أنا متزوجة من 5 سنوات زواج تقليدي (زواج
صالونات)، في البداية كنت مبهورة بجمال خطيبي، وبعد كده بدأت ألاحظ إنه
مابيجيش عندنا، خطوبتي كانت 10 شهور، شفت خطيبي فيهم 4 مرات فقط في
المواسم.
المهم لما كنت أسأل أهلي هو ليه مش بييجي عشان
أقعد معاه ونفهم بعض؟ يقولوا لي إنه مشغول، وربنا يعينه.. طب ليه مش بيتصل
بيّ؟ يقولوا لي: مش فاضي.
في الفترة دي أنا كان عمري 20 سنة، وما كنتش أعرف
سنه.. في يوم كنت عند خالي، وبحكم إن خطيبي قريب أمي وجار خالي، فوجئت في
يوم جمعة إنه راجع مع بنات أخوه كان بيفسّحهم، ولما واجهت أهلي إنه فاضي
وبيفسّح ولاد أخوه ومش فاضي ييجي زيارة ليّ، ردوا عليّ وقالوا لي: بلاش
غلّ، وإيه يعني أما يفسّحهم؛ مع العلم إن أبوهم موجود.
المهم حسيت بتعب شديد وقهر، وعندما جاء موعد كتب
كتابي كان من المفترض إنها شبكة وكتب كتاب، وهنا كانت الصدمة، وماجابليش
شبكة، وحطنا أمام الأمر الواقع، وفوجئت بسنّه؛ بس بعدما اتكتب الكتاب، كان
عنده 36 سنة، هنا أنا اتصدمت، وحسيت إني هاموت.
المهم تزوجت بعدها بأسبوع، من غير فرح؛ كأنه ميت
لنا ميت، وأنا كنت سلبية، ولا شفت فرشي، ولا اخترته.. وأتت الفاجعة، وهي إن
أخت جوزي طردت أمي وأهلي من بيتي؛ بحجة "سيبوهم براحتهم".. والفاجعة
التانية عندما اتقفل باب علينا، اتضح إن جوزي عنده -بعد الكشف- سرعة قذف،
ورهبة جنسية.
المهم طلبت الطلاق؛ فأهله طلعوا عليّ إني مش باخلّف بعد جواز 4 شهور.. اضطريت إني أقعد معاه، ربنا أكرمني بطفلتين عشان صبرت.
المهم أنا دلوقتي سني 25، وجوزي 41، وفرق السن
تاعبني، وعدم اكتمال العلاقة بينا تاعباني، وأنا تعبانة نفسياً وحاسة إن
عمري بيضيع، وخايفة أتطلق عشان ماليش مكان أقعد فيه، وخايفة أكمّل معاه
أغضب ربنا؛ لأني حاسة بأنوثتي وبشبابي، وخايفة أضعف أمام كلام معسول،
وخايفة على بناتي؛ بس أنا وصل بيّ الأمر إني مش طايقة جوزي جنبي؛ بس لما
بيطلبني باوافق؛ بس طبعاً العلاقة مابتكملش.. وساعتها أنا باتعب جداً جداً.
أنا عاوزة أعرف أعمل إيه.. أنا مشتتة الذهن والتفكير.
Gana hana احترمت إرسالك لمشكلتك وبحثك عن حل، وأصارحك بأنني شعرت بالخوف الشديد
عليك؛ فقد "بدأت" رحلة البحث عن علاقة مع غير زوجك، واتضح ذلك من قولك إنك
تخافين من الضعف أمام الكلام المعسول؛ لأنك تحسّين بأنوثتك وشبابك..
وهو ما سيلاحظه -بأسرع مما تتخيلين- أي رجل عابث؛ ولذا خِفْتُ عليك؛
فسيسهل عليه السيطرة عليك لإشباع غرائزه، ثم التخلّي عنك بسهولة فور افتضاح
أمركما -لا قدر الله- كما يحدث في الحالات المشابهة، والتي عايشتها بنفسي.
ولذا أخاف عليك؛ ليس من غضب الخالق فقط؛ ولكن من الفضائح أيضاً، وتطليقه
لك، كما أن زوجك أيضاً قد يضعف أمام الكلام المعسول والإغراءات؛ لأنه يثق
أنك لا تحبينه ولا تقتنعين به كرجل، ومن يشعر بهذه الأحاسيس يكون صيداً
سهلاً لمن تبحث عن زوج.. وقد ذكرت أن زوجك جميل الشكل أيضاً.
وأكاد أسمعك تقولين: ولكنه لا يعطيني حقوقي العاطفية والزوجية كما أرغب.
وأردّ بكل الحب والاحترام: لقد بدأت زواجك بظروف غريبة للغاية؛ فلا أفهم
لماذا تعجّلتِ الزواج وأنت في العشرين من عمرك؟ ولماذا وافقتِ على قلة
زياراته والمكالمات الهاتفية، وعدم إحضاره للشبكة، وعدم إقامة حفل للزفاف،
ولماذا لم تختاري أثاث بيت الزوجية؟
ولا يكفي القول بأنك كنت سلبية فقط؛ فمن الواضح أنك كنت تتعجلين الزواج؛
لوجود مزايا في زوجك مادية، وتعاملك معه كفرصة، مع انبهارك بجمال زوجك.
