أنا مخطوبة، وبحب خطيبي، وهو كمان بيحبني
أوي؛ بس الأيام دي متغير معايا؛ بمعنى إنه مش بيحكي لي أي حاجة زي الأول،
وبيسمع كلام أمه، وماشي بدماغها؛ آه هو صح المفروض إنه يسمع كلامها؛ بس
المفروض إنه يقول لي ويصارحني بيعمل إيه لمستقبلنا، وهو ابن عمتي.
ظهر
لي فجأة واحد بيحبني أوي، حبني من كلامي؛ هو كان بيكلمني على الموبايل على
أساس بيكلم واحد صاحبة وفجأة الرقم طلع غلط، وأنا زعقت له وفضلت أكنسل
عليه، وهو يبعت لي في رسايل وعايز يتعرّف عليّ.. هو -الحمد لله- ابن ناس
جداً ومحترم، وقعد شهر يتّصل بيّ واكنسل عليه؛ لدرجة إني قلت له إني مخطوبة
لكن برضه ما فيش فايدة.
في الآخر رُحت رادّة عليه، وفهمني حكايته
وأنا فهمته إني مخطوبة، فاتعرف عليّ واتعرفت عليه كصديق؛ في الآخر حبني أوي
وقال لي إني محترمة أوي من كلامي وأسلوبي معاه.. وعايز يشوفني أنا وماما
وييجي يتقدم لي في البيت؛ بس يشوفني الأول؛ لكن أنا رفضت وقلت له إني ما
بحبش أخرج مع حد غريب، وإن مش من حقي أخرج معاك، قال لي طيب إنتِ وماما،
برضه رفضت، وهو شافني وأنا شفت صورته على النت.
أنا بصراحة حبيته
أوي، وهو حبني، مش عارفة أعمل إيه، أنا بصراحة محتارة أوي ومش عارفة أعمل
إيه؛ لكن خطيبي صعبان عليّ وحبيبي أكتر كمان، وعايزة يحصل أي مشكلة من
خطيبي عشان هو ييجي يخطبني.
مش عارفة أعمل إيه.. أنا عارفة إني طوّلت عليكم؛ بس أنا مخنوقة أوي.. أرجو منكم المساعدة.
love صديقتنا العزيزة..
سوف أتعامل معك بمبدأ الصراحة، وأتحدث معك بشكل صريح ومباشر؛ لأني لمست في رسالتك نضجاً وعقلاً واعياً وأدباً وأخلاقاً سامية..
أولاً:
لقد أهملتِ علاقتك مع خطيبك ووقفت تتفرجين عليها وهي تنهار رويداً رويداً،
وتتراكم الأخطاء التي لا يهمّ من المتسبب فيها؛ ولكنها ظلّت تتراكم فوق
بعضها حتى صنعت جداراً وحاجزاً بينكما، يوشك أن يحول بين أن يرى أحدكما
الآخر وإلى الأبد.
وهذه هي المشكلة الأصلية، التي تفرّعت منها
مشكلات أخرى.. وأنا لا أشك في أنك تحبين خطيبك وقريبك، وأنه ما زال يحبك هو
الآخر؛ ولكن ربما لقلة خبرتكما لم تستطيعا تجاوز هذه المشكلات النفسية
التي تنشأ في فترة الخطوبة وتزيد بين الأقارب.
سنعود إلى خطيبك بعد
أن نحلّل الجديد الذي جدّ في حياتك مع قدوم هذا الشاب الطارئ الذي دخل
حياتك على حين غفلة منك، وفي فترة بُعد بينك وبين خطيبك.
ربما يكون
رجلاً محترماً، وربما يكون قَصدُه شريفاً، وربما يكون صادقاً في حبه لك؛
ولكن بأي حق يعطي نفسه الحق في أن يتواصل معك وقد علم أنك مخطوبة؟ وكيف
قَبِل على نفسه أن يستمرّ في ملاحقتك بهذا الشكل السافر والإلحاح، ويقول إن
ما جذبه لك هو صوتك حين طلب رقمك عن طريق الخطأ، وهل كلمة "النمرة غلط"
توضّح من الشخصية كل ما يستدعي الحب والملاحقة بالشهور؟!!
الأمر فيه
"إن".. حتى وإن لم يكن فاختيارنا لشخص ووعدنا له بكلمة واتفاق، وربط مصيره
بمصيرنا ليس شيئاً هيناً يمكننا أن نتخلى عنه عندما نجد فرصة أخرى قد تكون
مناسبة.
ما فعلت من تواصل مع هذا الشاب خيانة لنفسك الطاهرة، وضميرك الحي وقلبك البريء وخطيبك الذي يحبك.
