أنا شاب عنده 26 سنة، تقف حياته عند واحدة حبها،
وبيدمر حياته بإيده، وهو مش لاقي حد يقف جنبه ولا يتكلم معاه، يبقى بجد
محتاج يفضفض أوي ومحتاج يسمع نصيحة أوي، أو أي كلمة ترجّع له الأمل.
في خلال سنة اتصدمت مرتين.. أول صدمة في أمي، وتاني صدمة في خطيبتي، وصلت لمرحلة إني حاسس إن الحياة -آسف- بقت وحشة أوي.
اتعرفت على خطيبتي وأعجبت بيها، استمرينا مع بعض
أربعة أشهر، وبعد كده طلبت مني إني اتقدم لها وأخطبها؛ علشان يبقى لي صفة
إني أكون معاها، وكمان علشان هي مش بتخبي حاجة عن مامتها، احترمتها جدا
واتشجعت أكتر إني آخد الخطوة دي، بس كان عندي شرط إنها تحكي لي عن ماضيها.
في الأول قالت لي أنا زي أي بنت حبيت واتحبيت
وماحصلش نصيب، كررت سؤالي ووعدتها إني مش هابعد عنها مهما كان اللي هتحكيه،
المهم قالت إنها كانت بتحب واحد وحصل إنهم اجتمعوا لكن ماحصلش إنها مارست
الجنس معاه، احترمت إنها قالت، وسلّمت إن اللي حصل حصل بس تبقى داخلة معايا
على نور.
وفعلا دخلت البيت من بابه واتقدمت لها وقرينا
الفاتحة وخطبتها، وغصب عني لقيت نفسي معاها في كل مكان بتروحه، ودايما فيه
شك، قلت أختبرها في فترة الخطوبة علشان أبقى على يقين، بدأت أمد إيدي،
مافيش أي رد فعل منها، أزيد.. برضه عادي وهي مجاوبة، وبدأت تطلب مني بهزار
إني أعمل كده، وفي يوم عرضت عليّ إني أروح لها البيت ومافيش حد، ونقعد مع
بعض بدل ما نخرج ونقعد بره (أوك) طلب غريب! الشيطان أخدني وطلعت، وحصل اللي
حصل وهي لسه بنت، وفضلنا على كده سنة، مرة هي تطلب ومرة أنا، مرة عندها
ومرة عندي.
وبعد السنة دي كانت الصدمة الأولى في أمي انفصلت
عن والدي؛ والسبب إنها كانت بتخونه مع المدرّس بتاع أختي الصغيرة، طلقها
غيابي بعد ما خافت مني وأخدت أختي الصغيرة وهربت، وفجأة مالقيتش جنبي أمي،
وماأعرفش عنها حاجة، وكمان أختي مرّت بفترة صعبة جدا، بادوّر عليهم عند
أهلها مافيش.. ماحدش يعرف عنهم حاجة وفي خلال الفترة دي كانت الإنسانة دي
جنبي ووقفت معايا واتعلقت بيها أكتر وأكتر، وبعد ما كنت باقول أقضيها
وأسيبها، بقيت هي كل حاجة في حياتي؛ لدرجة إنه بقى مستحيل نبعد، وفي نفس
الوقت شايف فيها أمي وخيانتها وإنها ممكن تعمل ده مع أي حد في يوم من
الأيام، وكملت معاها سنتين كمان على خطوبتنا، وكنت باتحجج بأني خلاص السنة
الجاية، وهي تصبر والسنة الجاية أقول اللي بعديها، وكل ده وإحنا تقريبا
بنعامل بعض معاملة الأزواج.
بدأت المشاكل بيننا تكتر.. بدأت أمتنع إني أأروح
الزيارة اللي بتكون في يوم إجازة والدها، وتحصل مشكلة نبعد أسبوعين، وتحصل
مشكلة نبعد شهر ونرجع، وفي آخر مرة حسيت إنها بتتحجج علشان نبعد عن بعض
شوية، طاوعتها، فعملت مشكلة على حاجة هايفة كده، أوك بعدنا عن بعض
وراقبتها، وفوجئت إنها اتخطبت! رحت لأهلها البيت يقولوا لي كل شيء قسمة
ونصيب وهي مخطوبة من شهر، ودي الصدمة التانية، أنا اتدمرت وعلى طول
بتراودني فكرة الانتحار.. أعمل إيه؟
Romio.farha صديقنا..
