محمود السبع اوسمتى
عدد المساهمات : 782 تاريخ التسجيل : 08/06/2011 العمر : 58 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001676606043
| موضوع: لعنة الجمال والميل نحو الرجال الإثنين يوليو 04, 2011 9:56 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أنا بنت عادية جداً، سني 25، أتمتع -والحمد لله- بقدر عالٍ من الجمال والمقومات الأنثوية كما أسمع دائماً.
أنا بس عايزة أسأل: هل الجمال ممكن يكون في يوم من الأيام نقمة على صاحبه؟
أنا بدأت حياتي العملية من حوالي سنتين ونصف، انفصلت فيهم عن خطيبي وبدأت أَلْهِي نفسي بالشغل ومحاولة التفاني في عملي؛ بس دايماً باحسّ إن اللي بيعلّيني ويرقّيني هو جمالي وأنوثتي مش إني باشتغل ولا دماغي كويسة.. أنا في الأول ما كُنتش فاهمة كده أنا كنت فاكرة إن الناس بتحب فيّ طيبتي وصدقي زي ما بيتقال لي من بعض الناس، اللي اكتشفت إنهم بينافقوني برضه عشان يكسبوا رضايا.
كنت كلما استقر في شغل ألاقي إن الترقيات والمجاملات والمعاملة الحلوة دي بس عشان شكلي، وبالعكس يبدأوا يحقّروا من شغلي عشان يهبّطوني وتبقى دي وسيلتي في الحفاظ على عملي؛ بس المشكلة الأكبر إن الموقف بقى بيتكرر، وساعات باشوف ده في عيون صاحب الشغل من قبل حتى ما أشتغل؛ تبتدي الأول بتقدير غير عادي لإمكانياتي وشغلي، وبعدين إنتي أميرة وبرنسيسة ولازم نعمل لك ونعمل لك.
فيه إنسان قريب ليّ أوي قال لي "إنتي مشكلتك إن كل واحد بيلاقي فيكِ فريسة وطمع عشان طريقتك الحنيّنة وصوتك الواطي وهدوئك وأنوثتك اللي كاشفة نفسها، والراجل بينجذب للضعف والحنان اللي بيبان في عينيكِ وتصرفاتك".
وأنا ما باحبش أزعّل حد ولا أجرح حد بكلامي.. هل ده عيب ومطمَع؟ وأعمل إيه عشان أتغير والناس تحترمني وتبص لي بصة تانية؟
gigi
يفضّل بعض رجال الدين عدم الاختلاط بين الجنسين في العمل وغيره من نواحي الحياة, ومشكلتك توضّح مدى صواب هذا الرأي؛ إلا إذا تمتّعت المرأة العاملة بمقوّمات معيّنة في شخصيتها تحميها وتواجه بها زملاء العمل بجوار إتقانها لعملها وتأهّلها له.
إن التركيبة النفسية لأية أنثى تحتوي على ما يسمى بـ"النزعة الاستعراضية" أي ميل الإناث إلى استعراض الجمال والمفاتن بطريقة لاشعورية أي دون وعي أو قصد منا؛ فنحن نسعد بأن نكون محطّ أنظار الآخرين، ولذلك أَمَرَنا الله سبحانه وتعالى بالحجاب وستر المفاتن حتى لا نترك المجال للنفس الأمارة بالسوء -في اللاشعور- أن تتحكم في سلوكنا, وحتى لا نستنفرّ "نزعة النظر" (الميل للبصبصة) عند الرجال فيأكلوننا بعيونهم.. إلى جانب أن سعادتنا بالجمال والأنوثة تستدعي لنا بالضرورة نظرات الرجال, وبهذا يمكن أن أحجب مفاتني بالحجاب؛ ولكن لغة الجسد وتعبيرات الوجه تشي بما يدور في رأسي من الشعور بالسعادة عند سماع عبارات المديح في الجمال والأنوثة؛ مما يدفع الرجال إلى الاستمرار في التركيز على أنوثتي حتى لو خبّأتها بحجابي.
