمل
أشغِلي نفسكِ ببعض الهوايات، وبعض الأنشطة بالجمعيات الخيرية -وما أكثرها
في كل حيّ- فهذا من شأنه أوّلاً أن يبعدكِ عن جو البيت الذي يصيبك بالضيق
والتوتر، كما من شأنه أن يشتت ذهنكِ عن التركيز على مشكلتك ووضعها نصب
عينيكِ طوال الوقت، وتضخيم الأحداث البسيطة وربطها جميعًا بعدم زواجك..

بالله
عليكِ لا تدَعي نفسكِ فريسة للفراغ والشيطان ليسيطر على تفكيرك.. أخرجي
نفسكِ من هذه الحالة، لأن عدم الزواج ليس مشكلتك الحقيقية، وإنما مشكلتك
أنكِ تفكرين بطريقة غير صحيحة -أعتذر منكِ- والخطأ وارد عند كل إنسان، ولكن
المهم أن يسرع بتصحيحه متى اكتشفه، وهذا هو الفرق بين الخطأ والخطئيئة،
فالخطأ يكون غير مقصود ولا معلوم.

الزواج يا حبيبتي ليس هو العصا
السحرية التي تحل كل مشكلاتنا، وما أدراكِ بأن الزواج لن يجرّ عليكِ مشكلات
أكبر.. أليس مُحتملاً؟ ألم يكن زواجكِ السابق مشكلة حتى تخلصتِ منه؟
مشكلتنا أننا دومًا نعلّق حل أزماتنا كلها على الشيء الذي لا نملكه بين
أيدينا، متناسين ما هنالك من احتمالات غير قليلة بألا يكون هو الحل
السحريّ!

أما عن شعوركِ بأن الشباب الذين يعرفونك يكون لهم ذلك الغرض الوحيد؛ فربما كان ذلك صحيحًا، لأنكِ صادفتِ شبابًا سيئين على طول الخط.

وربما كان ذلك تضخيمًا غير واعٍ منكِ للأمر، بفعل الضغط الواقع عليكِ، وتركيزك دومًا على مشكلة الافتقار إلى الزوج.

وربما
كان ذلك رد فعل لتصرفاتٍ لا واعية منكِ تشي لمن حولكِ جميعًا -بلا تعمد
منكِ- أنكِ بحاجة إلى "زوج" (والذي يُترجم في ذهن السيئين من الرجال إلى:
أنكِ تريدين "علاقة" فقط)، وأنا لست أبرّر لهم ذلك؛ فهو تفكير وتصرف مثير
للاشمئزاز على أية حال.

وإنما أنا هنا أهمس في أذنكِ أنتِ يا
حبيبتي، بالله عليكِ كوني أكثر وعيًا في تصرفاتك -حتى البسيطة منها- حتى لا
يُساء فهمكِ فيطمع الذي في قلبه مرض، بمعنى أن تكوني محددة جدًا وقوية في
تعاملاتك مع الرجال، ولا تفتحي المجال لتلميحات غير لائقة حتى ولو بطريق
المزاح، حتى لا يتجرّأ أحد عليكِ، فتتألمي أنتِ لظنون المحيطين بكِ وطريقة
تعاملكِ معهم.. وبعبارة أخرى أقول لكِ: نحن الذين نحدد بأنفسنا الطريقة
التي يعاملنا به الآخرون، من خلال تصرفاتنا وتعاملنا معهم.

هل لي في
همسة أخرى يا عزيزتي؟.. إذا استطعتِ أن تصبحي على قناعة بأن الزوج المفقود
ليس هو مشكلة حياتك، وليس همكِ الأكبر في الدنيا، فستجدين نفسكِ تتصرفين
مع الرجال تلقائيًا بلا ضعف، وستتلاشى من ذهنكِ اللا واعي تلك الاحتمالية
التي تحرككِ دونما إرادة (أن يكون أحدهم هو الزوج المنشود الذي تنتظرينه)
وستجدين انعكاس ذلك في معاملتهم معكِ بفائق الاحترام، وبعيدًا عن تلك
المساحة التي تتبادر إلى أذهانهم الآن.

أسأل الله لكِ الرضا والتثبيت، وألّا يكِلكِ إلى غيره -عز وجل- طرفة عين، وأن يمنّ عليكِ بما يشرح صدركِ ويريح بالكِ.