أنا بقالي شهرين متجوّزة، والمفروض إن جوزي بيحبّني ده اللي كان مفهموا ليّ في الخطوبة، بعد الجواز بأسبوعين طريقته اتغيّرت أوي.
كل
حاجة أعملها يتريق عليّ فيها، ولما يحصل بينا شد في الكلام كان بيكبّر
الموضوع، كنت كل لما أقول له عايزة أقعد أتكلِّم معاك يقول لي مش فاضي
باتفرج على الماتش أو التليفزيون، وكنت باحس إنه بيحاول يعمل معايا أي
مشاكل، وكنت لما المشكلة بتكبر وتوصل لأهلي وأهله، يبقى عايز يحلف بالطلاق،
ووصل إنه مد إيده عليّ ورمى عليّ يمين الطلاق مرتين؛ أوّل مرّة يقول مش
هعمل ده تاني لحد ما وصلني إني ما بقتش عايزاه خالص، وكرهته أوي، وطلبت منه
الطلاق، وهو عايزني أتنازل عن أبسط حقوقي؛ عشان ده إنسان ما يعرفش يشيل
مسئولية، ووصلني إنه كرهني لدرجة مستحيلة.
بس اللي تاعبني ماما، مع
إنها شافت اللي حصل ليّ بس بتقول لي جرّبي تاني، وهي أكتر واحدة عارفة إنه
مش هيتعدل.. طب أنا فين مِن كل ده، وأكيد لمّا واحدة بتكره جوزها بيكون صعب
إنها ترجع له تاني.
يا ريت حد يساعدني، أعمل إيه مع ماما؟ أنا ماعملتش حاجة وحشة في حياتي عشان يحصل ليّ كل كده، بس الحمد لله على كل شيء.
nanaنفس
الحيرة التي أصابتكِ مِن موقف الزوج وتبدّل حاله بعد الزواج أصابتني أنا
أيضا، ما الذي يَمكن أن يغيّر إنسان 180 درجة بهذا الشكل، كيف تتحوّل فجأة
الأخلاق العالية إلى لا أخلاق؟ كيف تتحوّل الألفاظ الرقيقة وكلمات الحبّ
والغزل إلى سِباب ولعنات تطلقها الأفواه؟ غريب هو حال الدنيا!!
وإذا حاولنا سويّا فك هذه الحالة الغريبة مِن الغموض التي انتابت حالتكِ؛ سوف نكون أمام سيناريوهين لا ثالث لهما...
السيناريو
الأول: أنكِ أصبحتِ شخصا آخر غير ذاك الشخص الذي عرفه في فترة الخطوبة؛
فشعر أنه خُدِع، وأنكِ كنتِ تضعين قناعا، ما لبثتِ أن تُلقِيه مِن على
وجهكِ بمجرّد أن تم الزواج.
السيناريو الثاني: هو أنه هو الذي
تغيّر لسبب في نفسه؛ ربما خاف الزواج، ربما عدم رغبته في تحمّل المسئولية،
ربما رغبته في استرداد حريته التي ظنّها اغْتيلت بعد الزواج، ربما هو إنسان
مريض نفسيا، أو شخص متقلِّب المزاج؛ كلها أمور لا يُمكننا الجزم بوجودها
من العدم.
أعرف أن كل ما سلف لا يعنيكِ في شيء؛ أعرف أن الأهم هو ما سيكون وليس ما كان، ولكن ما سلف له علاقة بما سأقوله لاحقا...
أنتِ أيضا أمامك سيناريوهان لحل هذه المشكلة:
السيناريو
الأول: هو أن تأخذي قرارا نهائيا وقاطعا بتركه، وعدم العودة إليه بالطريقة
التي ترضيكِ؛ سواء وديّا بالتنازل عن حقوقكِ، أو بالمحاكم، مع التمسُّك
بحقوقكِ، ولكن الأهم مِن حقوقكِ المادية هو أن تتأكّدي أنه قرار لن يعقبه
لحظة ندم واحدة، أنه قرار لم يكن فيه شيء مِن التسرُّع، أنه قرار سيعقبه
لقب تكرهه كثير مِن السيدات وهو لقب عانس.
السيناريو الثاني: هو أن
تعودي إليه مرّة أخرى لو كان سبب تغيّره له علاقة بتغيُّر فيكِ، أو بعلة
أصابتكِ، راجعي نفسك وفكّري جيّدا، استجوبيها بشيء مِن الحيادية وربما
القسوة؛ لعلكِ تتذكّرين شيئا لم يكن في الحسبان كان سببا ولو بشكل جزئي في
هذا التحوّل.
أما والدتكِ فلا تلوميها على موقفها، والدتك يُطاردها
شبح أنها فشلت في إخراج زوجة للمجتمع، وتحوّلت بدلا مِن ذلك لمطلّقة،
وجميعنا يعرف تلك النظرة المتخلّفة التي يصوب المجتمع سهامها تجاه المرأة