أنا عندي 21 سنة؛ بس أنا شخصيتي غريبة، حاسة إني معقدة نفسياً.
أنا
باخاف من أي علاقة، وباحس إني مخنوقة جداً لما حد يقرب مني، وباحس إنه
أكيد عايز مني أي حاجة مش بيحبني أنا نفسي؛ لأني مش عندي ثقة في نفسي خالص.
ومش باحس إني حلوة، وممكن حد يعجب بيّ.. هو أنا مش وحشة؛ بس ما عنديش ثقة في نفسي.. يا ريت أسمع رأيكم ونصائحكم.
onyصديقتي العزيزة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رغم
أن رسالتك قصيرة جداً؛ لكنها حملت الكثير والكثير من معاناتك والتي بالفعل
لخّصتها في نقطة أساسية وهي انعدام الثقة بالنفس؛ لكن تعالي معي نتأكد
أولاً من ضعف ثقتك بنفسك من خلال عرض بعض السمات، التي إن وجدت بالفعل في
شخصيتك؛ لكان هذا دليلاً قاطعاً على ضعف أو انعدام ثقتك بنفسك:
1- الشعور بعدم القدرة على البدء في أي شيء جديد دون أخذ آراء كل من حولك.
2- عدم القدرة على الاحتفاظ بأسرارك.
3- التردد وعدم القدرة على اتخاذ قرار.
4- الحساسية المفرطة في التعامل مع الآخرين وكثرة الغضب.
5- عدم القدرة على التعبير عن المشاعر والرغبات والأفكار.
6-
الخوف المفرط على مشاعر الآخرين: يا ترى أنا زعّلت فلان.. يا ترى لما قلت
كذا فلان ممكن يفتكر إن قصدي أضايقه، وهكذا.. أشياء من هذا القبيل تعني
دائماً مراجعة ما قلت وما فعلت، يا ترى الناس هتشوفه صح ولا غلط.
7-
عدم تقبّل النقد وعدم الاعتراف بالخطأ، أو على العكس أقول دائماً معكم حق
أنا غلطان؛ كنوع من الإذعان لرغبات الآخرين وآرائهم التي لابد أن أوافق
عليها؛ حتى لا أفقد حبهم؛ فأنا يجب أن أكون محبوباً أو معروفاً عني أني
مؤدب طول الوقت؛ حتى ولو على حساب نفسي وراحتي أحياناً؛ المهم الناس ما
تزعلش.
وما هي أسباب ضعف الثقة بالنفس؟
استعداد وتكوين نفسي
شديد الحساسية قوبل ببيئة أسرية كثيرة النقد والتوبيخ، ووصم الأبناء ببعض
الصفات مثل دي وحشة دي طويلة دي قصيرة... إلخ، والتي يصدّقها الطفل وتكبر
معه على أنها صفة حقيقية، وتعني أن لديه شيئاً صعباً وفظيعاً؛ وذلك لعدم
قدرة الطفل على التحليل والتفكير المنطقي فيكبر وتكبر معه العقدة، وهو لا
يدرك من أين بدأت، كما أن القسوة الشديدة في المعاملة مع الأبناء أو
السيطرة وعدم إتاحة الفرصة للأبناء في إبداء رأيهم وتحفيز وتنمية القدرة
على الاختيار تتسبب أيضاً في ضعف الثقة بالنفس في الأبناء.
لكن ماذا تفعلين الآن وأنت في هذه السن؟
1-
اعلمي جيداً أن بداخلك العديد من الأفكار والافتراضات السلبية حول ذاتك،
والتي تظهر بشكل تلقائي في بعض المواقف؛ وخاصة -كما ذكرت- في المواقف التي
يقترب منك فيها أحد.
2- الافتراضات السلبية تجعلك تتوقعين أموراً سيئة، ومن ثم؛ فالأفضل أن تتجنبي الموقف برمته؛ فلا تسمحي لأحد بالاقتراب.
3- ابدئي بعد ذلك في كتابة هذه الأسئلة وحاولي الرد عليها:
• ما هو الدليل على أني وحشة ومش معقول حد يحبني؟
• ما هو الدليل على أني مش وحشة وأتحب؟
• ما هو الدليل أن الذي يقترب مني عايز مني حاجة ومش بيحبني لنفسي؟
• ما هو الدليل على أن الذي يقترب مني بيحبني فعلاً؟
• ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث لو سمحتُ للآخر بالاقتراب مني؟
• ما هو أفضل شيء يمكن أن يحدث لو سمحت للآخر بالاقتراب؟
• ما الذي يحدث لي حينما أتوقع دائماً أسوأ الأمور في اقتراب الآخرين مني؟
• لو بالفعل صدقت توقعاتي ومن اقترب مني كان يريد شيئاً آخر غير أن يحبني؛ هل سأنهار؟ كيف سأواجه هذا الموقف؟ هل هي نهاية العالم؟
•
هل يمكن أن أرى تقرّب الآخرين مني بصورة أخرى؛ غير أنه يريد شيئاً أو
يحبني؟ أي مجرد علاقة زمالة وصداقة ولا العلاقة يا حب وإعجاب يا مصلحة، وما
فيش احتمالات أخرى؟
عزيزتي إجابتك على هذه الأسئلة هي نوع من العصف
الذهني لمواجهة أفكارك وافتراضاتك السلبية التي تضخّم وتعظّم لك أموراً هي
أبسط مما تتصورين؛ فاجتهدي أن تجيبي على هذه الأسئلة بصدق مع نفسك... وفقك
الله.