مشكلتي اللي مش لاقية لها حل.. أنا فتاة عندي 29 سنة، تقدم لي
شاب يصغرني بسنتين، على دين وخلق، والده متوفى، وله أخ وأخت.. أخوه أكبر
منه ومتزوج، وأخته مُطلقة وعندها بنوتة عندها ثلاث سنوات.
والمشكلة في أخته.. سُمعتها مش كويسة.. ربنا يهديها، سألنا عليهم واتأكدت من الكلام ده، ومش عارفة أعمل إيه؟
الشاب نفسه كويس جداً، والكل بيشهد له، وأنا متقبلاه بدرجة كبيرة، وده بالنسبة لي حاجة مش بتتكرر كتير.
أهلي
رفضوا الموضوع لما عرفوا؛ بس أنا خايفة أكون باظلمه بالرفض ده؛ لأنه متمسك
بيّ جداً، وما لهوش ذنب في إن أخته كده.. وعلى فكرة اللي عرفته إنه ما
يعرفش حاجة من الكلام ده عن أخته.
أرجو منكم النصيحة ولكم جزيل الشكر.
simsimصديقتنا العزيزة..
عندك
حق في قولك إنه ما لهوش ذنب في إن أخته كده.. وأنا شخصياً لا أرى أن هذا
الشيء يُعد سبباً للرفض؛ فكل إنسان يحاسب عما يفعل ولا تزر وازرة وِزر
أخرى، ولكني أطالبك بأن تتأكدي من أخلاقه جيدا وتتبيني هل المشكلة مقتصرة
على أخته أم إن العرق دساس.. تأكدي وتأكدي جيدا يا صديقتنا، فإذا تبين لك
أن الشاب ملتزم، ولا توجد حوله أي شبهات أخلاقية، فإنني أريد أن أوضح لك
نقطتين لفتتا نظري في رسالتك:
أولاً: كونه يصغُرك بسنتين، وهذا أمر
لك مطلق الحرية في القبول به أو الرفض؛ فليس حراماً أن يكون الزوج أصغر من
زوجته، وقد كان رسول الله أصغر من السيدة خديجة؛ ولكن العُرف يتدخل في هذه
النقطة؛ فهل ستُواجهين المجتمع حين ينظر إلى هذه النقطة؟ وهل ستتقبلين ذلك
القرار لك وحدك؟
ولكن يبدو أنك كما قلت متقبلاه بدرجة كبيرة، وهذا سيهوّن الكثير من المشكلات بينكما، وهذا ينقلنا للنقطة الثانية.
ثانياً: لا بد أن تواجهي نفسك بالسؤال: هل أنت متقبلاه لأنه يصلح حقاً، أم لأنك تخشين أن يفوتك قطار الزواج؟
إذا
كانت الأولى فبالتوفيق، وإن كانت الثانية فاسمحي لنا أن نقف عندها قليلاً؛
لأن الفتاة ربما تجد أنها مضطرة أن توافق على أي طارق لبابها خوفاً من
كلام الناس وخوفاً من كبر السن وخوفاً من العنوسة، وكل ذلك شيطان مريد
يزيّن للفتاة أن تُتعس نفسها وأن تختار لنفسها الشقاء بيدها خوفاً من كلام
الناس؛ فتكون كالمُستجير من الرمضاء بالنار؛ ولكن إذا كان هذا الرجل فيه
صفات الزوج الصالح وليس فيه ما يعيبه فما المانع؟
عليك إذن أن تحسمي
مع نفسك هاتين النقطتين: كونه يصغرك في السن وسبب قبولك له؛ فإذا وجدت أن
الحب الذي بينكما كفيل بأن يمحو هذا الفارق العمري بينكما؛ فأريدك أن تنسي
هذه النقطة على الفور، وألا تفكري فيها ثانية.. وأنا أعلم زيجات نجحت في
تجاوز هذه النقطة وتحيا في سعادة، رزقك الله بها.
والنقطة الثانية
كذلك يجب أن تضعيها محلّ تفكير عميق؛ حتى تصلي إلى بر الأمان ولا يكون خوفك
أو استعجالك سبباً في اتخاذك خطوة تندمين عليها بقية عمرك.
استشيري أهلك وناقشيهم حول هذا الأمر وافتحي قلبك لهم، واستخيري ربك واسأليه أن يوفّقك إلى الخير وأن ييسر لك الأمور.. وربنا يوفّقك.