وسبب
هذا الضعف الذي جعلك تُكلّمين هذا الشاب -وهو ضعف طارئ عليك لا أظن أنه
يمثل شخصيتك- واضح كالشمس، بدأت به رسالتك؛ وكأنك تسوقين المبررات والذرائع
لخطأ أنت تعرفين تمام المعرفة أنه خطأ.. هو ما قلت عن مشكلاتك مع خطيبك
وإهماله لك، وبُعده نفسياً عنك وضعف تواصله معك كالسابق، وهي مشكلة كبيرة
كان الأجدر بك أن تواجهيها؛ بدلاً من أن تهربي وتبحثي عن كلام حلو من أي
وافد لا تعرفين عنه شيئاً.. كان الأوْلى بك أن تواجهي مشكلتك مع حبيبك الذي
اخترتيه واختارك، وقررتما أن تُكملا مع بعضكما مشوار الحياة.. هي مشكلة
تحدث دائماً، ولها علاج سهل وبسيط.. فلنبدأ في العلاج ولنتجاهل ما يلقيه
الشيطان لنا في لحظات الضعف ليُعرقل مسيرتنا تجاه الطهارة والعفة.
لقد
كوّنت أنت وخطيبك ثنائياً جميلاً، وحباً طاهراً عفيفاً، وتجربة جادة
للارتباط، ومشروع حياة ومستقبل واضح، تصحبه دعوات الأهل وترحيبهم؛ فلا
تنكصي على عقبيك وتهبطي من سمائك الجميلة الواضحة، إلى ضباب العلاقات
المشوّهة الناقصة، والخطوات الظلامية التي لا تدوم.. "واللي عايزة في عش
تعيش.. ليه ترضى عيشة الخفافيش".
ظلّ حبكما جميلاً هادئاً، وظل
التواصل بينكما رائعاً، حتى بدأت الضغوط على خطيبك وبدأ الملل يتسرب إلى
علاقتكما، وهو شيء قابل للحدوث بسبب قلة الخبرة وقلة الوعي بمرحلة الخطوبة.
وسأحاول
أن أقترح عليك بعض الحلول التي ستساعدك بإذن الله في تجاوز مرحلة الجفاف
هذه التي تظلّل علاقتك بخطيبك، بعيداً عن الحلول المؤقتة التي ليست سوى
مشكلات في حد ذاتها.
غالباً وجد خطيبك عند أمه ما لم يجده عندك؛
فجعلها كاتم سرّه، يحكي ويشكو لها همومه، ويسألها النصيحة، ولو أردت أن
تكوني أنت صاحبة سرّه وصديقته مع أمه كذلك؛ فهذا شيء سهل ميسور لو أنك قررت
أن تكوني كذلك.. فقط حاولي أن تعطي لا أن تأخذي منه، اسمعي منه برغبة،
وتابعي خطوات حياته بنَهَم، واعرفي أحلامه وطموحاته بحب، وشاركيه اهتماماته
وميوله وهواياته بحماس.. اعتادي أن تبذلي لا أن تحصلي، أشعريه أنك مهتمة
بأمره ومتابعة لكل مفردات يومه، ومشاركة له في كل خططه، وبهذا ستجذبينه لك،
وستعودين صديقته التي يحب أن يفضفض لها ويحكي لها، وهذا دورك الحقيقي.
في
زحمة الحياة وضغوطها، وقسوة الظروف وملاحقة المتطلبات، تغيب المشاعر وتجنح
النفوس إلى الغلظة والقسوة؛ ولكن الذكي من لا يسمح لقلبه أن يتشرب كل هذا؛
لأنه إن تشرب هذه القسوة والضغط؛ فإنه يذبل ويجفّ كالشجرة الذابلة؛ ولكن
علينا أن نروي قلوبنا بغذاء القلوب.. الرضا والحب والذكر والدعاء والطموح
والبذل والعطاء.. وغير ذلك من المعاني الجميلة التي لا تُنكرين أنك نسيتها
في زحمة الحياة وضغوطها وقسوة الظروف وملاحقتها.
عودي يا صديقتنا للواحة الرحيبة التي يلجأ إليها خطيبك فيذهب عنه
تعب الحياة، وينسى على بابها مشقّات يومه، لتغذّي قلبه بالمشاعر الجميلة
وتخففي عنه عناءه وتعبه.
كما أدعوك إلى أن تدفعيه إلى أن يعجّل
بزواجكما، وأن يسير بخطى سريعة ليجمعكما بيتكما السعيد؛ فهذه خطوة مهمّة،
فطول فترة الخطوبة يخلق مشكلات ليس الملل أكبرها.. وخففي عنه أعباء
التكاليف ومشقات التجهيزات، واعلمي أن البساطة أفضل بكثير من التعقيد؛ فلا
تضغطي عليه ولا تُثقلي بالطلبات والاشتراطات حتى تسير المركب وتصلا لبرّ
الأمان.
أدعو لك من كل قلبي أن ييسر الله لك أمورك وأن يهديك إلى
الرشاد وأن يجنّبك سُبُل الشيطان، وأن يرزقك الاستقرار وراحة البال، بعيداً
عن حبائل الشيطان ومكائده.. آمين.