أنا عندي 27 سنة، ومشكلتي إني مابقيتش أثق في
البنات نهائي, والسبب في كده إني خطبت 6 مرات، والموضوع فشل؛ لأني مع الأسف
بعد ما خطبت دخلت بيهم قبل الجواز.
أنا عارف إنكم هتفتكروني باضحك على البنات؛ إنما
أحلف لكم بإيه إن نيتي بتكون خير؛ بابقى زي أي واحد عايز يتجوز، وبادخل
البيت من بابه بشكل تقليدي جداً، ونتعرف على بعض، وفي خلال 6 شهور بالكتير
نبقى عملنا كل حاجة كأننا متجوزين بقالنا 30 سنة.. وبالتالي تقلّ أو تنعدم
ثقتي في البنت اللي هاتجوزها.
أنا مش شخص عابث، ومش في دماغي؛ بالعكس أنا معدوم
الخبرة، وماعرفتش بنات قبل ما أخطب غير بنت واحدة، وكانت هي الحب الوحيد
في حياتي، وفضلنا سوا حوالي 8 سنين، وفشلت كل محاولاتي إني أرتبط بيها
رسمي؛ بسبب مشاكل بين أهلي وأهلها.
ولما اتفقنا ننهي موضوعنا وارتباطنا هي اتجوزت، وأنا قررت أتجوز أنا كمان؛ بس مع الأسف مش قادر عشان المشكلة دي.
حاجة أخيرة أحب أضيفها إن أهلي شاروا عليّ بـ4
بنات منهم، والاتنين الباقيين أنا اللي نقّيتهم، وكلهم ولاد عيلات محترمة
جداً؛ عشان ماحدش يقول لي: خلي أهلك ينقّوا لك.
وطبعاً ماحدش يعرف اللي بيحصل لا أهلي ولا أهل
البنات؛ لأني بابقى عاوز لهم الستر، وكل مرة أخترع سبب عشان نفركش؛ لحد ما
الناس كلها فهمت إن فيّ حاجة، غلط والبنات بتهرب مني.
ساعدوني أرجوكم.
Fapiano كم أنت بريء يا صديقي، كم أنت حَمَل وديع، فاقد للخبرة التي توقعك في
الخطأ؛ ليس مرة أو مرتين أو ثلاثة؛ بل ست مرات في براثن فتيات يسيل لعابهن
حين تتقدم لهن!!
لكنني سأريك نفسك على حقيقتها التي لا تريد رؤيتها؟ لقد أرسل لي شاب في
مثل عمرك تماماً رسالة يبكي فيها من حُرقة قلبه على ما اقترفت يداه حين كان
يعبث بأجساد الفتيات -يتحرش فقط- وما فعله بهن على مدار عام فقط أيضاً،
ويطلب مني أن أنصحه كيف يكفّر عن أخطائه، بعد أن عاد لله سبحانه وتعالى
راجياً عفوه، طالباً غفرانه، يتمزق قلبه مما كان عليه، ويطلب مني الوسائل
التي يمكن أن يقوم بها ليُصلح ما أفسده في حق تلك الفتيات؛ لأنه يعرف
عناوينهن.
وكنت متفهّمة لتوبته، وشاعرة بندمه ورغبته الصادقة في التكفير عما بَدَر
منه، ونصحته بما فتح الله عليّ به، وشجّعته على الاستمرار في توبته وتكفير
ذنوبه.
وعلى الرغم من أن كثيراً من القراء لم يوافقوني على تقبّلي له وبثّ
الأمل في نفسه؛ فإنني أصررت على رأيي؛ لأنه تاب بصدق، وندم، وعرف كم تجرأ
على حدود الله العظيم، وأنه هالك لا محالة إن ترك نفسه على ما هو عليه يعيث
في الأرض فساداً ويعترف بأنه كان مخطئاً، ويرى ما اقترف على حقيقته.
أما أنت فأراك لم تتفوّه بكلمة ندم واحدة، ولم تعبر عن خِزيك من نفسك
وخيانة الأمانة بينك وبين ربك العظيم، الذي كان يراك وأنت تخونه، وتخون
البيت الذي دخلته وائتمنك أهله حتى قرروا أن يعطوك ابنتهم؛ لتحيا معك ما
تبقّى لها من عمر، لتصونك وتربي أبناءك.. ولم ترَ أنت -ولو مرة واحدة- أنك
مخطئ، أو فعلت شيئاً مشيناً تخجل منه؛ حتى لم تتخير ألفاظك وأنت تُلقي في
وجوهنا سطورك، وأنت تتحدث عن تلك المجزرة التي قمت بها؛ بل تتحذلق وتتحدث
وكأنك تتحدث عن فعل عادي ليس مشيناً يعقبه فضائح وإفساد كبير في المجتمع.