وكنت أتمنى اعتراضك على ما لا يعجبك، كما تمكّنت من الاعتراض بعد 4 شهور
زواج على سرعة القذف عند زوجك، وما أطلقت عليه الرهبة الجنسية، وهو ما
يدلّ على أنك عندما تريدين الاعتراض تفعلينه.
وكنت أتمنى ألا تتزوجي إلا بعد الاقتناع الحقيقي بزوجك، وأصارحك بأنني
تألمت وتعجبت كثيراً لمبالغتك في التألم من فارق السنّ مع زوجك؛ فهو ليس
عجوزاً في السبعين؛ فترفّقي بنفسك؛ فقد اخترت الزواج من زوجك حتى بعد علمك
بسنه لمزاياه، ولأنك كنت تريدين مغادرة بيت أسرتك لأسباب لم تذكرينها..
ومشكلتك أنك اختزنت ضيقك من قلة زيارات زوجك لك أثناء الخطبة، وغير ذلك
من التصرفات ولم تحاولي فتح صفحة جديدة معه بعد الزواج، وبالغت في الضيق من
قيام أخت زوجك بما سميته طرد والدتك وأهلك من بيتك، ولا أراه طرداً؛ فهو
في أسوأ الحالات افتقار إلى اللطف في التعامل.
أما عن سرعة القذف؛ فهو عرَض شائع يعاني منه أغلب الأزواج في بدايات
الزواج، ويزداد بالطبع مع إحساس الزواج بنفور زوجته منه، أو بتحفّزها للحكم
على أدائه كرجل؛ مما يشعر معه بتوتر بالغ، ويضاعف من سرعة القذف ليهرب من
الشعور بالضغط النفسي.
وأؤكد لك أن مشكلتك الحقيقية مع زوجك لا تكمن في اللقاء الزوجي؛ ولكنها
تتلخص في عدم رضاك عن زواجك منه، وشعورك باضطرارك للزواج منه، وبالقهر،
وتركيزك المبالغ فيه على فارق السن.. وحتى عودتك لزوجك بعد طلب الطلاق
لسرعة القذف، وهو ما أرى أنك تعجّلت به؛ فقد تراجعتِ خوفاً من اتهام أهله
لك بأنك لا تُنجبين، واضطررت للعودة إليه -كما ذكرتِ- وهو ليس سبباً
كافياً؛ فقد عُدتُ إليه؛ لأنك خفتِ من الطلاق في السن المبكرة، ولمزايا
زوجك، ولعدم ثقتك بالزواج من غيره، إذا حصلت على الطلاق وسط تزايد نسبة
تأخر زواج البنات، وصدقيني أشعر بألمك، ولا بد من إخبارك بأمانة تامة بكل
التفاصيل لتوقفي معاناتك للأبد.
وقد تألمت لقولك: إن الخالق أكرمك بطفلين لأنك صبرت، وأرى الكثيرين
والكثيرات ممن صبروا لتأخر الإنجاب ولم يفوزوا به، وأودّ أن تقولي: إن الله
أكرمك بالإنجاب؛ لأنه لطيف بعباده، وليس ثمناً لصبرك..
وأرى أن اللقاء الزوجي ليس ناقصاً كما تتوهمين؛ فقد أنجبت طفلتين،
وبإمكانك تحسينه بصورة لا تتخيلينها؛ متى اخترت تغيير نظرتك لزوجك، وطرد
التفكير بأنه مسنّ، وأن عمرك وأنوثتك يضيعان منك؛ فهذا ليس حقيقياً.
وصدقيني عندما تتعاملين مع زوجك بلطف وبنعومة وبأنوثة في كافة تفاصيل
الحياة اليومية، وتقررين التعامل معه كزوجة محبة وليس كمجرد مموّل
لاحتياجاتك المادية أنت والطفلتين، وعندما يشعر باهتمامك وباحترامك له
كرجل، وبأنك تُقبلين عليه بحب في اللقاء الزوجي، ستشعرين بإشباع رائع
لأنوثتك التي صنعْتِ الكثير من الحواجز النفسية أمام استمتاعك بها.
ولا أرضى لك بالاستمرار مع زوجك؛ لعدم وجود مكان تذهبين إليه؛ فهذا يسرق
منك فُرَصك التي تستحقينها لإسعاد نفسك بإعادة اختيار زوجك بكل الرضا، ولا
أحب استمرارك لمجرد الخوف على الطفلتين؛ فلا شك أنهما لن يستمتعا بالحياة
وسط والدين غير متحابين..
افتحي قلبك لزوجك، وامنحيه مشاعرك كأنثى، واختاري إنجاح زواجك، وعندئذ
فقط سيطول وقت اللقاء الزوجي، واقرئي هذا الردّ كثيراً، وتابعينا بأخبارك،
لتطمئن عليك.. ولا تسجني نفسك في سجن الألم؛ فقد أوجعني كثيراً عدم
استمتاعك بشبابك، وبطفلتين، وبزوج لم تذكري أنه يسيء إليك، أو يخونك..
وأشغلي أوقات فراغك بما يفيدك، ومارسي الهوايات والرياضة البدنية.. وأعيدي
النظر في حياتك، واختاري السعادة، ولا تتراجعي أبداً.