أنا عندي مشكلة.. أول حاجة أنا عندي 14 سنة،
وباعيّط كتير على أي حاجة؛ يعني مثلاً أكون في درس وما اعرفش أحلّ المسألة
-عادي يعني- أقوم معيّطة جامد، وبعد ما باخلّص عياط بابقى مكسوفة من نفسي
جداً وأتمنى الأرض تنشق وتبلعني.
تاني حاجة، أنا تخينة شوية وزني 65 كيلو، وطولي حوالي 157، وباحسّ إني مش محبوبة مع إن أصحابي بيحبوني جداً وباصلّي وباصوم.
وتالت حاجة، أنا خايفة من ثانوية عامة وتالتة
إعدادي جداً، ونفسي أجيب مجموع كبير، وعلى فكرة أنا شاطرة شوية، أنا جايبة
في تانية إعدادي 91% يعني مش بليدة أوي، وباحاول كل سنة أطلع من الأوائل؛
بس مش باطلع، ونفسي بقى أطلع كده والمدرسة تصقف لي.
مش عارفة الرد والتعليقات هتبقى إيه؛ بس يا ريت تقولوا حاجة ليّ.
The prince أبدأ بتحيتك بشدة على ذكائك ورغبتك في مساعدة نفسك والبحث عن حل مشاكلك،
وهو ما تستحقين الاحترام البالغ عليه، وأثق أنك ستحققين النجاح الباهر في
كل جوانب حياتك بمشيئة الرحمن بالطبع.
ولنبدأ بمشكلة البكاء عند حدوث أية مشكلة؛ فلكيْ تتخلصي منها لا بد أن
تُفتّشي عن أسباب المشكلة لتتخلصي من جذورها وترتاحي تماماً من المعاناة.
وأطمئنك بأن سبب بكائك هو إحساسك بالفشل أو بالنقص، وأنك تتناسين أننا
جميعاً بشر، ولدينا جوانب نقص وعيوب، ولا يوجد بشر كامل، وأننا جميعاً
معرّضون للفشل، وأن الأذكياء وحدهم هم الذين يتذكرون ذلك، وهم الذين
يتعاملون مع الفشل على أنه مرحلة مؤقتة للغاية، وهو مقدمة للفوز بالنجاح،
ولا يبالغون في الضيق منه، ويكتفون بالتعلم منه، ويدخرون طاقاتهم للاستمتاع
بمباهج الحياة المشروعة بالطبع، وبتحسين أنفسهم تدريجياً، مع الرحمة
بالنفس، وأثق بانضمامك إليهم وعدم تراجعك أيضاً.
وأتمنى تغيير نظرتك للأمور الصعبة، التي لا تخلو منها أية حياة؛ فلماذا
تتعاملين مع المسألة الصعبة على أنها مسألة تحدٍّ أو معركة حياة أو موت؟
لماذا لا تتعاملين معها بقدر أكبر من البساطة وأنها فرصة لتكتسبي مهارات
أفضل في الحل؟
وأتمنى ألا تفكّري عندئذ أن هناك زميلات أفضل منك وتمكنَّ من حلّ
المسألة بسهولة؛ فهذا التفكير يؤذيك بشدة، وأن تقولي لنفسك: حسناً سأبذل
المزيد من التركيز في حصة الرياضيات، وسأهتم بالمراجعة، وأطلب المساعدة؛
فهذا أفضل من الاستسلام للبكاء لأنه يضاعف المشكلة ولا يحلها أبداً.
إذا شعرت بالرغبة في البكاء عند تعرضك لمثل هذه المواقف، سارعي
بالاعتدال في جلستك وإرخاء الكتفين والتنفّس بهدوء من الأنف وإغلاق الفم،
وقولي لنفسك: أنا هادئة وأشعر بالرضا عن نفسي ولن أسمح لإبليس اللعين
باستدراجي للبكاء لأؤذي نفسي، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وتصنّعي
الابتسام، وصدقيني ستتغلبين على البكاء.. وكافئي نفسك على أي تقدم بالقول:
أنا "رائعة" وأتحسن، وإذا غلبك البكاء سارعي "بطمأنة" نفسك قائلة: لا بأس،
في المرة القادمة سأتقن السيطرة على رغبتي في البكاء.
وراقبي الكلام الذي توجّهينه لنفسك؛ فالكثير من كلامنا مع أنفسنا أشبه
بالطعام المسموم الذي يؤذي الجسد ويُضعف المناعة ويجعلها أكثر عُرضة
للأمراض؛ فلا تقولي أبداً "أنا فاشلة"، أو "بدينة" أو "لا أحد يحبني"..
وقولي: أنا ناجحة، وسأفرح بذلك؛ لأتمكن -بمشيئة الرحمن- من مضاعفة نجاحي،
وسأخطط للفوز بالتفوق لأفرح به أولاً، ثم لتصفق لي مدرستي.
وقولي: وزني زائد، وبإمكاني إنقاصه تدريجياً بالمزيد من الحركة والنشاط
وممارسة الرياضة البدنية والتقليل من تناول الحلوى والنشويات، والامتناع عن
المياه الغازية واستبدالها بالفواكه الطازجة.
وقولي: صديقاتي يحبونني، والأهم أن أحب نفسي وأحميها من كل الكلام المسموم حتى لا يؤذيني.
وتذكّري أنك في فترة المراهقة، وقد مررنا بها جميعاً، ومن صفاتها
الضارة، المبالغة في تفسير أي شيء؛ فتنبّهي لذلك ،وكوني وسطاً، لتنجحي طوال
حياتك ولتسعدي بالانتصارات دائماً.
واستخدمي خوفك من الإعدادية والثانوية بذكاء ليكون لك وليس عليك؛ أي أن
تستخدمي الخوف ليساعدك في تنظيم أوقاتك وحسن الاستعداد للمذاكرة والحصول
على قدر جيد من الراحة والغذاء الصحي وطمأنة نفسك أولاً بأول، والاهتمام
بالترفيه المباح دائماً.
وأتمنى أن تقرئي هذا الرد كثيراً كلما شعرت بالضيق، لتنجحي بمشيئة
الرحمن في صنع حياة أفضل، أدعو لك بها من كل قلبي وأثق بتفوّقك الباهر بها
أيضاً.. وفقك ربي وأسعدك.