أنا تعبانة أوووي.. حاسة إن جواي نار! أنا
كنت بعتّ لكم وقلت لكم تدعوا لي لأني اتفقت أنا والإنسان اللي بحبه
مانتكلمش لحد ما ييجي يتقدم.. هو جاهز بس البيت عندي بيقول لازم لما أخلص
جامعة.
المهم أنا تعبااانة
أوووى من غيره، هو كل حاجة ليّ.. أنا أصلا ماليش صحاب.. هو كان صُحبتي
وأهلي وكل حاجة، عاوزة لو حد يعرف دعاء جميل يبعته لي يصبرني بيه، وتدعوا
لي بالثبات أنا وهو بالله عليكم، إحساس صعب أوووي ربنا يصبرني بس طبعا
التوبة أجمل دلوقتي حاسة إني أطهر وأنقى.
مش خايفة من الموت زي الأول طبعًا.. أنا دلوقتي
برضه خايفة من الموت بس مش زي ما كنت باكلّمه.. حاسة إني مستسلمة لقضاء
الله بس خايفة أرجع تاني للكَبيرة دي، مرعوبة أوووي على طول في بالي.. على
طول الدموع مالية عيني بس مش باستسلم لها لأني لو انهرت ممكن نفسي تغلبني
وتخليني أتصل بيه.
نفسي ربنا يسامحني أنا وهو
ويهدينا ويهدي كل الشباب، ياريت تردّوا عليّ بس بلاش بقسوة لأن أوقات باشوف
ردود مستفزة من ناس بتبقى حاسة إنها مابتغلطش فبتعنّف اللي قدامها.. آسفة
للإطالة وجزاكم الله خيرًا.
allahakbr17 صديقتي... سعدت كثيرا برسالتكِ التي تعبر بروعة عن حب الله، ومجاهدة
النفس لتحقيق أعلى مراتب العبودية لله والخوف منه، لذا فإن ابتعادك عما
يغضب الله ويسيء إليك ينبغي أن يؤكد لكِ ما ستخفيه لك الأيام من قرة عين
وسعادة برضا الله.
فلقد أطعتِ الله يا عزيزتي على قدرك وعلى قدر ضعفك البشري رغم طاقة الحب
التي بداخلك، فانظري كيف سيكرمك الله على قدره وهو ملك الملوك، وهو الذي
وعدنا بوعود جميلة عندما نتّقيه، فقال: مَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ
مَخْرَجًۭا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ
عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُۥٓ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمْرِهِۦ قَدْ
جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَىْءٍۢ قَدْرًۭا.
وأبارك لكِ توبتك التي يفرح بها الله أكثر من فرحة عبده بضالّته إذا
وجدها، ولكِ أن تتخيلي كم من الخير الذي ستحيين به حياتك، وكم من الراحة
التي ستجدينها عندما تُناجين الله وتقولين إنك فعلتِ ذلك إجلالاً له ولعظم
منزلته في قلبك، فتستشعرين بأن الله هو وليُّكِ حتى وإن لم تجدي أصدقاء من
حولك؛ فعبادة الأنس بالله أجمل ما قد يمنحك السعادة والطمأنينة، لأن أولياء
الله الذين يجاهدون لطاعته ويرون الله في كل ما يفعلونه لا خوف عليهم ولا
هم يحزنون.
وأنتِ اخترتِ طريق الراحة رغم مصاعبه؛ فهناك من يعتقد أنه يحافظ على حبه
إذا استمر في علاقة غير رسمية، وينسى أن الله هو مَن في يده مقادير
الأمور، فإذا قدّر الله الأمر ظن صاحبنا أنه حصل على الشيء الذي يريده
بيده، ولكنه عندما حصل عليه كان معه الذنب الذي يمكن أن ينزع البركة من
حياته وينقص سعادته، أو لا يقدّر الله استمرار العلاقة فتسبب عنده آلامًا
قد تلقي به -إن لم يتعلمْ منها ويتُبْ- إلى المزيد من التجارب الخاطئة، أو
آلام ومفاهيم مضللة تعكس سوداوية على حياة كان بإمكانه الحفاظ على إشراقها
ونقائها.
ولذلك عندما نبهنا الله وقال: "وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخۡدَانٍ" وجعل
للعلاقة بين الشاب والفتاة حدودًا؛ لم يفعل ذلك لكي يؤلمنا ويعذبنا بل
ليحمينا من إزهاق أرواح مشاعرنا التي بالتأكيد ستتأثر بأي اتجاه خاطئ،
وأقام لنا الطريق المضيء الذي إن اتبعناه لن نحصد سوى الطمأنينة وسكينة
النفس.
