كل فتاة تحلم بيوم يرزقها الله بزوج صالح
ويكون لها مملكتها
الخاصة ولكن وهى تحلم برجل غير قابل للبيع والشراء بل تحلم برجل على مقدار
تلك الكلمة وما يشتمل عليها من صفات الرجولة من المروءة والشهامة والنخوة
والقوامة، ولكن الغريب عندما نسمع فى زماننا هذا ما يقال من الناشطة
الكويتية من شراء أزواج من أجل حل مشكلة العنوسة وأيضاً لتحسين النسل فهذا
هى أكبر مشكلة ليس لحل مشكلة العنوسة بل لإقامة مشاكل جديدة وهى مشكلة
إقامة أسر مفككة وأيضا وجود مشكلة المطلقات والأبناء ضحايا هذا الزواج لأن
من الطبيعى عندما يصبح الزوج يشترى فإذ لم تعجب به الزوجة تقوم باستبداله
بزوج آخر، فتدمر الحياة الأسرية ويصبح المودة والرحمة غير موجودة لأن
الفتاة التى تحلم بزوج فإنها تحلم برجل يحتويها وليس بسلعة تشترى أو يكون
مقومات اختيار الزوج على الشكل فقط، وخاصة أن ديننا الحنيف جعل الزواج
شيئاً مقدسا واختيار الزوج ليس بالشكل ولكن بدينه وخلقه، وذلك كما قال
الرسول صلى الله عليه وسلم( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا
تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير) رواه الترمذى.. أو كما قال.
فهذا هو المقياس فإذا رجل قبل بشرائه فضاع خلقه لأن من مكارم الأخلاق للرجل النخوة والشهامة فأين نجد ذلك بعد بيعه لنفسه؟؟
والغريب عندما تتحدث هذه الناشطة وتقول إن الكويتيات ذوات شخصية قوية فلا
تريد رجلا قوياً ولكن لم تعلم هذه الناشطة بأن كانت المرأة ذات شخصية قوية
فإنها تريد زوجا يكون أكثر قوة فى شخصية من أجل أن يحتويها) وخاصة أن
الحياة الزوجية ليست بمعركة بل رحمة وسكن، وصدق الله العظيم عندما قال )
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ
فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (
فهذا الشىء الذى تدعو إليه تلك الناشطة من أجل حل مشكلة العنوسة شىء يبعدنا
عن ديننا وقيم مجتمعنا العربى فهل نسيت قول الله سبحانه وتعالى ﴿لَوْ
أَنْفَقْتَ مَا فِى الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ
وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ﴾ فإن الزواج قدرا من الله فلا أحد
يستطيع أن يٌكون هذه الألفة إلا من عند الله سبحانه وتعالى وهل إننا
سنستيقظ فى يوم ونجد فى صفحة الإعلانات عريسا للبيع؟!! لأن إذا حدث ذلك
فإنها ستزيد مشكلة العنوسة لا تحلها لأن من تلك الفتاة التى ستتقبل أن يكون
شريك حياتها يُباع؟
ولكن إذا كانت مشكلة العنوسة أصبحت متزايدة ليس فقط فى الكويت بل فى
مجتمعنا العربى، وعلى الرغم من تعدد أسباب وجود هذه المشكلة ولكن الحل يصبح
على الوقوف على أسباب هذه المشكلة، فمثلا إذا كانت البطالة هى سبب فلابد
من التفكير فى حلها، وإذا أصبحت المغالاة من أهل العروسة فى طلباتهم فلابد
أن تعى أسرة الفتاة أن هذا العريس مثل ابنهم فماذا ترضى هذه الأسرة
لابنها؟! وإذا كان بعض أسباب العنوسة هو انغلاق الفتاة وإنها ليس لديها
محيط اجتماعى فدعنا نرجع للوراء وهذا ليس عيبا ونتبع طريقة الزواج المعروف
باسم زواج الصالونات، ولكن أريد أن أقول شيئا فإذا تم حل هذه المشكلات
المسببة للعنوسة فمن الطبيعى أيضاً نجد فتيات لم يمنّ الله عليهم بالزواج
ولتعلم كل فتاة لم يكتب لها الزواج أو لم يحن إلى الآن أن تتزوج فهذا ليس
عيباً فيها ولكنه نصيب، فاستمرى فى طريقك لرضا الله ولا تذهبى إلى طريق
ظناً منك بأن هذا الطريق سيزوجك ولكن تذكرى قول الله سبحانه وتعالى
﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن
تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ
تَعْلَمُونَ ﴾.