اتدمرت ليه؟ هل لأنها تركتك أم لما فعلت معها طيلة هذه السنوات؟ هل كانت
صدمتك في أنك قد انقطع عنك سيل المعاصي والذنوب والخيانة، أم اتصدمت لأنك
أفقت على كارثة.. ورأيت عاقبة الخيانة مجسدة أمامك في أقرب الناس إليك..
وهل لم تكن تدري يا صديقي أن هذا الذي يحدث هو الطبيعي وهو الحتمي، وهو
الذي يثبت أن الله سبحانه عادل في حكمه بين العباد؛ إذ جعل الجزاء من جنس
العمل..
أراد الله أن يذيقك طعم الخيانة.. لم تحفظ حق أمك وأختك، وانطلقت تعصي الله، فرد الله عليك ما كنت تفعل..
من يزْنِ في قوم بألفي درهم.. في بيته يُزنَى بغير الدرهملا أريد أن أقسو عليك باللوم ولكن هيا بنا ننظر إلى ما حدث ولماذا حدث..
كانت صدمتك أولى أن تكون في نفسك التي لم تحفظ لها حقها في البراءة
والعفة، وفتحت عليها مصاريع الشيطان.. وأنت الذي كنت قد دخلت البيت من بابه
وأردت أن تنشئ علاقة طاهرة يعترف بها المجتمع، ولكن تحوّلت حياتك كلها إلى
هذه الدرجة من الشقاء، أتدري أول خطأ ارتكبته؟
أول خطأ ارتكبته يا صديقي أنك لم تحسن الاختيار.. اندفعت وراء الحب
الأعمى والعاطفة الغرورة والزينة الظاهرة وتجاوزت عن كل شيء في سبيل ذلك..
خدعت نفسك حين قلت المهم الصراحة.. فالمجرم لا يفلت من العقوبة بمجرد
اعترافه..
حين اعترفت لك الفتاة بجريمتها كان أولى بك أن تبتعد، خاصة وأنت لمست
بعد ذلك أن ريمة لم تغير عادتها القديمة، وأنها لم تتب حق التوبة،
وبالتأكيد كان في لبسها ومشيتها وشكلها ما يؤكد أنها لم تشعر بإثم ما فعلت،
ولعل هذا ما أعجبك فيها في البداية، فصرف عقلك عن رؤية حقيقتها..
ربما تخطئ الفتاة لأنها إنسان وكل ابن آدم خطاء، ولكن الاعتراف بالذنب
لا يعني التوبة بأي حال، هناك لوازم وأمارات أظنها لم تكن موجودة في هذه
الفتاة..
ولهذا فقد كان اختيارك السوء بيدك هو أول خطوة في طريق الشيطان..
ثانيا: بيتك.. يبدو أنك أنت ووالدك كنتما في غفلة عما يجري داخل بيتكما،
ولم يكن لكما أي متابعة لما يجري فيه، لا أدري بم كنتما منشغلين؛ ولا تظن
أن ما حدث هو جريمة أمك وحدها بل هي جريمة مشتركة اشتركتم أنتم أيضا فيها،
أنت ووالدك بإهمال البيت يدخل هذا ويخرج ذاك، ولم تراقبا بيتكما ولم تحفظا
أمانته فكانت النتيجة هي ما حدث..
أما الآن وها أنت ترى نهاية الخطوات السابقة فإن الستار لم يسدل والقصة
لم تنته بعد.. هناك ما زال المستقبل، يمكنك أن تجعله أفضل.. أتدري أن من
أذنب ذنبا فهو عاص ولكن من يئس من رحمة الله فهو كافر، كما قال سبحانه:
{وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.. يمكنك أن تصنع غدا طيبا خاليا من كل الجراح.. بإمكانك أن تصنع ذلك لو أنك أردت وقررت وبدأت..
انسَ الماضي كله كأنه كان صفحة وطويت.. أقبل على ربك واسأله المغفرة
والعفو.. وابدأ صفحة جديدة مع نفسك ومع ربك وتقرب إليه، واسأله أن يشرح
صدرك وينير قلبك ويرزقك الخير..
ابذل في هذا وسعك فالله سبحانه هو القادر على أن يعينك، وهو وحده القادر على أن يمسح كل ما كان برحمته وعفوه..
أدعو الله أن يغفر لك ذنوبك وأن يزيح همك وأن يرزقك الخير وأن يكفيك سبل الشيطان