أنا عروسة جديدة، متجوّزة من 4 شهور، وكنت بحب جوزي أوي قبل الجواز، وهو كمان بيحبني أوي.
بس
لما اتجوزنا اكتشفت حاجات غريبة شوية فيه؛ أهمها إنه بيحب يسمع مني كلام
غريب أوي عن تفاصيل اللقاءات الزوجية بينّا، وبيحب يسمع أسماء الأعضاء
الخاصة بألفاظ عامية، وأنا مش واخدة على كده، وكذا مرة قلت له إن نفسي مش
قابلة إني أقول كده؛ لكن هو مش مقتنع، وكمان بيحب أقول نفس الكلام ده أثناء
المعاشرة، وبعد المعاشرة، وبيحب يعرف إيه عجبني وإيه لأ.. وكل ده طبعاً
بنفس الألفاظ دي.
أنا بجد نفسيتي بتتعب جامد لما باقول الحاجات دي..
أنا مش عارفة مين فينا اللي صح ومين غلط؟ هل ده فعلاً حقه وأنا أبقى
غلطانة لو مالبيتلوش طلبه؟ ولا أنا صح وهو اللي غلطان؟
أنا والله
بحبه أوي وبابقى نفسي أعمل أي شيء يرضيه، ومابابقاش زعلانة؛ بس هو ده الطلب
الوحيد اللي مش قادرة عليه؛ مع العلم إنه عمره ما عرف بنات قبلي خالص،
وأنا متأكدة من كده.
أرجوكم ساعدوني في حل المشكلة دي؛ لأني مش
عارفة ألجأ لمين.. إحنا مشاكلنا كلها بنحلها بينّا بالتفاهم والحب، وعمرنا
ما لجأنا لحد، ولو أنا قلت له إنه يعرض نفسه على دكتور نفسي هيرفض تماماً؛
لأنه شايف إن ده عادي جداً، برغم إنه متديّن جداً، وعائلته كلها محترمة
جداً جداً.
ساعدوني أرجوكم.. أنا تعبانة أوي.
m.eصديقتي
العزيزة.. دعيني أتناول مشكلتك من الجانب النفسي والمعنوي أولاً، ثم
أتناول معك الجانب الشرعي، وأخيراً فلنتناول معاً كيفية التغلّب على هذا
الحاجز النفسي بينك وبين طلبات زوجك.
اعلمي صديقتي أن هناك بعض
الأزواج الذين لا يصِلُون للمتعة المنشودة أثناء العلاقة الزوجية الخاصة
بينهما؛ إلا بمساعدة بعض الكلمات التي يستحيي الإنسان من ذكرها في حياته
الطبيعية، والسبب في ذكر هذه الألفاظ، هو الرغبة في الوصول لهذه اللذة..
ولا يوجد أي مانع اجتماعي أو طبّي يمنع الزوج من قول هذه الألفاظ؛ هذا من
الناحية النفسية والمعنوية؛ خاصة عند الأزواج؛ فلا تقلقي يا عزيزتي من طلب
زوجك؛ فهو ليس طلباً شاذاً أو منحرفاً؛ ولكنها طريقة تساعده على مزيد من
الاستمتاع بما أحلّه الله له.
أما من الناحية الشرعية؛ فقد أرفقت لك يا عزيزتي فتاوى شرعية أقرّها مجموعة من المفتين الموثوق بهم وبعلمهم، وإليك نصّ الفتاوى:
"بسم
الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.. عبَّر القرآن
الكريم عما يحدث بين الرجل والمرأة أثناء الجماع بالرفث؛ فقال تعالى:
{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة].. والرفث عند العرب هو الجماع، أو الكلام الذي يدور بين الزوجين،
ويُراد به ما يُستقبح ذكره، وهو مباح للزوجين، ولا يحرم إلا حال كون الزوج
أو الزوجة مُحرماً بحج أو عمرة؛ فإن كان الزوجان لا يتوصلان لمأربهما
(لحاجتهما) إلا بهذه الوسيلة؛ فهي مباحة في حال المعاشرة؛ على أن يراعي كل
من الزوجين اجتناب السبّ والشتم؛ فالمسلم لا يكون سبّاباً ولا لعّاناً، كما
يراعى أن يُصان هذا الكلام عن أسماع الأولاد والغير".
وقال عبد الله بن عمر، وطاووس، وعطاء وغيرهم: "الرفث هو: الإفحاش للمرأة بالكلام، وقيل: هو التحدث عن النساء بما يتصل بالشهوة".
وقال
القرطبي في تفسيره في بيان الرفث الذي أباحته الآية، وكذا البخاري:
"الرفث: الإفحاش للمرأة بالكلام؛ كقول الرجل لامرأته: إذا أحْلَلْنا
فَعَلْنا بك كذا، من غير كناية".
ويقول سماحة المستشار "فيصل مولوي"، نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء:
"إنّ
الأصل في الآداب الإسلاميّة هو ما كان عليه صلَى الله عليه وسلَم؛ حيث لم
يُؤثَر عنه أنه فعل هذا ولا قريباً منه مع أحد من زوجاته الطاهرات رضي الله
عنهنّ.
لكن يبقى السؤال: هل من فعل هذا مع زوجته يدخل في إطار
المحرّمات شرعاً؟ الجواب لا؛ لأنّه لم يرِد نصّ يحرّم هذا بين الزوج
وزوجته، ولأنّ الله أباح لهما ما هو فوقه؛ فكل ما دونه أولى؛ فمن تكلّم مثل
هذا الكلام في إطار الزوجية لا إثم عليه، ولا يؤاخذه الله تعالى إن شاء
الله".
أما أخيراً يا عزيزتي.. فبلسانك وباعترافك لم يسبق لزوجك أية
علاقات نسائية قبل زواجه بك، وقد ارتبطتما عن حب؛ إذن ما المانع أن
تُتِمّي عليه فرحته وتكافئيه على صبره وامتناعه عما حرّمه الله، بالتمتع بك
وأنت حلاله.
عزيزتي.. الزواج شركة تؤسَّس وتُبنى على يد الزوج
والزوجة، وعلى كل منهما أن يبذل قصارى جهده حتى يقدّم ما يُسعد ويرضي الطرف
الآخر؛ ما دام لا يُغضب الله أو يتعدى على حدوده، وما دام هذا الطلب يُسعد
زوجك ولا يُغضب الله في شيء؛ بحسب ما قاله المفتون.. فلا مانع من أن تلبي
له طلبه.
مع تمنياتي لك بحياة زوجية موفّقة، وأن يُديم الله عليك حب زوجك.