أنا مشكلتي كلها في إحساسي.. أنا مخطوبة من فترة
صغيرة لم تتعدَ الشهر بعد، وكان اختياري -والحمد لله- بناء على الأسس
المهمة لاختيار الزوج الصالح، والحمد لله بعد فترة تعارف ارتحت له جداً؛
لكن جوايا إحساس كبير من الخوف من كتر المشكلات اللي باسمعها وباشوفها من
الغدر أو إني أتخدع في الشخصية اللي قدامي مع إني ما شفتفش مؤشر لده.
إحنا متفاهمين جداً مع بعض، وبنتكلم بصراحة عن
الأحساسيس اللي جوّانا، ولما بيحسّ بقلقي ده بيقدّره؛ بس زي ما قلت لكم،
مشكلتي في شعوري ده إنه بيغطّي على فرحتي اللي المفروض أعيشها مع الإنسان
اللي كنت أتمنى فيه الصفات اللي لقيتها؛ فده شعور يكاد يكون مش مخلّيني
أنام.
على فكرة إحنا حياتنا العائلية مستقرة الحمد لله،
يعني ما شفتش بعيني نماذج سيئة لرجال؛ ولكن ده من اللي باسمعه.. وهل فترة
الخطوبة دي المفروض الواحد يحطّ التاني في اختبارات ولا كفاية علينا
التعامل بالوضوح والصراحة؟
thewhite صديقتنا العزيزة..
{إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا}.. هذا عمل الشيطان الأساسي
ووظيفته الأصلية أن يحزن الإنسان، وأن يحُول بينه وبين ما يُسعده، وأن
يُفسد الأمور الصالحة.. {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء}.. يريد أن
ينغّص على الإنسان لحظات سعادته ليُقنطه ويُيئّسه من فضل الله.. فيهجر حمد
ربه وشكره والإحساس بنعمته عليه.
والله سبحانه قد أسبغ عليك من نعمه، واستجاب لدعائك ورزقك الزوج الصالح
الذي تقرّ به عينك ويسعد به قلبك، ولكن يأبى إبليس إلا أن يُدخل الحزن
والهم في قلبك، ويدفعك إلى تخيّل نماذج لعلاقات فشلت فيسيطر عليك الخوف
والقلق.. وهذه حالة أريدك أن تتخلصي منها بسرعة قبل أن تتمكن منك وتتحول
وساوس تؤثر على حياتك ومستقبلك.. تسألينني كيف؟
- عليك أولاً أن تستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وأن تتقربي من ربك ليصرف عنك إبليس ووسوسته ويجنّبك كيده.
- عليك ثانياً أن تتقربي أكثر من خطيبك وأن تتعرفي عليه أكثر حتى تحبيه وتشعري معه بالأمان والرضا.
- عليك ثالثاً أن تعلمي أن الحياة فيها كل شيء، وأنها ليست كلها تجارب
فاشلة ولا نماذج سيئة، وليست كلها قصص خداع وخيانة؛ بل فيها من قصص الحب
الرائعة وتجارب الوفاء المبهرة ونماذج التضحية والإخلاص.. ولست ببعيدة عن
كل هذا فأمامك علاقة والديك اللذين أحسنا تربيتك ينعمان بعلاقة طيبة
ويسعدان معك في دفء الحب الكبير.
- عليك كذلك أن تعلمي أن النعيم المقيم هو في الجنة فقط، وأن الدنيا دار
اختبار وابتلاء وأكدار فيها لحظة سعادة ولحظة حزن.. لا تخلو من وجود مشكلات
ومعوّقات حتى يشعر الإنسان بطعم السعي والنجاح والعمل والبذل والكفاح، إن
الحياة تحتاج إلى ملح حتى يكون لها طعم؛ فعليك أن تعرفي ذلك حتى إذا ما
صادفَتك مشكلة ما مع خطيبك فلا تشعري أنها نهاية الدنيا.
أنت لؤلؤة بيضاء نقية والله سبحانه يقدّر لك الخير ويرزقك ما تتمنين
فاحمديه سبحانه على ما رزقك واشكريه على أن خصك بزوج صالح ولم يحرمك من
نعمة السعادة ومتعة الحب وفضل الرضا منه سبحانه.. اصرفي عن نفسك هذا
الشيطان بكثرة العبادة والطاعة والتقرّب إلى الله والدعاء والاستعاذة به من
إبليس وشره.. وأتم الله عليك نعمة السعادة أنت وزوجك في رحاب بيتكما
السعيد آمين.