حكايتي بدأت لما كنت صغيرة، وحبيت حد جارنا،
وبعدين حبيت حد تاني.. وكل ده كان شغل مراهقة، وبعدين حبيت واحد قريبنا
أكبر مني بـ10 سنين، ووعدني إنه هيتجوزني، وبعدين اتجوز هو وسافر من غير أي
مبررات.
وبعدين قابلت حد حسيت إنه فعلاً اللي هاقدر أكمّل
معاه حياتي.. وأهلي عرفوا في البيت؛ بس مش موافقين عليه؛ عشان هو أقل مننا
في المستوى الاجتماعي؛ بس هو سافر، وبيشتغل دلوقتي، وربنا كارمه، وقال لي
إنه إن شاء الله هيكون ليّ.. وفي البيت عندي عايزينّي أتجوز ابن عمتي، وأنا
مش بحبه.
أنا عايزة رأيكم.. هل أنا فعلاً غلطانة إني ماصارحتهوش إني حبيت حد قبله؟ وأعمل إيه مع أهلي؟
lolo ذكرتِ في بداية رسالتك أنك أحببت كثيراً؛ ولكن هذا الحب كان حب مراهقة،
والمراهقة لا تُحتسب حباً يا عزيزتي؛ بل هي فترة نفسية يمرّ بها الإنسان،
وتنتهي من حياته، وكلما نضج تفكيره نضجت عواطفه ومشاعره؛ فليس عليك أن
تظلّي تحاسبين نفسك على هذه الفترة؛ ولكن حاولي أن تتعلمي من أخطائك فيها،
وأن تكوني حريصة ألا تقعي في هذه الأخطاء مجدداً، وأن تعرفي كيف تحافظين
على مشاعرك، وألا تُفرّطي فيها إلا لمن يستحقها.
وفيما يتعلق بموضوع الشاب الذي تقدّم لخطبتك ورفضته أسرتك.. فمن الجميل
أن تجدي من يتمسك بك؛ ولكن لا ينبغي أن نُغفل ضرورة التكافؤ في أشياء كثيرة
بين الزوجين؛ فالتكافؤ النفسي والفكري والثقافي والاجتماعي مطلوب..
والتكافؤ الاجتماعي لا يعني تساوي العائلتين مادياً؛ ولكن أقصد به تساوي
العائلتين في الطباع، والعادات، والمستويات التي يعيش كل منهما فيها؛
ثقافياً واجتماعياً؛ لأن هذا سينعكس عليك فيما بعد؛ إما بالإيجاب إن توافر
التوافق والتكافؤ، وإما بالسلب إن انعدم هذا التكافؤ.
لذا أرى أن عليك أن تعرفي سبب اعتراض أسرتك، وأن تحاولي إقناع أسرتك
بهذا الشخص، وأن ترسلي له لإخباره بأن أسرتك ترغب في أن تزوّجك لابن عمتك؛
حتى يرى ما في وسعه أن يفعله، وأن يحاول مرة أخرى التقدّم لخطبتك؛ شارحاً
لهم ظروفه الجديدة؛ فربما يجعلهم هذا يوافقون على خطبتك له.
ولا أنصح مطلقاً يا عزيزتي بمصارحته أو أي شخص آخر بما مضى؛ فالماضي
ملكك أنت، وعليه أن يحاسبك من اللحظة التي صارحك فيها بحبه، وصارحته أنت
بالموافقة على هذا الحب وتعاهدتما على الوفاء.. ولكن إن وأبدى رغبته في
معرفة الماضي؛ فلا ضير أن تخبريه، ولكن دون سرد أو إسهاب في تفاصيل للقصة؛
فيكفي أن تخبريه بالأمور السطحية التي لا تسيء إليك؛ حتى لا تهتزّ صورتك في
ذهنه، وحتى لا يبدأ الشك يدخل قلبه.. ولا تُشعريه أنك تتعمّدين أن تخبئي
عنه شيئاً؛ بل كوني حكيمة في تصرفاتك.
ولا تسمحي لأي شخص أن يمسّ شعرة منك، حتى لو كان خطيبك؛ إلا بعد الزواج
إن شاء الله؛ لأن هذا سيدعم ثقة زوج المستقبل فيك، وسيجعله يغفر لك أي شيء
في الماضي، أما إن تهاونت معه؛ فلن يغفر لك أي شيء حدث في الماضي؛ لأنه
سيبدأ في التفكير في أشياء قبيحة، لا ينبغي أن يذهب بفكره إليها.
وأنصحك يا عزيزتي إن رفضت أسرتك هذا الشخص بعدما حاول معهم مراراً
وتكراراً؛ ألا تعادي أسرتك، وألا تقفي ضدهم فهم أسرتك في البداية والنهاية،
وحاولي أن تتحدثي مع ابن عمتك، وحاولي أن تعطي لنفسك فرصة لمعرفته كما
ينبغي، وأن تتقاربا؛ فمن يدري، ربما يحدث انجذاب من نوع ما؛ فالنصيب هو
الذي سيحكم في النهاية، وعليك الرضا بما قدّره وقسمه لك الله سبحانه
وتعالى.