أنا كنت مخطوبة لفترة شهرين، وكانت خطوبة
تقليدية، يعني ما كنتش أعرفه قبل كده؛ بس ارتحت له أوي وهو برضه ارتاح لي
أوي، وقال لي إنتي اللي باتمناها، وربنا بيحبني إني قابلتك، وكل الكلام
الحلو والإحساس الجميل اللي من خلاله استحالة إننا نفترق.
وبعد
شهرين بدأ يتغير من ناحيتي، وكمان أرن كتير عليه وهو ما يردش لمدة أسبوع،
وفجأة صحيت الصبح على رسالة بيقول لي فيها إحنا مختلفين عن بعض وطباعنا غير
بعض، وأنا لا يمكن أتغير وإنتي عمرك ما هتتغيّري، وفكّري في الكلام اللي
قلته لك.
فهمت من الكلام إنه عايز يسيبني وطبعاً كنت مستغربة
ومصدومة ومجروحة وأحاسيس غريبة بعدها، ولا حاول يرنّ ولا أي حاجة، وأنا
دلوقتي لسه بحبه، ومش عارفة أنساه أبداً، أعمل إيه أنا مجروحة أوي؛ لدرجة
إني هاموت من اللي حصل ده لأنه يعتبر سابني من غير سبب.. انقذووني.
simsimaمشكلتك
صديقتي حقيقي مؤلمة وسخيفة.. وللأسف لم يكن رجلاً حتى ينفصل بالأصول كما
تقدم لك بالأصول، بالإضافة إلى أنه ارتكب خطأ اشتركت فيه دون إرادة؛ فقد
خلق الله الدنيا يا صديقتي في ستة أيام، وهو صاحب "كن فيكون" أي أن الله
كان في استطاعته خلق الدنيا في لمح البصر؛ ولكنه أراد لعباده أن يعلموا أن
كل شيء حتى يستوي ويستقيم؛ يجب أن يأخذ وقته، وهذا ما يفعله خطيبك ولم
تنتبهي له أنت؛ فبدلاً من البحث عن التوافق والأشياء المشتركة بينكما
وتطبيع الخلافات في الشخصيات "جاب من الآخر" كما يقول الناس وبدأ بالحب
والأمل اللي ربنا حققه له... وأنت على الجانب الآخر فرحتي بكلامه، ولم
تفكري للحظة هل يعقل أن يأتي الحب فجأة كما أن له سكتة قلبية!!
صديقتي..
صحيح أن خطأك أقل من خطئه بكثير وعقابك أكبر بكثير؛ ولكن إن الله يمهل ولا
يهمل، وقديماً قالوا في الأمثال "اللي ميشيلنيش كحل في عينية ما ألبسهوش
مداس في رجلي".. هذا الخطيب تقدم لك واتفق أهله مع أهلك، وتم كل شيء في
النور وأمام الناس.. ثم -وبدون مقدمات- خلع لوحده من غير إذن ولا استئذان،
ضارباً بعرض الحائط الكبار الذين قعد معهم واتفق، وبعدين فسخ اتفاقاته
برسالة لا تصلح إلا في حالة اثنين مجوزين عرفي!!
احتسبي عند الله
ما حدث معك وتعلمي من الخطأ البسيط الذي وقعت فيه واسألي الله أن يرزقك من
فضله شاباً يعرف الرجولة اسماً وفعلاً ويتقي الله فيكي، وحاولي النظر إلى
نصف الكوب الممتلئ؛ فماذا لو كان هذا الخطيب اكتشف أنكم غير متوافقين بعد
الزواج أو بعد إنجابك لطفل!!
صديقتي هذا الشخص لا يستحق حتى مجرد
التفكير فيه؛ يعني حبك له خسارة فيه وخسارة لكِ، وفّري حبك ومشاعرك لشخص
محترم يعرف قيمتك، ولا تبخسي نفسك وقلبك حقهما في حب شخص تفنّن في
إيذائهما.
صديقتي: أنت أغلى وأكثر قيمة من أنك تحبين واحداً أقل
كلمة في حقه أنه ندل، وإذا ما حدث ورجع هذا الشاب محاولاً أن يستعيد ما
كان، لا تعطي له فرصة؛ فالندل لا يمكن أن يكون زوجاً تثقين فيه وتكونين
مسئولة منه أنت وأولادك.
حاولي التغلب على عواطفك؛ فالعقل في هذه
المسائل يجب أن تكون له اليد العليا، وكما كان يقول الراحل الكبير عبد
الوهاب مطاوع "انتظري جائزة السماء لك التي قطعاً ستشفى غليلك وتغدق عليك
ما تستحقينه"، كما ستغدق على ذلك الشاب ما يستحقه.