.
أنا عندي 20سنة، وفي آخر سنة في الكلية.. مشكلتي إني ماليش أصحاب، ومش
باعرف أصاحب حد؛ مع إني طيبة جداً ومحترمة، ولما باكون محتاجة حد أحكي له
على أي حاجة مزعّلاني مش بالاقي حد جنبي؛ حتى أقرب الناس ليّ؛ حتى خطيبي
بيحبني بس مش محسسني بحبه ليّ، على طول في شغله، وكل ما أكلّمه يقول لي: مش
قادر.
المهم أنا ساعات باحس إني ماليش شخصية، وعلى طول ماعنديش ثقة
في نفسي؛ مع العلم إني بادرس في كلية تربية، قسم علم نفس؛ بس مش باعرف أحل
مشاكلي.
meromodصديقتنا
العزيزة.. جميل جداً الصفات الإيجابية التي تلمسينها في نفسك؛ كالطيبة
والاحترام، وهذه الصفات النادرة -نسبياً- في هذا الزمن جديرة أن تملأك شحنة
وطاقة للثقة بالنفس؛ فالله عندما خلقنا جعلنا مختلفين، وجعل كلاً منا لديه
مميزات تختلف عن الآخر لنتجاذب ونتكامل، ويتلمس كل فرد فينا جمال الآخر
واحتياجه إليه؛ فنصنع دائرة الحياة قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ
شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ}، والله جعل مقياس الأفضلية هنا التقوى ومخافة الله في السر والعلن.
ودائماً
عندما يكون الإنسان مع الله يحقق الطمأنينة والهدوء النفسي مهما كانت
الأحداث الدنيوية من حوله؛ فأحياناً يريد الله أن يُشعر الإنسان باحتياجه
إلى اللجوء إليه والأنس به؛ فيصرف الناس من حوله؛ فيعلّمه ألا يعتمد على
وجودهم في حياته دائماً، وأن علاقته بالله هي الدائمة، ودونها لا يستطيع
تحقيق السعادة الكلية والحقيقية، وبالتالي يتذوق معنى الاحتياج إلى الله
ويلجأ إليه فيكرمه ويستجيب دعاءه؛ فيعلم أن في يده سلاحاً رهيباً يحقق به
ما يشاء، دون الاعتماد على متغيرات دنيوية؛ فيقوى بالله على مواجهة صعوبات
حياته التي من ضمنها التغييرات البشرية التي قد تصدمه في مشوار حياته.
ومن
هذا المنطلق، عليك أن تستشعري إيجابيات أي موقف تكونين فيه حتى لا تشعري
بالضعف وتقلّ ثقتك بنفسك؛ لأن أي شدة نقع فيها يكون علينا تحليلها لاكتشاف
مزايا واستبصار أخطائنا التي يمكن أن تكون قد ساهمت في تكوين المشكلة..
فمثلاً
استرجعي مواقفك السابقة، وادرسيها جيداً، وما هي مميزاتك التي اجتذبت مَن
حولك لتنمّيها؟ وما هي النقاط التي قد تكونين قد فعلتِها عن غير وعي أو قصد
فأدت إلى عدم اجتذاب الأصدقاء من حولك؟
فمثلاً قد تكونين تسرعت في
مواقف على أن تُخرجي ما بداخلك لأشخاص لا يحبون الاستماع لمشاكل الغير، أو
يكونون قد أخذوا انطباعاً عن أنك تحبين الشكوى، وأنهم عندما يجلسون معك
يجدون أنفسهم قد امتلئوا بالأفكار السلبية التي أعطتهم شحنة سلبية وثقلاً
على مشاكلهم هم أيضاً، أو أن تكوني قد عرضت أفكارك بشكل أظهرك ديكتاتورية
ومسيطرة غير متقبلة لمناقشة أخطائك ومعالجتها، وأنت تظنين أنها الصواب، أو
أن تكون أفكارك غير متجددة، أشعرت الغير بالملل وعدم الاهتمام، أو أن تكون
أفكارك منحصرة في ذاتك؛ بمعنى أنك تتحدثين عن نفسك كثيراً؛ فيملّ الطرف
الآخر لأنه يريد هو الآخر أن تهتمي بما يناقشه هو أيضاً.
ولذا يا
عزيزتي؛ فإن الصداقة شيء يُكتسب ويحتاج منا إلى إدراك لذاتنا أولاً، ثم
للآخرين، وهناك حكمة تقول: "إذا أردت أن تأخذ، لا بد أن تعطي"، وبالتالي
فهي تحتاج إلى بذل مجهود والعمل على تحسين صورتنا الذاتية داخل أنفسنا
أولاً، وتأكدي أن إحساسك الداخلي عن نفسك سينطبع عليك؛ فكيف سيقدّر الآخرون
قيمتك إذا لم تعطِ أنت لنفسك قدرها أولاً، وكيف سيحبك الناس إذا لم تحبي
نفسك وظللت تشتكين منها؛ بدلاً من التركيز على مزاياها فتتألقي في عيونهم.
