أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاماً، مشكلتي
إني حبيت واحد واتخطبت له، كنت بحبه أوي، وفي فترة الخطوبة حصل بينّا
تجاوزات، وكان بيقول لي: إنتِ هتبقي مراتي، واللي بيحصل بينّا ده عادي، وكل
الناس بتعمل كده.. وكمان كنت بامارس معاه الجنس عن طريق التليفون.
أنا
كنت باحتقر نفسي لما كنت باعمل معاه حاجة، وندمانة ندم شديد على اللي كنت
باعمله.. أنا كنت إنسانة ملتزمة، وعمري ما أفكّر إني ممكن في يوم من الأيام
أعمل حاجة من دي؛ بس كنت باضعف قدامه.
يا ريت ربنا يسامحني على
اللي كنت باعمله معاه.. المهم إنه حصلت مشاكل، وأخويا خلاني أسيبه غصب عني،
وقال لي: يا إما تسيبيه يا إما تكمّلي معاه وتعتبري إنك مالكيش إخوات ولا
أي حد.
وفعلاً سِبته؛ بس بجد أنا مش عارفة أنساه.. يا ريت حدّ يساعدني، وممكن عادي تعرضوا مشكلتي عشان الناس تتعلم من تجارب الآخرين.
kokoعزيزتي،
الندم هو نصف المسافة للوصول إلى الطريق السليم.. ما حدث منك من تجاوزات
وأنت الفتاة الملتزمة المحترمة، لا يوجد ما يبرره، وكان يجب عليكِ الحذر؛
لكن على العموم هو خطأ نتعلم منه ويتعلم منه الآخرون.
فعلى كل فتاة
أن تعي جيداً أن الخطيب ليس زوجاً، وأن الحجة المستهلكة التي يستخدمها
الشباب بأن الفتاة ستصبح زوجته، لا محل لها من الإعراب؛ فالأمر الإلهي
والديني أن الخاطب مجرد شخص غريب عن الفتاة لا يحلّ لها أن تتحرر أمامه من
بعض ملابسها، ولا أن تظهر أمامه دون حجابها إن كانت محجبة؛ فكيف تفعل معه
ما هو أشد من ذلك؟!
لذا، فيجب عندما يطلب الخاطب مثل هذه الأفعال أن
تذكره الفتاة بأن هذا لا يرضي الله، وأنه لا يصحّ أن يبدآ علاقة جديدة
وحياة يتمنيان فيها أن يوفقهما الله بما يغضب الله؛ فإن استجاب كان بها،
وإلا فلا طاعة لمخلوق في معصية الله، وتأكدي أن هذا الخاطب لا يمكن أن
تأتمنيه على ذاتك.
نعود يا عزيزتي لجملة البداية في ردي، وهو أنه
برغم كل ما حدث منكِ؛ فإن ندمك الشديد هذا هو مفتاح راحتك النفسية؛ فلا
تقنطي يا عزيزتي فإن الله غفور رحيم، ويقبل توبة عبادة.. وشعور الاشمئزاز
الذي تشعرين به هو شعور طيب؛ فهو يعني ندمك الحق على ما فعلتِ؛ ولكن لا
تبالغي فيه فيتحول لكراهية للذات؛ فأنت فتاة طيبة المنبت، وحميدة الأخلاق،
وقعتِ في خطأ وتُبتِ عليه، وبإذن الله تكون توبتكِ نصوحة يقبلها الله منكِ.
وبرغم
أنني لست مع أسلوب أخيك في التعامل بتخييرك بين خطيبك وبينه؛ إذ كان عليه
أن يجلس معكِ ويشرح لكِ عيوب هذا الخاطب التي يراها ويقنعك بها، لا أن يفرض
عليك الأمر بهذا الشكل؛ برغم ذلك فإن الخيرة فيما اختاره الله، ومن حسن
حظك الانفصال عن هذا الشاب لتبتعدي تماماً عما يُغضب الله، وتأكدي يا
عزيزتي أنه لو كان الأمر قد اكتمل الزواج؛ لكان عايَرك بما حدث بينكما
يوماً؛ فمع أن الرجل غالباً من يكون المحرّض على مثل هذه الأفعال؛ إلا أنه
لا يغفر لشريكته أبداً تساهلها وتهاونها وتمكينها له من ذاتها، ويظلّ يفكر
في أنه إن كانت الفتاة سهلة معه؛ فربما كانت كذلك مع غيره.
لذا فعلى
كافة المستويات يا عزيزتي، فكّري بأن ذلك هو أفضل الحلول، فتركك له يبعدك
على مصدر الإغواء، وكذلك يغلق عليكِ باب ستجدي به ما يذكّرك دائماً بما
حدث، فوق هذا فأنت لا تضمنين ما قد يفعله فتاكِ لو تزوجتما مع معايرة
ومضايقه لكِ.
لذا أتمي توبتك بالاستغفار والعمل الطيب، ودعي حياتك
تسير إلى الأمام، ولا تفكري في هذه الفترة ثانية، وبإذن الله سينعم الله
عليكِ بشاب أفضل من السابق تكملين معه حياتك في طاعة الله.