لقد لفت انتباهي بعض التعبيرات التي وردت في رسالتك والتي تشي بما يدور في نفسك من اهتمامك وتركيزك على الجمال الذي وهبه الله لك مثل: "أتمتع بالجمال والمقومات الأنثوية كما أسمع دائماً"؛ ذلك التعبير الذي أسمَعَهُ لك أحد الرجال على الأرجح, والتعبير الثاني: "إنسان قريب لي أوي"!! لماذا إنسان وليست إنسانة؟!!
إن إتقانك لعملك لا يكفي لنجاحك في هذا العمل؛ ولكن هناك الحزم في العلاقات والكلام مع الآخرين، وعدم السماح لهم بالتحدّث في أشياء خاصة جداً لا يصحّ التطرق إليها بين الذكور والإناث في العمل.
إن أكبر غلطة تقع فيها أي امرأة عاملة أن تتحدث في خصوصياتها مع الرجال؛ لأنها بذلك تفتح الباب للشيطان على مصراعيه, إن مجال العمل به كثير من النساء اللائي تتفاوت أعمارهن وخبراتهن في الحياة.. إن لجوءك لرجل واستشارته في خصوصياتك دليل قاطع على أن النفس الأمّارة بالسوء -التي تتضمن الميل نحو الجنس الآخر- فَعَلت فِعلها معك دون أن تشعري, وأعطت الضوء الأخضر للرجال الآخرين أن ينظروا إليك ويتحدثوا معك فيما لا يرضاه ضميرك وتعانين منه الآن.
لقد ذكّرتني بالأميرة الراحلة "ديانا سبنسر" التي كانت تسعى في البداية لجذب وسائل الإعلام والصحفيين إليها حتى تشتهر وتظهر وتعلو على بقية أفراد الأسرة المالكة, وعندما تحقَّقَ لها ذلك ظهرت مأساتها ومعاناتها من مطاردة الإعلاميين لها في كل مكان تذهب إليه حتى أودوا بحياتها.
لقد بدأتِ عملك بعد فسخ خطوبتك وذهبت لهذا العمل وأنت تقولين لنفسك: أنا جميلة ويتمناني عشرات غيره.. واستعنت بكل أسلحتك الأنثوية لتحقيق هذا الهدف، ومَن حولَكِ التقطوا هذا الخيط, وتمادوا فيه؛ مما سبّب لك الضيق والمعاناة.
إن من يقول لك: "أنت أميرة وبرنسيسة" قد لَمَح السعادة والنشوة في ملامحك.. ولو أنك أبديت امتعاضك ورفضك -بالملامح أيضاً- لما تجرّأ واستمر في حديثه وفهمه الخاطئ لك.
إن ملامحنا وتصرفاتنا يمكن أن توقف أي متطفل أو متطاول عند حده إذا تجرّأ علينا.. وكثير من النساء يُطلَق عليهن عبارة "دي راجل" أي أنها تستطيع أن تحمي نفسها من تطاول الآخرين عليها بثقتها في نفسها ووضوح هدفها وسعيها لتحقيق هذا الهدف دون غيره.
لقد شاهدت حديثاً لراقصة شهيرة في أحد البرامج تقول: "زوجي يثق فيّ جداً مهما كانت ملابسي؛ لأنه يعرف إن أنا بمية راجل".. هي هدفها الفن والشهرة وركّزت في ذلك، وتحقّق لها ما أرادت -بغضّ النظر عن مشروعية هذا الهدف بالطبع.
إن الجميلات كثيرات في مختلف مجالات العمل, ولم يمنعهن الجمال من النجاح في العمل وإقامة علاقات متّزنة ومحترمة مع زملائهن من الذكور والإناث، كالتحدّث عن العمل واكتساب خبراته، وإلقاء التحية والمجاملة في الأفراح والأحزان، وغيرها من العلاقات والأحاديث التي لا تتطرق إلى الشياكة والحلاوة والأنوثة والجمال والحنّيّة والراحة.. إلخ.. فتلك مفاتيح الشيطان التي تقودنا إلى ما لا يرضاه خُلُق أو دين
| |
|