وهناك قصة حقيقية حدثت لاثنين كانا متحابيْن جدا جدا، وكان مَن حولهما
يعلمون بأمر حبهما ومدى تعلقهما، وكانا لا يفترقان بعد دراستهما في كلية
واحدة، وعندما التزم الشاب أخبر فتاته أن يوقِفا العلاقة حتى ينهي دراسته
ويبني مستقبله ليتقدم لها وتكون علاقتهما وقتها ترضي الله.. وبالطبع تعذبا
كثيرا -وما أجمله من عذاب عندما يكون لله- وكان يطمئن عليها من أخته، ومرت
أعوام وتزوجا وبارك الله لهما في هذا الحب، وأنجبا خمسة أبناء.. ويقسم
الشاب أن الرومانسية لا زالت موجودة بينهما لم تفتر ببركة رضا الله.
صديقتي العزيزة.. أنا أقدّر كثيرا فترة العذاب التي تحيَيْنها الآن، ومن
حقك أن تشعري بها لأنك في أوج مراحلك العاطفية، وهي من أجمل الفترات التي
ستمرين بها إن استطعتِ تطويع هذا الاحتياج لكي يجعلكِ أكثر سعادة.. فإذا
كان لا بد وأن تمري بها؛ فلماذا لا تقررين أن تَسعدي فيها بقدر إمكانك حتى
تكتمل سعادتك بالزواج بإذن الله، وتكون هذه المرحلة إضافة لكِ الآن
ولسعادتك مع شريك حياتك فيما بعد.
فكري في أشياء تحبين فعلها مهما كانت بسيطة، وشيئا فشيئا ستجدين تفكيرك
قد احتوى أمورًا أخرى تشغل اهتمامكِ وتسعدك، ويمكنك البحث في هواياتك التي
ستنعشك وستجدد دماء حياتك وستضيف إليك خبرات.
ويمكنك تصريف طاقة
الحب القوية بداخلك تجاه أي فرد من عائلتك قريب منك، أو تقومي بعمل تطوعي
تُسعدين فيه أشخاصًا آخرين، أو تعلّمين فيه الأطفال أو تحْنِين على أيتام
(أنا أتيح لك أمثلة وأنتِ أكثر قدرة على معرفة ما يناسبكِ وما يتفق معك)؛
فتسعدين بما تفعلين وتملئين حياتك ووقتك، وتأكدي أن أي عمل أو فعل مفيد
سيضيف إليكِ، وسيزينك بخبرات تجعلك أكثر تهيئة لإنجاح علاقتك الزوجية،
وستجعلك أكثر جاذبية في عينيْ حبيبك عندما يرتبط بكِ ويجدك تشعّين بهجة
وحبًّا بما تفعلين، ويجد عندك عدة جوانب لشخصيتك ينبهر بها ولا يمَلّها،
بدلا من تركيز الأضواء كلها عليه، فتأخذ الحياة اتجاهًا واحدًا وتفقد
بريقها بعد استقرار مشاعر الاشتياق واللهفة.
لذلك فهو قرارك يا صديقتي بأن تحققي الرضا عن حالك، والرضا والسعادة لا
ينحصران في موضوع واحد، ولن تأتينا إلا إذا سعينا نحن إليها.. وتشبُّثكِ
بأن تُسعدي نفسك في كل الأحوال سيجعلك تتعودين حالة من الرضا ستكون ذخرًا
لكِ مما قد تتعرضين له في أي حدث قادم في حياتك.
ورمضان فرصة رائعة لتقوية النفس، وتكوين رصيد ذهبي للهدوء النفسي بذكر
الله كثيرًا؛ "الَّذِينَ آمَنُوا۟ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ
اللّهِ أَلاَ بِذِكۡرِ اللّهِ تَطۡمَئِنُّ الۡقُلُوبُ" ، والدعاء كثيرًا
فالدعاء فيه كنوز أخرى ورحمات كثيرة وليس فقط تحقيق الأمر المراد.. وأما عن
سؤالك عن أدعية لتفريج الهم والكرب، فأذكر لكِ منها:
قال صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب مسلمًا قط همّ أو حزن، فقال: اللهم
إني عبدك، وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك عدل في قضاؤك،
أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من
خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور
بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله تعالى همه وأبدل مكان حزنه
فرحا".
وقال صلى الله عليه وسلم: "دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو؛ فلا تكِلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت".
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من هذا الدعاء: "اللهم إني أعوذ بك
من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال".
وإذا كررت هذه الجمل الآتية في اليوم ثلاث مرات صباحًا ومساءً وجب على الله أن يرضيك في هذا اليوم:
" رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولاً".
مع تمنياتي لكِ بالسعادة الحقيقية في كل أمور حياتك.