أنا
مخطوبة/مكتوب كتابي، ومشكلتي إن خطيبي مع إنه بيحبني أوي؛ إلا إنه بعد كتب
الكتاب ما بقاش فاضي لي نهائي، على طول مشغول عني في الشغل ما بقيتش باعرف
عنه أي حاجة بعد ما كل حاجة عنه كنت أعرفها.
بقيت أتكلم معاه
وأشتكي له عشان إحنا متفقين إننا ما نحكيش أي حاجة بيننا لأي حد، بقى في
أوقات يتعصب عليّ، وساعات يتعصب عليّ في الشارع ويرجع يتأسف وأنا باسامحه
بجد، وبعدها يرجع نفس الطريقة ونفس المعاملة.
أنا الأول كنت باقدّر
اللي هو فيه وشغله والضغط اللي هو فيه؛ بس دلوقتي زهقت، وصلت إني مش باحكي
له حاجة، وخايفة نبعد عن بعض؛ لأني بحبه أوي وهو كمان.
أعمل إيه؟ يا ريت حد يقول لي.
m. aصديقتنا العزيزة..
أعجبني جداً قولك إن مشكلتك بتكبر مع الوقت؛ فهو توصيف دقيق جداً يؤكد أنك تملكين عقلاً راجحاً وحكمة نحيِّيكِ عليها.
بالتأكيد كنت محقة حينما عزوت سبب انشغاله عنك إلى ما يعانيه من الضغط عليه في عمله، وفي متطلبات تكوين بيتكما السعيد بإذن الله.
بالتأكيد
زوجك يعاني ويسابق الزمن ويواجه ضغوطاً كثيرة تضطره أحياناً إلى أن ينشغل
عن السؤال عنك وعن الاهتمام بنفسيّتك؛ ولكن هذا من منطق أنك تقدّرين ذلك؛
فأنتما الآن زوجان، وهو يستشعر أنك تقدّرين الضغوط التي عليه والتي تدفعه
إلى ما يفعل.
لن أخالف الحقيقة فأبرؤه من خطأ تجاهله لك وتعصّبه
عليك في الشارع؛ فأنت تستحقّين منه كل حب وودّ، ولكن أوضّح لك الظروف التي
يمرّ بها.
إذن ماذا عليك أن تفعلي لتنقذي حبيبك وزوجك؟
أريد
منك ألا تبتعدي أنت أيضاً، وألا تتركي مساحة يدخل منها الشيطان إلى
علاقتكما الطاهرة التي كلّلها الله بالزواج.. فلا تبادليه معاملته بالمثل؛
لأنه -وكما ذكرت لك- لا يقصد الإساءة إليك؛ فقط هي الضغوط التي ستنتهي بإذن
الله.
تقولين إنك لم تعودي تحكين له كل شيء كما تعاهدتما، وأنت في
هذا مخطئة.. كان الأوْلى بك أن تسانديه؛ بمعنى أن تدعميه في مواجهة
الصعوبات التي يواجهها.. تقرّبي إليه.. اسمعي منه قبل أن تفكّري أن تحكي
له.. افتحي له الباب ليفضفض هو لك، ما ظروفه؟ ما خطته؟ كيف تسير أموره..
خففي عنه الأعباء النفسية ولا مانع من تخفيف بعض الأعباء المادية إذا كانت
هي المشكلة؛ فبعض الأشياء البسيطة ربما تتمّ بعد الزواج.
امزحي معه؛
فليس من الضروري أن تكون الستائر من أم روحين، كفاية روح واحدة والأعمار
بيد الله.. مش ضروري 3 وش دهان ده أبو وشين كداب وأبو تلاتة منافق.
تقرّبي
إليه؛ فهو يحتاج إليك ولن تنسيا معاً هذه الأوقات الجميلة وهذه الذكريات
الحلوة، وهذه المشاكل الممتعة.. نعم "المشاكل الممتعة" ملح الحياة كما
يقولون.
أقبلي على زوجك وامنحيه أكبر قدر من الحب؛ فهذا وقت الحب بلا حساب.
أتم الله عليكما السعادة والهناء والعشّ السعيد.