أنا فتاة عمري 25 سنة، كنت زي كل البنات نفسي
يبقى لي بيت وأولاد، لكن مع مرور الوقت كرهت الكلام في الموضوع ده، بقيت
باكره كلمة عقبال ما نشوفك عروسة، أبقى عروسه ليه؟ عشان بعد كام سنة من
جوازي جوزي يسبني أنا وأولادي ويروح يتجوز زي أبويا ما عمل مع أمي، ولحد
دلوقتي نفسي أعرف هو ليه عمل كده؟ ولا أتجوز عشان أجيب أطفال ويطلعوا
معقّدين، وأبقى كل اللي عملته إني ظلمتهم وجبتهم الدنيا؟؟؟
جربت أحاول أنسى وأعيش حياتي، لكن مانفعش.. الشخص
اللي اخترته ماعجبش أهلي؛ لمجرد إن أنا أعلى منه في التعليم، وفي المرة
التانية أنا اللي ماعجبتش اللي اخترته قال إيه بيحبني وبيموت فيّ بس
ماينفعش نتجوز؛ لمجرد إنه خايف يظلمني معاه، بيخاف على زعلي جدا وبيخاف
عليّ جدا جدا، وبيبان كده في تصرفاته معايا، بس مش فاهماه هو ليه بيعمل
معايا كده..
لما باكون معاه بابقى حاسة إنه خايف أحسن حدّ
ياخدني منه، وفي نفس الوقت لما باسأله إحنا هنفضل كده لحدّ إمتى بيقول لي
إنه ما يقدرش يتجوزني؛ لأنه لو اتجوزنا، وبعد الجواز زعّلني أو اتسبب في
زعلي عمره ما هيسامح نفسه!
نفسي أعرف هو بيعمل معايا كده ليه، ساعات باكره
نفسي لأني باعرفه أو باتكلم معاه، وساعات تانية باحس إنه ابني، اللي دايما
محتاج أمه بابقى هاموت لو عرفت إنه فيه حاجة، وأنا بعيد بابقى نفسي آخده في
حضني، وساعات تانية باكره نفسي؛ لأني رغم إني عارفة إننا مش هنتجوز إلا
إني معاه ومش قادرة أسيبه، باحس إني رخيصة أوي في نظره، مع إني طلعت عينه
عشان أخرج معاه، وكانت مرة بعد أربع سنين بيتحايل عليّ عشان أوافق، وإيدي
مامسكهاش إلا وهو بيعدّيني الشارع.
مش عارفة أعمل إيه، مش لاقية حدّ أتكلم معاه أو
أحكي معاه.. أمي بعيدة جدا عني، لما باتكلم معاها بتعمل مش سامعاني، وأختي
مش مهتمة غير بنفسها وأصحابها وبس، إنما أنا ولا كأني موجودة.. بقيت أتمنى
موتي عشان أرتاااااااااااااااااااااااح..
M.k استطعت بالكاد أن أنهي رسالتك دون أن أبكي مع آخر سطورها، فلقد جعلتني
أتعاطف معك ومع مشكلتك لأقصى درجة، فأنت إنسانة بحاجة حقاً للمساندة والدعم
في حياتك، ويا للأسف لا تجدين أقرب الناس إلى جوارك، فأمك لا تستمع لك،
وأختك مشغولة عنك بحياتها الخاصة وأصدقائها.
ولكني لن أستطيع أن ألوم أمك أو أختك كثيراً، فلقد مرا هما أيضا بنفس
تجربتك الأليمة، وهي ابتعاد العائل والأب والزوج، فلقد ترك أبوك أمك ليتزوج
بأخرى، وهو ما تسبب في جرحكن جميعاً، لذلك كما تألمت تألّما هما أيضا، فلا
يجب أن تقسي عليهما كثيراً، ولكن تفهمي طبيعة معاناتهما، وحاولي أن تتقربي
منهما، وتكسبي أنت صداقتهما، ولا تقولي أو تتعلّلي ببعدهما عنك.
ألاحظ أن ما تعانينه لم يكن بسبب أبيك فقط، ولكنه بسبب سوء اختيارك
للأشخاص الذي أحببهم واختارهم قلبك، فالشخص الأول كان مستواه أقل منك، وهو
ما لم يُرضِ أهلك، والآخر لا يحبك كما يحاول إقناعك، وكما تحاولين أنت
إقناع نفسك وإقناعي به، فكل ما حكيتِه عنه لا يدل أبداً على أنه يحبك، بل
بالعكس فإنه يجدك مجرد تسلية وتضييع وقت.
صديقتي العزيزة.. لماذا تحاولين إيلام نفسك وتعذيبها وتحميلها أكثر من
استطاعتها؟! فأنت قد تألمت بما فيه الكفاية، لماذا تصرين على المضي قدماً
في علاقتك غير الصحيحة بهذا الشخص الذي يستغلّ مشاعرك؟!
حلّ مشكلتك يا صديقتي هو أن تقدّري نفسك حقاً، وأن تفعلي ما في مصلحتك
وتبتعدي عن هذا الشخص الذي يأخذ منك كل الطاقة الإيجابية ويحملك بالسلبية
والقلق والكره، فهو حقاً لا يستحقك ولا يستحق مشاعرك، لذلك يجب أن تبتعدي
عنه وتبحثي عن الرجل الذي يستحق تلك البراءة والمشاعر الحقيقية، فكل الرجال
ليسوا خائنين، فهناك الرجل المخلص الذي في انتظارك، وانفضي عنك كل هذه
الأفكار الهدامة وتفاءلي لتجدي الخير بإذن الله، والجئي لله، واطلبي منه أن
يهدي لك أمك وأختك ليعوضاك بحنانهما واهتمامهما عما عانيتِه في طفولتك،
وأرجو في النهاية أن يصلح الله شأنك ويطمئن قلبك.