أنا كنت بحب واحد أوي، وفي فترة قلّ اهتمامه بيّ،
وقابلت واحد تاني حسيت إني مشدودة ليه أوي، خاصة إن مستوى تعليم التاني زي
مستواي التعليمي بالضبط. المهم صارحت حبيبي الأول بإني كنت باكلّم واحد
تاني، وإني كنت مشدودة ليه وهو علشان بيحبني سامحني.
والمفروض إننا هنتخطب قريب، لكن أنا مش قادرة أنسى التاني، وباتكلم معاه من وقت للتاني، بس على إننا أصحاب مش عارفة أعمل إيه؟
gege شكرا على ثقتك وصراحتك فأهم شيء لنتلقى الرد الصحيح على أي مشكلة أن نكون صرحاء مع أنفسنا قبل أي شيء.
أنت بحاجة إلى أن تجلسي مع نفسك وتفكري بعمق وترسمي في مخيلتك صورة
واقعية للإنسان الذي تودّين الارتباط به، فلا تطلبي أشياء خيالية سواء في
الشكل أو المظهر أو المستوى المادي والاجتماعي، وتذكّري دائما أن الكمال
لله وحده.
وأن مجرد الراحة لشخص معين ليس دليلا قاطعا على أنه نصيبك، فهناك مقومات وشروط أخرى لتبدأ حياة زوجية سعيدة بإذن الله.
كما أن الارتباط بأي شخص في النور والعلن يكون له جماله وروعته، بعكس
الحال حينما يكون في الظلام والسرّ، فمن المعروف أن الإنسان الذي يشكّل
ضلعا في المشكلة لا يستطيع أن يحكم حكما صحيحا، لذا فعليه اللجوء لشخص حكيم
يثق في رأيه وفي حبه وخوفه عليه.
وبالتأكيد فإن أول من يتوافر فيه هذان الشرطان هما الوالدان أو أحدهما،
وبالتأكيد أحد الإخوة، وارتباطك السري يحرمك من حقك الطبيعي في الأخذ برأي
من يحبونك بالتأكيد، ومن هم على علم بشخصيتك وظروفك وطموحاتك، وبالتالي من
يمكن أن يتوافق معك ومع شخصيتك..
المشكلة في أنك حتى الآن لا تستطيعين تحديد حقيقة مشاعرك تجاه الشابين،
ربما يكون الشاب الأول أخطأ حين قلّ اهتمامه بك، وأخطأ حينما لم يُبدِ لك
الأسباب المقنعة لهذا، وكان الخطأ الأكبر حينما ابتعد عنك وسمح لك أن
تتعرفي بآخر وتتعلقي به إلى هذا المدى.
ذكرتِ أنه حبيبك.. ولا أرى ولا أشعر من خلال كلامك أيّ صدى لهذه الكلمة
التي فقدت معناها، فكيف يكون حبيبك وتنسينه لفترة وعند عودته ما زلتِ
تفكّرين بهذا الشخص الآخر.
وكيف يحبك ويتساهل في تفكيرك وتعلقك بآخر، حتى وإن كان على علم بأنه هو
المخطئ في حقك فلا بد وأن يقدم لك الاعتذار اللازم، وأن يبدل من حاله
ويتلافى عيوبه السابقة التي كانت سببا في فرقتكما، وأعتقد أن استمرار
علاقتك بالآخر خير دليل على أن هذه العيوب لا تزال موجودة.
عزيزتي، ذكرتِ أن الشاب الأول مستواه التعليمي أقل من مستواكِ التعليمي،
أرى أن الفتاة يمكن أن تتزوج بإنسان أقل منها ماديا -إلى حد معين- ولكن
يمتلك من الطموح والأخلاق ما يعوض هذا الفارق، ولكن لا يصحّ أن يكون أقلّ
اجتماعيا أو تعليميا، صحيح أن هناك بعض الحالات تشذّ عن القاعدة، ويمكن أن
يطغى الحب والتفاهم وأشياء أخرى على المستوى التعليمي أو غير ذلك، ولكن في
هذه الحالة فنحن لا نستطيع رؤية أو التأثر بمميزات أي إنسان آخر.
أنت لم تشعري بالحب الحقيقي تجاه أي من الشابين، ومحادثتك لهما في نفس
الوقت خطأ فادح، فنحن نخطئ حينما نرتبط بشخص واحد في الخفاء لمدة طويلة،
فيمكن أن يبدأ تعارف بين فتاة وشاب في الدراسة أو العمل، ويؤدي هذا التعارف
إلى تفاهم وإعجاب بالشخصية ورغبة في البقاء إلى جواره دائما، مما يدفعنا
لفتح الموضوع مع الأهل؛ لأن النور يُكسبنا ثقة أكبر وقدرة على الحكم الصحيح
على الأمور.
وبعد مرحلة الإعجاب والانجذاب وبعلم الأهل تأتي مرحلة الحب الحقيقي الذي
يجعلنا نتفهم ونتعامل مع أي مشكلة لدى من نحب، أما إذا توقّف الأمر على
الإعجاب فإن أي شخص آخر يمتلك ميزة لا توجد عند الشخص الأول يمكن أن يطغى
وجوده، ونشعر براحة عند الحديث معه وهذا ما حدث معك.
عليك الابتعاد عن الشابين ولا تفرحي بلقب مخطوبة وأنت ما زلت غير مقتنعة
بمن سترتدين دبلة مكتوب عليها اسمه، ولا أعترف بشيء اسمه صداقة بين فتاة
وشاب تبدأ بارتباط وتفكير فيه بطريقة أخرى، فمن الممكن أن تتحوّل صداقة إلى
حب، لكن يكذب على نفسه من يقول إن الحب والانجذاب يمكن أن يتحولا إلى
صداقة، حتى وإن كان حبا واهما فالمهم أنك ما زلتِ منجذبة له، وهذا جدير بأن
يخلق مشاكل لا حصر لها.
اشغلي نفسك بأي شيء أو هواية، واقتربي أكثر من أسرتك، وأدعو الله أن
يرزقك بإنسان يستحقك وتشعرين معه بمعنى الحب الحقيقي الذي يحجب الرؤية عمن
سواه، ولا تستطيعين أن تعقدي بينه وبين أي إنسان آخر أي مقارنة