أنا شاب، مشكلتي إني خاطب من أربع سنين، ومن أول
خطوبتي بتحصل حاجات غريبة من خطيبتي؛ مع العلم إن خطوبتنا عن حب؛ لكني
فوجئت إن صديق لينا بلّغني إنه كلّمها عن مشاعره ووافقت، ولما واجهتها
بالأمر أنكرت، وقالت إنها بتحبني أنا، وصممت على كده، وهو بِعِد.
المهم بعد كده كنت باتفاجأ على الإيميل بتاعها
بزمايلها في الجامعة أكتر من واحد بيعبّر لها عن حبه، وكنت باواجهها، وتقول
إن دول عيال، وأنا بحبك إنت، وكلام زي ده، وفي رسالة منهم كان بيكلمها
عليّ، وإنها قالت له إنها هتسيبني، وهو بيسألها إنتِ قلتِ لخطيبك ولا لسه.
المهم هي دلوقتي خلّصت وقالت: خلاص ارتحت من
الجامعة؛ لكن بعدها راحت اشتغلت في شركة، وبرضه لقيت واحد زميلها في الشغل
باعت ليها كلام قذر جنسي، وواجهتها، ونفت إنها على علاقة بيه، واتصلت
بزمايلها في الشغل وزميلها اللي باعت الرسالة، وهو نفى وقال: يمكن يكون حد
سرق الإيميل، وأنا ماعملش كده.. وبعديها بفترة طويلة لقيت زميلها التاني
برضه باعت رسالة حب وجنس، وإنهم كانوا مرتبطين لدرجة إنهم كانوا قربوا
يتجوزوا.
أنا اللي هيجنني إن مافيش حاجة جابراها عليّ؛
يعني لو عايزة تسيبني، كان ممكن بسهولة.. طيب ليه متمسكة بيّ ومستنية عليّ 4
سنين، ومستحملة معايا؛ مع إنها حلوة جداً وبتحبني وبتعامل أهلي كويس جداً،
وكل اللي يقابلها يحبها ويحسدني عليها.
أنا محتار جداً، مش عارف: أسيبها وهي فعلاً خاينة؟ ولا كل ده هي مالهاش ذنب فيه؟ لدرجة إني تخيّلت إنها ممكن تكون عندها مرض نفسي.
haitham أخي العزيز.. من الواضح أن هناك حلقة مفقودة في الأمر؛ فأنت ذكرتَ في
رسالتك أنك تحب خطيبتك، وهي تبادلك نفس المشاعر؛ ولكنك تجد أشياء تصدر منها
تثير شكّك وقلقك. وقد ذكرت في رسالتك أنها أيضاً متمسكة بك، ولا شيء
يجبرها على الاستمرار معك.. والذي أندهش منه أيضاً أنها تريك إيميلها؛ على
الرغم من علمها ومعرفتها بأن هناك أشياء ورسائل سوف تجعلك تسيء فهمها،
وأيضاً من الممكن أن تثير المتاعب والمشاكل بينكما؛ ومع ذلك هي تعلم أنك من
الممكن أن تراها وتسمح بهذا!!
وتفسيري للأمر أن هناك شيئاً من اثنين:
إما أنها بالفعل تحبك، وليس لها أي ذنب فيما يحدث، وأنها تريد فقط
استثارة غيرتك عليها؛ لأنها تشعر بالسعادة عندما تستثير غيرتك عليها؛ لأن
هذا يُشعرها بأنك لا تزال متمسكاً بها وتحبها؛ ولهذا فهي تسعى لهذا
باستمرار.
أو أنها بالفعل تفعل أشياء مثل هذه لأنها تريدك أنت أن تتركها، ولا تريد
هي أن تكون البادئة في إنهاء الخطبة؛ لأنها تشعر أنك شخص جيد، وهي لا تريد
أن تظلمك، أو أن تتركك هي فتكون قد تبطرت على شخص يحبها وشخص مناسب ومثالي
لها؛ ولكنها لا تجرؤ على أن تخبرك هي بأنها لا تريدك؛ لهذا تتصرف بهذه
الطريقة لكي تكرهها.. وبالتالي فهي تُنهي الأمر بعيداً عنها، وتظهر في مظهر
المظلومة المقهورة، وتعيش في هذا الدور، ويتعاطف معها الآخرون، وفي الوقت
نفسه تكون قد أنهت خطبتها بهدوء ودون أن تكون هناك مشكلات من جانب أسرتها
أو لوم من أحد.
لذا فأنت يا أخي أمامك حل من اثنين:
الأول: أن تستمرّ معها، وأن تطلب منها أن تغيّر إيميلها، وألا تدخل على
الإنترنت أبداً، إلا لضرورة، وأن تُعرّفك على جميع زملائها في العمل، وأن
تكون واضحة وصريحة معك، وإن سعى أي شخص من زملائها في العمل لمضايقتها أن
تكون حاسمة معه، وأن تضع حداً للتعامل معه، وألا تعطي إيميلها لأحد؛ إلا
لأشخاص تعرفهم أنت وتختارهم معها؛ حتى تتأكد أنه لن يكون هناك مضايقات من
أحد.. وفي الوقت نفسه أن تحاول أن تعطيها كثيراً من اهتمامك، وحبك، وأن
تُسمعها المزيد من كلمات الغزل، والحب، وأن تكون أقرب إليها من أي شخص آخر،
وعلى صعيد آخر يجب أن تُنذرها بأنك إن اكتشفت أي شيء لم تخبرك هي به؛ فسوف
يكون الخيار الوحيد هو إنهاء هذه الخطبة، وإنهاء الأمر بلا عودة.
والحل الثاني أن تُنهي علاقتك بها، وأن تواجهها في حضور أسرتها وتريهم
الإيميلات؛ حتى لا تعطيها الفرصة أن تعيش دور الفتاة المقهورة والمظلومة،
وحتى تعرف أسرتها أن ابنتهم هي التي جنَت على نفسها، وعلى خطبتها، ولست
أنت؛ فلا يُلقي أحد باللوم عليك.
وأن تستعوض الله على المشاعر الجميلة التي كنت تُكنّها لها، وأن تبدأ من
جديد؛ ولكن دون أن تجعل تجربتك السابقة تؤثر على حياتك المستقبلية؛ فتصبح
شخصاً شكاكاً، أو شخصاً لا يثق بالنساء.
وأنصحك يا أخي بصلاة الاستخارة، والمضيّ قدماً في الأمر، وأنا أكيدة أن
الله سوف يُنير لك بصيرتك، ويوضّح لك كل ما يغيب عنك، ويساعدك على الاختيار
إن شاء الله.