أنا بحب واحد من أيام المدرسة، وأنا دلوقتي
في آخر سنة من الجامعة، وبنحب بعض أوي أوي ومتفاهمين جداً مع بعض، وأول ما
اتخرج من الجامعة اتقدم لي، وأهلي رفضوا رفض نهائي، والسبب إن باباه اشتغل
سنة سواق تاكسي؛ مع العلم إنه مش محتاج فلوس.
وأنا مش عارفة أقنعهم إن
الشغل مش عيب؛ بس أنا أهلي أهم حاجة عندهم المستوى والفلوس، والولد ده
أخلاقه حلوة أوي، وشاريني أوي. أعمل إيه؟
بافكر جدّياً إني أتجوزه واهرب معاه، وهو يقدر يصرف عليّ ويعيّشني في مستوايا، ومش محتاج لأهلي.
أعمل إيه؟ عايزة حل ضروري: يا إما أتجوّزه وأهرب معاه يا إما أفضل معاه من غير جواز، وأنا مش عارفة ممكن أعمل إيه معاه؟
dara
صديقتنا العزيزة
صعب
جداً، ويكاد يكون من مستحيل، أن تقنعي أهلك باللي بتحاولي تقنعيهم بيه,
وهو أن المستوى الاجتماعي والمادي مش هم أهم حاجة في البني آدم؛ لأن دي
قناعة عندهم اتكونت من سنين طويلة من قبل حتى إنت ما تتولدي, وهما عارفين
ومتأكدين إن الشغل ما دام شريف فمش عيب، ومع كده مش هيقبلوا بده لو كان
الموضوع يخصك؛ فإنت بنتهم وردتهم اللي فضلوا سنين طويلة يرعوها.. مش هيرضوا
إن اللي يقطفها ما يبقاش مناسب لها.
فمن وجهة نظرهم، الشاب ده ما ينفعش ليك مادياً واجتماعياً, وإنك تستحقي الأغنى والأوجه اجتماعياً, وبرضه هتكون أخلاقه كويسة وشاريك.
ولو
قلنا إنهم غلطانين بالنسبة للمستوى المادي؛ فكلامهم صح جداً بالنسبة
للمستوى الاجتماعي؛ لأنه لازم يبقى فيه توافق اجتماعي بين الزوجين؛ فالفقير
مع الأيام هيغنيه ربنا؛ بس اللي نشأ واتربى في بيئة معيّنة هيبقي صعب
يتغير؛ فكل واحد مننا نشأ واتربى في ظروف غير التاني, وده اللي بيعمل فروق
بين الناس؛ فمنهم اللي بيتربى في بيئة بتعتبر فيها تصرفات معيّنة عيب،
ومنهم اللي اتربى في بيئة بيعتبرها تصرفات عادية.
يمكن كتير من
الأهالي بيتهيأ لهم إنه لازم أولادهم يقتنعوا باللي هم مقتنعين بيه, مش
بيقدورا يفهموا إن أولادهم كبروا وخرجوا واحتكّوا بناس كتير واتعلموا من
تجارب أصدقائهم، وبقى عندهم خبرة خاصة بيهم بيتبني على أساسها وجهات نظر
وأفكار خاصة بيهم هم مش خاصة بأهلهم, وبيستغربوا جداً ليه ابنهم أو بنتهم
مش مقتنعين بوجهة نظرهم ومش عاوزين يسمعوا كلامهم, بينسوا أو بيتناسوا إن
أولادهم ما عادوش أطفال يضحك عليهم بسهولة أو يخافوا بالزعيق والتهديد.
وهم
لو كانوا أخطئوا في التعامل معاك؛ فمش معنى كده إنك تثبتي لهم إنك كبرتي
وليك وجهة نظرك اللي لازم يقتنعوا بيها بالعافية ولوي الدراع؛ فمهما غلطوا
في حقك لهم؛ عليك حق وهو حق الطاعة.
ومهما كانوا من وجهة نظرك ظالمين ليك وللشاب اللي بتحبيه؛ فمش من حقك تتجوزي من وراهم, حرام تعملي فيهم وفي نفسك كده.
وحتى
لو هو هيقدر يصرف عليك ويعيّشك في المستوى اللي إنت عايشة فيه، إزاي
هتقدري تعيشي من غير رضى أهلك, هيبقى إيه رأي أهله والناس فيك لو هربت مع
ابنهم واتجوزتيه, تفتكري هيقولوا عليك وعلى أهلك إيه؟!
فالحياة مش بس إنت وهو، طالما معاه فلوس يعيّشك بيها.. شرعاً ما ينفعش تتجوزي من غير وليّ, ومادام والدك عايش يبقى هو وليّك.
هييجي
لك قلب تعملي في باباك كده وتموّتيه بالحيا وتتجوزي من غير رضاه؟ هتقدري
تدبحي ماماتك بالشكل ده وهي اللي طول عمرها من ساعة ما إنت اتولدتي بتحلم
تشوفك عروسة؟!
رضا ربنا من رضا والدك ووالدتك, ولو ربنا غضب عليك
لغضبهم؛ مستحيل هتشوفي أي خير وأي بركة في حياتك، حتى لو كانت من وجهة نظرك
ونظرة الحياة هتمشي.
أرجوك فكّري كويس.. وهو لو بيحبك بجد؛ فلازم
يحافظ عليك ويحميك مش ياخدك من بين أهلك، ويحرمك منهم وهم لسه عايشين, وخدي
بالك مهما كان بيحبك؛ عمره ما هيحبك قدّهم, ومهما قسي عليك والدك ووالدتك،
برضه عمر ما حد هيحبك قدهم.
ففكّري كويس مش يمكن أهلك عندهم حق, وربنا يهديك للخير.