. أنا عندي 21 سنة، مشكلتي إني
باكلم واحد من سنة، كان زميل ليّ في المعهد، مش عارفة أقول إيه.. لكن جه
وبابا رفضه؛ أولاً لأن بابا خاف إنه يتزوج عليّ زي باباه اللي متجوز 3،
وماما خافت؛ لأنه ساكن بعيد عننا بساعتين، ومافيش شغل؛ لكن مع رفض بابا كنت
لسه باتكلم معاه على أمل إنه هيعمل حاجة؛ لكن كنت عارفة إننا مش هنكمل
لأنه مش بيعمل حاجة.
بدأت أعمل خدمة عامة، رَفَض على أساس إنه خايف
عليّ، ومش عاوز حد يشوفني، وكنت لما أخرج أقول له؛ بس كان بيشوفني كدابة
دايماً، وكل ما أعمل حاجة يشتم فيّ، مرة يقول لي: إنتِ زبالة، ومرة غير
محترمة.
ممكن تقولوا لي ليه لسه باكلمه؟! يمكن كان عندي
أمل لكن عارفة إنه مش هيكمل، وبيقول لي: إزاي تعلّي صوتك عليّ.. أنا أصلاً
لما باكون مظلومة صوتي بيعلى، ده حقي إني أدافع عن نفسي.
وفيه حاجة تانية في كلامنا إننا بدأنا نتكلم في
الجنس! لكن لما أرفض كان بيزعل، وبدأت فعلاً أتكلم معاه، وعارفة إني غلطت
لكن أعمل إيه؟!! وخرجت مرة معاه هو وأخته؛ بس من غير ما حد يعرف؛ لكن والله
ما عملت أي حاجة ولا مسكت إيده ولا حاجة.
وبعدين فيه واحدة كلمته وقالت له إنها بتحبه؛ لكن
هو قال لها إنه بيحبني أنا؛ لكن لما رجع القاهرة وبقى مع أصحابه بعت لي
رسالة بيقول لي فيها: استني نصيبك، واقطعي علاقتك بيّ.
وقتها مسحت رقمه ورقم وأخته ومامته، ورديت عليه
وقلت: ربنا هو اللي بيقسم، ورسالة تانية: حسبنا الله ونعم الوكيل؛ لكن
ماردش عليّ.. والبنت اللي بتحبه دي باباه عاوز يتجوزها، وقال لناس تانية
إنه عاوز عروسة.
عاوزة أبعد من غير ندم؛ لكن مش قادرة.. يا ريت
كنت سمعت كلام بابا من الأول.. أنا كنت مخطوبة لواحد وكان بيسمع كلام أمه
وأخته اللي أصغر منه؛ لدرجة إني بدأت أحس إني نحس!
lylytwo كثيراً ما نشعر أن نصائح أهلنا لا تخصنا؛ لأنهم لا يرون الصورة كما
نراها، ونتصور دوماً أن عقولهم ضيقة ولا ترى وضوح الصورة كما نراها؛ فنخالف
نصائحهم التي يكون الغرض الرئيسي منها هو مصلحتنا قبل كل شيء؛ لأنهم في
النهاية لا يريدون الأذى أن يصيبنا؛ بل على العكس يخافون علينا، وعندهم من
التجارب الحياتية التي تسبق تجاربنا ما يجعلهم يرون بعض الصور، وبعض الأمور
التي لا نراها نحن؛ لأنهم يرون الصورة العامة، وشاهَدوا من التجارب ما
يؤكد هذه الرؤية.
هذا بالضبط ما حدث معكِ؛ لم يرَ والدك الجدية في هذا الشخص الذي يودّ
الارتباط بكِ؛ بل شاهد حقيقة هذا الشخص، وعلِمها بحُكم خبرته الحياتية،
وعليه فقد رفضه، وحاول أن يوصل لكِ الأمر بالصورة التي تتقبلينها؛ لكنك -مع
إحساسك الداخلي بأن والدك على صواب وأن هذا الشخص غير جدّي- تماديت في
أوهامك.. لكنه كان يبحث عن صورة أو إطار منطقي يستطيع من خلاله الوصول لكِ
ونيل ما يتمناه منكِ، وبعدها بالتأكيد سيتركك، وما أقوله ليس تخمينا؛ بل
تأكيد لما قمتِ أنتِ بروايته في حكايتك.
وعلى الرغم من كل هذا لم أستطع التعاطف معكِ، فهذا الشخص الذي تحكين عنه
قام بسبك والتعرض لكِ، والاعتراض على كل ما تفعلينه؛ بل وتطور الأمر إلى
أنه لم يحترمك كشخص، وقام بالحديث معكِ في أمور لا يجوز له الحديث معكِ
فيها مطلقاً، وأنتِ جاريتِه في هذا الأمر، ولا أودّ أن أصدمك لكنه كان يقوم
بابتزازك عاطفياً لأقصى درجة؛ حتى ينال ما يريده ويرضي نفسه.
وكل رسائله بقطع العلاقة وغيرها.. ما هي إلا وسيلة جديدة يستغلها؛ حتى
يستطيع الوصول لما يريده منك، ويوصلك لهذه المرحلة التي أنتِ بها الآن.
عزيزتي.. قمتِ بالبحث عن الحب والحنان بالشكل الخاطئ؛ مما أوصلك لهذه
المرحلة، رفضتِ نصائح أهلك ومن يخافون عليك أكثر من نفسك وندمتِ الآن؛ ولكن
لا يزال الباب مفتوحاً؛ فلم تصل الأمور لمنحنى خطر بعد؛ فالله يحبك ويضع
العراقيل في وجه هذا الشخص؛ بل وينبهك أكثر من مرة.
عودي إلى أهلك مرة أخرى، واستمعي إلى نصائحهم، وحكّمي عقلك بها قبل
قلبك، عودي إلى الله مرة أخرى، واعلمي جيداً أنه يحبك، وابتعدي عن الابتزاز
العاطفي بكل صوره، اقطعي علاقتك تماماً بهذا الشخص، ولا تقبلي أية وساطة
في الأمر من أي شخص، وانسي أمره تماماً