هل فكّرت كيف أن ستتزوج أية فتاة بعد ما فعلته بها لمدة شهور؛ وكأنك
متزوج منها منذ ثلاثين عاماً؟ هل شغلت نفسك بأي منهن كم ستكره نفسها أو
تكره الرجال؟ أو تضطر للقيام بعملية قذرة على يد طبيب قذر يأخذ من شرفها
وشرف عائلتها مرة أخرى قبل أن يسترها؟ أو طبيب مقدّر لظروفها -هي ونصيبها-
فيغرق المجتمع في أمراض نفسية واجتماعية وضياع للقيم والأخلاق والثقة؟
هل فكّرت في ذلك الرجل الشريف الذي يريد أن يرضي الله؛ فيتزوج إحدى
ضحاياك فتحوّل حياته لجحيم لو عرف؛ وكل ذنبه أنه تصور أنها شريفة وأنه أول
رجل في حياتها؟
هل شغلت نفسك بحالتهن النفسية والعصبية، وعرقلة حياتهن بعد ما كان بينك وبينهن؟
هل فكرت في إمهال الله سبحانه وتعالى لك حتى تلك اللحظة برغم قدرته على عقابك طوال عمرك، ولم تقتنص تلك المهلة حتى الآن؟
هل فكّرت في أن ما فعلته بتلك الفتيات هو نفسه سيكون سبب شقائك؛ لأنك لن
تثق في أية فتاة بعد الآن بسبب ما فعلته مع فتيات العائلات المحترمة جداً؟
هل إذا تزوّجت ستطمئن على ابنتك ألا يغدر بها غادر، ثم يقول: لم أكن أقصد أن أفعل ذلك فيها ولكن...؟
هل تصدّق نفسك بأنك لست هذا الرجل الذي يغوي الفتيات الواحدة تلو الأخرى
حتى يحصل منها على ما يريد، ليقول لنفسه: هن العاهرات ولست أنا الذئب؟
هل تتصور أنه قد يكون لديك مرض نفسي يجعلك تُثبت لنفسك أن كل الفتيات
خبيثات خائنات كان يكون لك علاقة بامرأة كانت لك رمزاً فتحطم؛ ولكنك لا
تقوى على الحديث عنه؟
هل تصدق أن علاقتك النفسية بالمرأة علاقة غير سوية تحتاج لتدخّل نفسي؛
لأنك تراها مكان لإفراغ الشهوة، وأنها كائن وضيع، ولا تستطيع أن تراه
طاهراً أو أُماً نظيفة أو أمينة؟
هل تصدّق أنك قد تكون في حالة انتقام محموم لِمَا فعلته بك فتاتك الأولى، وأنك أسرت نفسك بقيودها؟
هل لاحظت أنك تتنصل من مسئوليتك تماماً، وتصوّر لنفسك أنك إنسان طيب
أحَبّ وفشل في الزواج ممن أحبها في الحبيبة الأولى، وأن تلك الفتيات هن
المخطئات وحدهن؟
ألم تدعهن بكلامك الرقيق ونظراتك الحالمة ولَمَساتك المؤثرة؛ ليقعْن في شباكك الواحدة تلو الأخرى؛ فضعُفَت مقاومتهن؟
هل تُبِرّئ نفسك؛ لأنك منذ بدأت فِعل تلك الجريمة النكراء التي يهتزّ
لها عرش الرحمن، وأنت توضح من ثاني فتاة عرفتها، ودخلت بيتها أنك تترك من
تسلمك نفسها؛ وكأنك قد نفّضت يدك من مسئولية تلك الجريمة؛ ولكنهن لا يتعظن؟
هل واجهت نفسك بأنك زانٍ، وأن ما تفعله اسمه زنا؟ هل واجهت نفسك بأنك ذبحت تلك الفتيات وأهلهن؟
ولا تتصورْ أنني أقول إن الفتيات اللاتي وقعن في يدك بريئات عفيفات لم
يفعلن خطأ؛ بل فعلن كل الخطأ حين خُنّ أماناتهن مع الله سبحانه، وخُنّ
أهلهن؛ بل ومنهن من ستكمل مسيرة الخيانة فتخون زوجاً في المستقبل لم يقترف
ذنباً.
فلا تتّخذ دخولك للبيت من بابه ذريعة تقولها لنفسك لتتنصل من كونك ذئباً
بشرياً بجدارة، ولقد تعمّدت القسوة عليك، وتعمّدت ألا أحدثك عما يجعلك
تفهم وتعي لماذا تفعل ذلك مع الفتيات، وكيف تتأكد من وجود فتيات شريفات
لتتزوج إحداهن؛ لأنني لم أرك صاحب مشكلة، ولم أرك تتمنى التوبة أو تخليص
نفسك مما ينتظرك من عقاب؛ أياً كانت عقيدتك.. فنحن هنا لحل مشكلات البشر
الذين أخطأوا في حق أنفسهم، أو حق الآخرين، ويرجون أن يجدوا حلاً
لمشكلاتهم؛ لأنهم تعبوا أو ندموا مما قاموا به.
ولا نمدّ يدنا لبشر لا يشعرون بوجود مشكلة، أو ما اقترفت يداهم؛ ولكن
يريدون منا فقط كارتاً أخضراً ليزدادوا فساداً، أو لينشروا بكلامهم الفساد
في المجتمع أو لنحلّ لهم مشكلة ليكملوا بها دناءتهم؛ فإن أفقت وأردت أن
تكون نظيفاً تائباً بصدق؛ فنحن هنا لأجلك، وأهدي تلك السطور التي سطرتها
بيديك للموقع لكل فتاة حتى لا تنسى نفسها، أو تنسى ربها أو تنسى أهلها،
وتترك العنان لمشاعرها، ورغبتها في الزواج لمثل ذلك الذئب البشري؛ حتى وإن
تقنّع ودخل البيوت من أبوابها.