أشكركم على القسم الجامد ده، وأنا عندي
مشكلة أني أعمل في مكان أمني برتبة عسكرية، واتعرفت على واحدة ومع الوقت
حبيتها جدا، وهي كمان.
تصرفاتها معايا تدلّ على إنها بتحبني لدرجة
إنها كانت بتتكلم معايا في مواقف كالمتزوجين يعني لما نتجوّز وحصل كذا
هنعمل إيه.. وعلى طول كنت باكلّمها كتير جدا في الراحة بتاعتي، وكنت متفق
إني هاخلّص شقتي واتقدم، بس لما كلّمتها إني عايز أتقدم قالت إحنا مش هننفع
لبعض، وأنا مش عايزة أرتبط بأي حد دلوقتي، حاولت معاها كتير برضه مافيش
فايدة، علما بأني بحكم كليتي ما اتعاملتش مع بنات، بس الحمد لله باقدر
أتحكم في تصرفاتي معاها، وباعمل تحكّم بين شغلي كميري وحياتي على قد ما
أقدر، ولحد دلوقتي كل ما أتكلم في موضوع الارتباط تطلع بحجج مش مقنعة من
رأيي الشخصي، فياريت تفسّر الموضوع ده بحكم خبرتك.
Love.modصديقنا
العزيز.. الأمر لا يتوقف على التفسير بقدر ما يتوقف على المحصّلة.. ومعرفة
السبب ليست ذات تدخل مباشر في النتيجة.. ولست أدري بداية لماذا شعرت من
رسالتك أن معرفتك بها اقتصرت على الهاتف.. فلو كان بينكما تعامل مباشر ربما
كنت أكثر وضوحا معها، وأكثر كشفا لشخصيتها، إلا أن تكون هي من الذكاء بحيث
لا تعطيك من شخصيتها إلا ما تريد.. كما أني لم أفهم تحديدا كلامها معك عن
مواقف المتزوجين، وإذا كان عندها افتراض الزواج، فلماذا تهرّبت منه بعد
هذا؟ وهل هناك فتاة تفعل كما تفعل؟
حيرتك يا صديقي واختلاط الأمر في
رأسك منطقي جدا؛ حيث إن شخصية هذه الفتاة غير واضحة لك، وبالتالي لم تستطع
أن توضّحها في رسالتك، وأظن أن عملك أو دراستك العسكرية لها تأثير كبير
على شخصيتك، واكتسبت من خلالها -كأي شخص يتأثر بالوسط الذي يعيش فيه- جدية
ووضوحا، وهذه النفسية الجادة الواضحة لا يتعبها أكثر من الهلامية والضبابية
التي تعاملك بها هذه الفتاة.. كما أن قلة خبرتك بالتعامل مع بنات -وهي
نقطة لا تعيبك مطلقا- ربما تجعلك على خطر، عندما تقترب منبهرا بالبهرج، مع
شخص يجيد إخفاء نفسه خلف قناع محكم..
لا أشكّك بل أنقل لك شكوكي من
شخصية غير واضحة.. ولكن عمليا ليس أمامك إلا أن تتصرف حسب شخصيتك.. أنت شاب
جاد واضح منظّم لا تبحث عن قضاء وقت فراغ أو متعة وقتية أو حكايات وخلاص..
بل تبحث عن حلّ جذري، وتريد أن تتخذ خطوة، ولهذا عرضت عليها التقدم
للارتباط، فما المانع بالنسبة لها؟ هي تقول لك أعذارا غير مقنعة، لماذا إذن
تكلّمك وتقضي معك معظم الوقت بينما هي تريد تأجيل الزواج؟ ما الدافع وما
الهدف؟
طالبها بالوضوح يا صديقي.. اطلب منها إجابة شافية عن سؤال:
ما السبب الذي ترفض لأجله الارتباط بك.. أقول لك الأسباب الطبيعية ولا ألصق
بها أحدها ولكني أعرض عليك.. ربما هي مرتبطة أصلا.. ربما وجدت فيك نقاطا
تؤجل اتخاذ قرارها.. ربما هي تتسلى.. ربما لديها سر ما.. ربما لديها ظروف
اجتماعية غير مناسبة.. ربما كذبت عليك في شيء ولا تريد أن يفتضح أمرها.. كل
ما يدور في ذهني هو أشياء تدينها، وتؤكد أن الأمر مقلق، ولهذا يجب أن تكون
واضحة معك أو تزيح الأمر كله عن رأسك..
أعرف أنه ربما يكون الحب
الأول لك يا صديقي، ولكن الغموض أسوأ ما يحيط بهذه العلاقة، وهو يفتح
أبوابا واسعة من الشك والقلق، وهو ما يكون كفيلا بتشويه العلاقة ويقتل الحب
مع مرور الوقت، ولا يستقيم مع شخصيتك.
القرار قرارك في النهاية
وأنت صاحب الكلمة الأخيرة.. فكر جيدا واتخذ قرارك ثم سر في الطريق إلى
النهاية.. أسأل الله أن يوفقك وأن يرزقك الخير وأن يهديك إلى "الشاطئ"
سالما غانما ويكفيك شر "الغرق".. آمين.