أنا عندي مع
كل الشباب صداقة محترمة، وباتعرّف على أولاد كتير أوي وبياخدوا رقمي،
وباحكي لهم كل حاجة عن حياتي وعيلتي من أول ما أعرفهم، وباكلّم ولاد كتير؛
بس مش باخرج مع حد فيهم؛ بس في التليفون مجرد إنه يتصل ويسأل ويبعت رسايل،
ويقول لي بحبك أصدق على طول، ألاقي غيره قال نفس الكلام؛ أسيب الأولاني
وأكلّم ده، وأقول له إني بحبك، وبعد فترة أكتشف إني مش بحبه حتى لو ماشية
في الشارع وحد كلمني أكلمه.
أنا زهقت من كده، مش عارفة أعمل إيه،
نفسي أتغير بجد، ساعدوني وقولوا لي حل وباخسر حاجات كتير أوي بسبب كده،
وبلاش حكاية حب مراهقة، أنا عرفاه، أنا عندي 22 سنة.
smsmmظننت
في بداية حديثك عن تصديقك للناس أنك تتكلمين عن العلاقات الإنسانية بشكل
عام، وأن حسن ظنّك لم يأت أحياناً في محله؛ لكن مع توالي كلماتك وجدت أن
مشكلتك لن تخرج -شئت أم أبيت- عن فراغ عاطفي؛ بل وللأسف فراغ ذهني أيضاً،
يجعلك تنجذبين فوراً لأي كلمة من أي شاب قد يتركك وقد تتركينه لمجرد كلمة
من آخر، مورطة نفسك في علاقات وصفتيها أنت أنها تتوقف عند الكلام في
التليفون ولا تصل للخروج؛ على أساس أنك لم تصلي للخطأ الأكبر ولم تجني على
نفسك بهذا الكلام في التليفون، والذي ينتهي بأسرع ما يبدأ؛ آخذاً معه الشيء
غير القليل من براءة مشاعرك وإيمانك بالحب وبالمشاعر الصادقة.
ومبدئياً
فإن مشاعر المراهقة أكثر ما يميّزها هو التقلب السريع، والحكم على الأمور
دائماً من جانب واحد، وعدم القدرة على الإلمام التام بجوانب المشكلة،
وأيضاً العند، وعدم تقبل النصائح المباشرة، والمكابرة، وأعتقد أنك لا زلت
تعانين من بعض تبعات هذه المرحلة حتى لو كان سنك 22 سنة.
تمتلئ
رسالتك بالكثير من المؤشرات على خطورة ما سيصل إليه حالك على الأقل من سمعة
سيئة وصورة ذهنية ستصل عنك بالتأكيد؛ أنك فتاة سهلة تأتين من مجرد رنة
تليفون، ولا تمانع من قضاء بعض الوقت الممتع بكلمات حب مزيفة، ودون أن يخسر
من يهاتفك أي شيء سوى ثمن المكالمة؛ هذا إذا لم تكوني أنت من اتصلت، أو
يتكبد أي عناء سوى ضغط زر الاتصال، وقد تصل الخطورة لما هو أعمق وأخطر إذا
أوقَعَتْك أفعالك في يد خبير من خبراء الاستمالة العاطفية، الطامعين في ما
هو أكثر من الكلمات، واستطاع أن يستدرجك ليحصل منك على المزيد والمزيد؛
وأيضاً مجاناً ودون عناء سوى "رصّ" بعض الكلمات.
ورغم مؤشرات
الخطورة؛ إلا أن هناك بارقة أمل فيما قلتيه عن استعدادك لإنهاء العلاقة
سريعاً مع شاب؛ حتى ولو كان من أجل ذهابك لآخر؛ فهذا يعني أنك ولله الحمد
-حتى الآن- لم يتعلق قلبك بشخص معين، وأن الأمر مجرد رغبة في الشعور
بالاهتمام، وهذا بالمناسبة شعور طبيعي عند الجميع؛ خاصة مع انشغال كل فرد
في الأسرة بأموره الخاصة؛ لكن هذا لا يعني على الإطلاق أن تتسولي هذا
الاهتمام، وأن تعرضي نفسك وكرامتك لما سيضعها في أسوأ المواقف، كما لا يعني
أبداً أن تستسلمي لمشاعرك فقط دون أن تراعي أن الله تعالى كما خلق غرائزنا
وشهواتنا؛ أمرنا أن نتحكم فيها ونهذبها؛ وبهذا فقط نستحق إنسانيتنا وأن
نتميز عن المخلوقات الأخرى التي لم يكرّمها الله عز وجل تكريمه للإنسان.
أريدك
فقط أن تأتي بورقة وقلم وتقسّمي الورقة أربعة أقسام تكتبين في أحدها
بأمانة ما استفدته من هذه العلاقات سواء كانت وقتاً ممتعاً أو علاقات
اجتماعية، أو أي مصلحة عموماً، وفي الآخر ما تعتقدين أنك ستستفيدينه، وفي
الثالث ما خسرتيه؛ سواء كلمة سمعتيها، أو تصرف تجاهك بشكل غير مرضٍ، أو
نظرة لك بشكل غير لائق، وفي القسم الرابع ما ستخسرينه.
وأثق أن ما
دفعك لكتابة رسالتك هذه، سيساعدك على كتابة هذه الأقسام بقدرٍ ما من
الأمانة يعينك على أن تضعي أولوياتك، ويساعدك على أن تحكمي بشكل صائب على
جدوى أكبر استفادة تكونين قد استفدتها؛ مقارنة بأقل خسارة تعرّضتي لها من
هذه العلاقات.
وحبذا لو كان هذا في كل علاقة. وأكرر مرة أخرى على
ضرورة تحرّي الأمانة، وساعتها -وبأي منطق سواء نفعيّ أو دينيّ أو أخلاقي-
ستتمكّنين إن شاء الله من التوقف تدريجياً أو ربما نهائياً، عن هذه
العلاقات، وتوجيه طاقتك وفراغك لنشاط أو عمل أو رياضة أو هواية تجعلك
تشعرين بقيمتك، وبأنك إنسانة لها هدف أسمى من مجرد أن تكون وسيلة تسلية لكل
عابر طريق.