السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا مش
عارف أبدأ إزاي وفي إيه حتى.. أنا مهندس متزوج من فترة ليست ببعيدة، وبحب
زوجتي جداً، وما أقدرش على زعلها؛ لكن فيه حاجات فضلت معايا من أيام
المراهقة وحتى وقتنا هذا.
أنا مشكلتي الكبيرة واللي باحسها مرض نفسي
وجنسي وضعف كبير في شخصيتي بانساق وراه؛ لكن باندم عليه فيما بعد؛ هو ضعفي
أمام أقدام النساء؛ بمعنى إني باحس بجاذبية لأقدام النساء.. أحب أنظر
إليها وأفتكرها، ويمكن أحاول أصوّرها..
صدّقوني أنا ملّيت من نفسي بالنسبة للموضوع ده، وكل ما أحاول أطلّع نفسي منه أرجع له تاني.
أنا
نفسي في رأي خبير يريّحني، ويقول لي أعمل إيه.. أنا نفسي أكون أحسن واحد
في الدنيا عشان مراتي؛ لأنها إنسانة تستاهل بجد، أما عن نفسي؛ فأنا بجد
باخاف من ربنا أوي وليّ دايماً حوار مع نفسي من كتر خوفي من ربنا.. الحمد
لله باصلّي وعلى قد ما أقدر باراعي ربنا فيها؛ بس مش عارف ليه نفسي بتضعف
تاني وتالت ورابع.
أنا بجد يمكن محتاج أفضفض أكتر من ما أنا محتاج للنصيحة، يمكن لأني عارف الحل واللي مش هيخرج عن إني أغضّ البصر وألتزم دينياً أكتر.
ومش
معنى إني قلت إني مش محتاج للنصيحة إني بجد مش محتاجها؛ بالعكس يا ريت
تردوا عليّ لأن دي أول مرة أحكي لحد عن مأساتي ومشكلتي الكبيرة.
وفي الآخر ادعوا لي ربنا يهديني ويتوب عليّ ويبارك لي في بيتي.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
timoصديقنا
العزيز..نرحب بك صديقا عزيزاً، ونسعد بمشاركاتك معنا دائماً.. وحقيقة سعدت
برسالتك، وأسعد دائماً حين أجد بيتاً يقوم على هذا الحب الذي تحكي عنه في
رسالتك؛ فأنت زوج تحب زوجتك وتقدّرها وتحترمها وتعرف فضلها عليك، وأنها
لك السكن والرحمة والمودة.. هذا الحب شعور رائع.. إحساسك أنها حبيبتك التي
تُسعدك وتتمنى لو أنك تُسعدها، وتشعر معها بالراحة والسكينة التي لا تشعر
بها مع سواها.. هذه هي الزوجة؛ شعور بالطمأنينة والسكينة وشعور بالحب دون
محاذير.
لكن جاءت مشكلتك هذه لتنغّص عليك حياتك، وتُشعرك برغبة
مسترقة وتمنحك بعض المشاعر التي تظنّها جميلة؛ لكنها تنال من صفائك النفسي
وراحة بالك التي كان يجب عليك أن تحمد الله عليها.. يأبى إبليس إلا أن
يُتعسك ويسعى لإشقائك.
هذه المشاعر التي تشعر بها يا صديقي هي محض
أوهام.. نعم أوهام.. عملية الاستثارة كلها قائمة على المخ، وعلى الخيال،
والإنسان هو من يستطيع أن يترك لعقله العنان ليفكر في الشيء ويزداد معه حتى
يملك عليه كل حواسه، وبالتالي أنت من تستطيع أن تتحكم في هذا الشعور.
إذا
كنت لا تصدّقني فإليك الدليل: لماذا نشعر بالإثارة مثلاً أمام امرأة غريبة
بينما لا نشعر بها مع أخواتنا أو أمهاتنا؟ لأن عقولنا لا تقبل هذه الفكرة
ما دمنا أسوياء طبعاً.. إذن الإنسان ليس حيواناً تمتد مشاعره نحو أي كائن
أُنثوي يراه؛ ولكنها عاطفة مضبوطة يتحكم فيها العقل بشكل أو آخر.. أضف إلى
ذلك أن الطبع السليم يأبى الخطأ وينفر منه ويراه على حقيقته خطأ بشعاً لا
يستطيع أن يتقبله.. إذن هذه الرغبات هي أوهام يزيّنها لك الشيطان حتى يقتنع
عقلك بها ويألفها ويراها شيئاً حسناً.
أنت رجل صالح وزوج طيّب وشاب
جيد، ومشكلتك هذه لا تظنّ أنها نهاية الدنيا، ولا تظن أنها خيانة.. ولن
أقول لك تخيّل أن غيرك هو من يقوم بهذا الفعل مع زوجك الكريمة أو أختك أو
أمك عافاك الله، ولن أحدّثك عن الجرم الكبير حين تفعله؛ لأني أقدّر أنك
تعرف ذلك جيداً وأكثر منه، ولست بالزوج السيئ الذي يخون زوجته، أو الرجل
العاصي الذي يعصي ربه.. هو فقط شعور تستطيع أنت أن تتحكم فيه، وقناعة بيدك
أن تغيّرها.
واعلم أن الأمر ليس سهلاً؛ ولكنه ممكن، يمكنك أن تعتبر
أن ما تفعله شيء سيئ وأن زوجتك الحبيبة تستحق أن تحاول أن تكون لها فقط،
وأن ما تفعله معصية لا يرضى عنها الله، وأنه انتهاك لحرمة الناس، وأنه مجرد
وهم في عقلك لا قوة غامضة قاهرة، ويمكنك أن تتخلص منها إن أردت.
ولا
تقل إنك هكذا ولا تستطيع أن تتغير لأن هذا القول لا يعدو عن كونه حيلة
شيطانية يكيدها لك الشيطان لأنه لا توجد مُسَلّمات ونحن -كبشر كبار ناضجين-
قادرون على تغيير أية قناعة لدينا بشرط توافر الإرادة والرغبة وبذل
المجهود لذلك.
عليك التقرب من الله والاستعانة به؛ ليخلّصك من هذا الشر ويعيدك إلى بيتك وزوجتك التي تحبك وتستحق حبك بالمقابل.
وفقك الله وأراح بالك وكفاك السوء بما شاء وكيف شاء.