هناك
دراسات تخبرنا أن الشخص الجذاب للناس هو الذي لديه الشجاعة لأن يُظهر
تفوّقه ويكون مختلفاً عن الآخرين، هو الشخص الذي نحبه ونحترمه؛ بمعنى أن
اختلافنا شيء جذاب يستحق أن نظهره، وهذا لن يحدث إذا تظاهرت بما ليس فيك؛
بل افخري بما أنت عليه في الحقيقة، وعندما تُظهرين شخصيتك الحقيقية المميزة
فيك وطبيعتك الداخلية دون تكلف سيحبك مَن حولك، وسيكون لك من الأصدقاء
أكثر مما تودين.
والبساطة هي من أجمل السمات للتعامل مع الغير:
- قابلي الجميع بابتسامة صادقة من داخلك، وتعاملي باهتمام مع أية صديقة، وأشعريها أنها هي الوحيدة التي تهتمين بها.
- ركزي على التواصل بالعين مع محدثتك، وأشعريها بالاهتمام في نظراتك.
- أوجدي موضوعات مشتركة تحسين أنها تهتم بها وتحبها.
- كوني مستمعة جيدة، ومن خلال هذه الصفة المميزة سيمكنك معرفة مفتاح كل شخصية أمامك، وكيف تستطيعين اجتذابها، وما مجال اهتمامها.
- لا تتحدثي عن نفسك كثيراً؛ فإن الأشخاص يشعرون بالراحة أكثر مع من يهتمّ بهم ويجعلهم يتحدثون ويعبرون عن أنفسهم.
-
أضيفي إلى نفسك معلومات، وحاولي عرضها بشكل مشوّق تجعل مَن حولك يُصغون
إليك ويريدون منك المزيد، وتأكدي أن أفكارك المتجددة عندما تنمّيها على
نطاق واسع يستقلّ شخصيتك، وستجعلك راضية عنها، وهذه أهم نقطة؛ لأن مشاعرك
الإيجابية من داخلك ستكبر وستخرج لتجذب مَن حولك، وفي الوقت الذي ستقولين
فيه لنفسك: أنا محبوبة للناس ومميزة؛ سيسمع الناس هذا الصوت وسيصدقونه،
والعكس صحيح.
وبالنسبة لخطيبك فإن العمل بالتأكيد من حقه أن يكون له
أهميته الكبيرة بالنسبة له؛ فهذا في طبيعة الرجل وعلى أساسه ستتأسس
حياتكما بأكملها، وهذه الحقبة الزمنية التي نحياها تجعل الشباب في صراع
لأجل توفير متطلبات الحياة الكريمة، وهذا أمر يأخذ كثيراً من مجهودهم
البدني والنفسي والذهني، والحياة تزداد تعقيداً وصعوبة؛ لذا فقد تستنزف
طاقتهم في محاولة لمواكبتها، وهذا قد يؤثر على إعطاء العلاقات الإنسانية
حقها في حياتهم؛ خاصة وأن المهارة الاجتماعية عند الرجل في معظم الأحيان
مختفية لوجود مهارات أخرى أكثر أولوية في حياته بما يختص بشئون عمله.
لذا
فإن أهم عامل لإنجاح علاقتك معه هو تقدير المواقف والصراعات التي يواجهها
في الخارج، وعدم إثقاله بمتطلبات أخرى في أوقات غير مناسبة، ويمكنك عن طريق
الشخصية الجذابة التي ستنمّيها بداخلك أن تستحوذي على انتباهه.. ناقشيه
فيما يهتمّ به، ابحثي عن مواضيع تجدد العلاقة بينكما حتى يشعر أنه لا يريد
أن يتركك، لا تقولي له: إنك لا تشعرين بحبه لأنه لا يدري ما الذي يمكن أن
يقوم به حتى يُشعرك به؛ لأن هذه المهارة -كما أخبرتك- قلما وُجدت في
الرجال، عبّري عما تحبين أن يفعله معك، اشكريه على أية لمحة جميلة شعرتِ
بها؛ فهذا سيجعله يفعل المزيد لإسعادك، جددي دوماً نفسك معه، واجعلي نفسك
على غير المتوقع؛ حتى يفاجأ بك يحاول دائماً أن ينتهي من التزاماته ليسرع
إليك.
انطلقي، واجعلي كل لحظات حياتك سعيدة، وضعي دوماً في بالك أن
الله خلقك بمميزات خاصة بك لأنه يحبك، ولو لم يكن يحبك لما جئت إلى هذه
الحياة؛ فوجودك له أهمية وحكمة فاكتشفيها.
تمنياتي لك بالتوفيق والسعادة الدائمة والمزيد من الجاذبية في كل علاقاتك.