أنا
مسافر في دولة عربية، واتعرفت على زميلة في الشغل مسافرة هناك بعيد عن
أهلها، وشفت إنها محترمة، وبالفعل صارحتها بإعجابي بيها، وكان ردها إنها هي
معجبة بي أكتر، وبالفعل كلمت أهلها خلال شهرين.
وكانت بترفض تخرج
معايا، وكنت مبسوط بكده جداً، وكمان بعد الشغل ما كانتش بتردّ على تليفوني،
وكنت شايف إن ده أدب وإنها عايشة كأنها في البيت، وعاملة رقابة على نفسها.
لغاية
كده كويس، وكنت حاسس إن ربنا وفّقني للإنسانة المناسبة؛ ولكن المفاجأة
كانت أقوى من أي كلام.. ظهر كام حاجة لفتت نظري إلى أن فيه سر في علاقتها
بزميل لينا بالعمل، ومشيت ورا شكوكي إلى أن وجدت إنها عايشة مع زميلنا ده
من سنة؛ يعني من قبل أنا ما آجي على الشغل.
أنا صوّرتها وهي معاه وداخلين السكن، وكمان عندي شهود زي البواب والبقالين وأشياء تاني كتير.
بجد
مش عارف أعمل معاها إيه، وصعوبة المشكلة إني باشوفها كل يوم.. وهي في
الفترة الأخيرة حسّت إني شاكك في حاجة، وبدأت تبعد شوية بشوية.
المشكلة
إني أحياناً بافكّر أدمّر حياتها وأفضحها في الشغل وعند أهلها وأحياناً
باقول: حرام، الحمد لله إني لسه ارتباطنا مش رسمي وربنا كشف لي الحقيقة في
الوقت المناسب، وباقول أهلها ذنبهم إيه لما يعرفوا حاجة زي كده، وكمان مش
قادر أتحمّل إني أشوف إنسانة أعرفها عايشة في الوضع ده.
باشكركم مرة تانية وبجد رجاء الاهتمام برسالتي والردّ عليّ في أقرب وقت لأني بجد ممكن أعمل حاجة أندم عليها بعدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
medooصديقنا:
أصبح
تزييف الحقائق أكبر من صدقها في هذا الزمان، والحمد لله أن كشف الله لك
هذه الفتاة على حقيقتها، ولا نريد تشويه صورتها أكثر من اللازم؛ لكن يكفي
أنها أقل من مستوى الشبهات، وهذا في حدّ ذاته كفيل بأن تقطع علاقتك بها،
وتحمد الله، وكما يقول تعالى {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات
والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات}.
فاحمد الله على ما أنعم به عليك من نعمة الكشف قبل الانزلاق إلى مشكلات تقدح في عرضك.
ولا
أشك في أنك لا تتساءل عن بقائك ورجوعك لها أو الانفصال عنها؛ فكل عبارة في
كلماتك توحي بأنك لا ترغب حتى بسماع اسمها؛ لكن نبرة الانتقام المتصاعد
منك ينبع من إحساسك بسوء المصير الذي كنت مقدماً عليه، والذي كادت هذه
الفتاة أن توقعك فيه لولا ستر الله، وخيانتها للحب الطاهر الذي منحته
إياها.
صديقي.. لا تجعل غضبك يُعميك لتخسر دينك ودنياك؛ فكل سمعة
سيئة قد تلحق بها لا شك سينالك منها شيء لأن مثل هذه لن تتورع أن تزجّ
باسمك في ثنايا شبهاتها، ولا شك أنه بعد ذلك ستحوم حولك الشبهات أنت أيضاً.
بالإضافة
إلى أن كل ما توصلت إليه عبارة عن شبهات وأوضاع غير سوية، لا يجدر بك أن
توصلها إلى المجتمع لتترك كل ذي نفس سيئة تسول له أن يتخيل ما شاء؛ فإن
قضايا العرض بالذات قد وقف الإسلام أمامها وشدّد في العقوبة عليها؛ لأن
فيها هدم أعمدة المجتمع، وإذا كان الشاهد والشاهدان تكفي شهادتهما في قضايا
القتل والسرقة وغير ذلك؛ فإن قضايا العرض لابد فيها من توافر أربعة شهداء
يقرّون جميعاً برؤية حالة الزنا رؤية صريحة لا غبار عليها.
وأما ما
سوى ذلك من السلوكيات المعوجّة والانحرافات الأخلاقية، أو حتى وضع الزنا
الصريح الذي لا يراه إلا ما دون الأربعة سواء كانوا ثلاثة أو اثنين أو
واحد؛ فإنه في هذه الحالة يُقام الحد على الشاهد لأنه قام بالقذف دون
الشروط المطلوبة، كما بيّن تعالى في كتابه العزيز في قوله {والذين يرمون
المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم
شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون}.
ونعتهم تعالى بالفسق دون الخوض في تفصيلات صدقهم أو كذبهم في ادعائهم؛
لمجرد أن يكون كل واحد رقيب نفسه فيما سيشيعه من فتنة وقلب لثوابت المجتمع.
فمن
أدراك؟ ربما تابت هذه الفتاة عن سلوكها وأرادت أن تعيش حياة نظيفة في ظلّ
رجل لا يعرف ماضيها المظلم، وفي مجتمع تسترها عيونه؛ فهل نكتب عليها بعد
ذلك أن تبقى طيلة عمرها في المعصية لأن أحداً أحب أن يشوّه صورتها.
وماذا يكون وضع جميع أهلها من الذكور والإناث والأطفال عندما تُرمى إحداهن بهذه التهمة البشعة.
صديقي أبعد فكرة الانتقام عن رأسك، واسأل الله الستر في دينك ودنياك، واحمده على أن كشف أمر الفتاة قبل أن تقع الفأس في الرأس.
وابتعد
وابحث لك عن أخرى تكون على شاكلتك، ولا مانع من أن تبيّن لها تلميحاً أنك
تعرف شيئاً حتى يكون ذلك من باب النصيحة والدعوة للتوبة ليس إلا.
وفقك الله لما يحب ويرضى